المقالات

صحيفة وول ستريت في مقال لها تحت عنوان:الرجل الذي قتل صدام


بتاريخ 29/9/2007 جاء فيه

نوري المالكي له إبتسامة لطيفة غير متغالي فيها بالرغم من أنها لا تظهر أسنانه و لكنها ابتسامة لطيفة من النوع الذي ترفع كل الوجه خاصة عينيه عندما يريد ان يريهاً. من المفروض ان يفعلها اكثر. ولكن من الأمور اللطيفة عن السيد المالكي إختلافه عن بقية القادة العرب خاصةً السفاحين المقربين من وزارة الخارجية الأمريكية والسي اي اي, ليس هناك شيء من الضيافة السوقية (السوق) بدلا من ذلك فهو ذلك الرجل الهاديء الذي أرتقى لاخذ مسؤولية غير متوقعة و هي رئاسة الوزراء و هو يدرك انها مسؤولية كبيرة , لقد المحت هذه الكلمات أثناء لقاءي به وذكرت له بأن الله قد وثق به بمهمة كبيرة وصعبة. و ضحك بهدوء قائلا " إن الله وضع هذه المسؤولية عليّ وليس الثقة" ولكنها بالاضافة الى ذلك مشرفة . "أن اكثر شيء مشرف ان يمكن ان يعمله المرء هوان يخدم وطنه ومبادئه".

لقد كان اليوم الثلاثاء قليلا بعد الساعة الواحدة بعد ظهر ونحن جالسين في جناح في فندق ريتز كارلتون في الشريط الجنوبي من منهاتن وكان تمثال الحرية يلوح خارج النافذة على الكتف الأيسر لرئيس الوزراء العراقي. لقد جاء توا من اجتماعات الجمعية العامة ولقائه بالرئيس بوش. كان ملتزماً وحازماً بالموعد (على غير عادة العراقيين). وحينما بدأت الكتابة قام و بسرعة بأخذ أوراق قليلة من احدى دفاتر ملاحظاتي وبدأ يدرج بعض من أفكاره. لقد قيل لي ان عربيته -- لانه درس الادب و الشعر-- جميلة. عندما رايته يكتب بيده تذكرت انه قام بالقتل بها.  انه لكان مقدرا و بعد ان قررت الولايات المتحدة "تغيير النظام" أن يموت صدام حسين, أما خلال هجوم جوي أو عندما يأخذ القانون مجراه الطبيعي. ولكن من اكثر الوقائع التي لم يقدر ثمنها لهذا الرجل الهاديء والذي يقال عنه كثيرا بأنه "ضعيف" أو كما يحلو للذين يصفوه بالضعف على إختلاف الأسباب التي تدفعهم لذلك، إنه اخذ على عاتقه تحمل المسؤولية المباشرة لتحمل لهذه المهمة.

انها نهاية كانون الأول عام 2006 بعد إصدار قرار تنفيذ الحكم من قبل المحكمة العراقية شنقاً حتى الموت منذ الشهر السابق وكان قد استهلكت كل السبل القانونية للاستئناف. كانت معضلة نوري المالكي وهي ان يقوم بالتحبب الى الدبلوماسيين الامريكان المتنرفزين و بعض الناس الاخرين – وبالتالي جر العراقيين من كل الاطياف الى التصديق بان عجلة العدالة لن تدور دورتها الكاملة لتحقيق العدالة ضد المستبد. او ان باستطاعته توقيع امر الاعدام و مواجهة الغضب من الكثيرين الذين تنبأوا بان موت صدام سيشعل التمرد المضاد للحكومة.أنا لا ازال اتطلع لان اسمع واحدا من هؤلاء الناس الذين انتقدوا قرار المالكي باعدام صدام بان يعترفوا انهم كانوا خاطئين, وان يعترفوا بان قرار اعدام صدام رفع عبئا نفسيا كبيرا من العراق و خاصة بين الجماهير السنية. او أن الاحداث الايجابية البالغة الاهمية في محافظة الانبار و التي قادها شيوخ العشائر السنة و الذين يطلقون على انفسهم مجلس انقاذ الانبار كانوا من الشبه مؤكد ان لاتحصل طالما هناك نفس في جسد صدام.

"إن وضع القاعدة اليوم تغير" قال لي رئيس الوزراء و بطريقة متواضعة واضحة. "إنهم فقدوا الكثير من قواعدهم التي كانوا يتحركون منها بحرية". جزءا من ذلك يعود سببه الى "الزيادة" في القوات الامريكية و العراقية و الذي اثنى على تضحياتهم المالكي تكرارا. وقال رئيس الوزراء "ان هذه النجاحات الاخيرة فد تم ادراكها بسبب المواطن العراقي العادي. لقد اكتشف اهالي هذه المناطق حقيقة القاعدة".

سألته عن هذا التغيير في العمق من قبل السنة – المسماة "بصحوة الانبار" – هل بامكانها البقاء بعد مقتل القائد الكورزماتي ستار ابو ريشة و الذي قتل بقنبلة من قبل القاعدة في 13/9/2007 " نعم اكد لي ان الحركة قوية" "إن مقتل أبو ريشة جمع كل العشائر معا للاستنكار". "ان المصالحة الوطنية ستستمر". استمر فائلا.

ماذا عن المخاطر, سألته؟ هل هو قلق من التزايد المتسارع من اعداد الرجال السنة تحت السلاح, و خاصة منهم من كانوا يحاربون الحكومة من وقت ليس بالطويل؟ نعم, اعترف لي. "لدينا قلق بامكانية وجود خطر نتيجة تسليح هذه العشائر. نحن قلقون من تشكيل ميليشيا جديدة وفي الوقت نفسه نقوم بمواجهة الميلشيات الموجودة".و لكنه قال لي ان هناك حل لهذه المشكلة: "عندما يكون اعضاء هذه العشائر التي تحمل السلاح جزء من هيكلية الدولة". وذلك بان يكونوا اعضاء في قوات الامن العراقية و ليس ممثلين عن "ذلك او هذا الشيخ".من المسلم به ان صحوة الانبار لا تزال في ايامها المبكرة. و لكن من الاهم ملاحظته ان تحت حكومة المالكي والتي يدعى انها مقسمة و التي يقودها التحالف الشيعي بان العرب العراقيين السنة يظهر انهم و بالنهاية القوا بولائهم للحكومة المركزية. السيد المالكي كذلك يستحق أكثر تقديرا من ما يستحقه لتحركه ضد المليشيات : "نحن نتعامل مع كل العراقيين على اساس هل انهم يطيعون القانون او لا يطيعون القانون".

لقد سألته اذا كان قد تابع الشهادة الاخيرة التي قدمها امام الكونغرس الجنرال ديفيد بتريوس و السفير الأمريكي راين كروكر؟ نعم قال لي تابعنها و بقرب كبير. "أعتقد أنه كان يحاول أن يكون واقعيا", قال بشأن الجنرال بتريوس. "لقد تحدث الجنرال بتريوس عن المصاعب والتحديات بالإضافة إلى النجاحات".

ماذا عن جيران العراق؟ هل انهم متعاونين؟ "كلا في الحقيقة انهم ليسوا" اعترف لي. "في البداية لم تكن المسألة ان تصل الى مرحلة الحصول على الدعم و لكن المعاناة من التدخل السلبي و كسرهم مباديء الجيرة الحسنة". "و لكنه قال ان الاشياء بدأت تتغير إلى الأحسن لان الدول المحيطة بدأت تدرك بان المتاعب في العراق سوف تنتشر". لفد "بدأوا بالحوار" معنا, و قال مضيفا "انه من واجب العالم اجمعه للعمل مع العراق".

من خلال نقاشي معه اكدت له بان يعتبر هذه فرصة للتكلم بما في باله و ليست لعبة "اقتناص". لقد قال لي ان الرسالة الاهم التي ينوي ان يوصلها في نيويورك هذا الاسبوع بان على العالم ان "يشكل جبهة لمساندة الديمقراطية و مجابهة الارهاب. ليس هناك بلد يستطيع ان يدعي ان الارهاب لا شأن له بي". لقد شكر جريدة الوول ستريت جورنال بما سماه تغطية متوازنة للعراق – و قال "نحن لا نريد وسائل إعلام ان تعمل دعاية لنا" .

بعيدا عن التملق, إنني وصلت الى انطباع قوي بان رئيس الوزراء المالكي قد تم التقليل من شأنه بشكل كبير. بالتأكيد قد يكون من الجميل ان يكون عندنا رئيس وزراء ذا ابتسامة جاهزة, و انكليزيته لا عيب فيها ويحوز على الطاعة الكاملة لشعب بلده له. و لكن معرفة طبيعة التصدع للبلد الذي وجدناه, و تعثراتنا الكثيرة – خصوصا "التمثيل التناسبي" في النظام الانتخابي , و الذي شجع السياسات الطائفية, علينا ان نشكر نجومنا المحظوظة باننا انتهينا بالسيد المالكي. انه متواضع, عميق و شجاع.

"في اعوام 1860 كافح بلدكم كفاحا عظيما" – لقد ذكر السيد المالكي العالم في هذه المقالة لهذه الصفحة في حزيران من هذا العام (نعم انه هو الذي كتب المقالة بنفسه) – "ان الحرب الاهلية التي خضتموها اخذت المئات من الالوف من الارواح و لكنها انتهت بانتصار الحرية و ولادة قوة كبرى".

السيد روب بولاك محرر صفحة التحرير في جريدة الوول ستريت جورنال.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابن المرجعية
2007-10-11
لم يقتل صدام الا سوء عمله, وقتله الابرياء بدون ذنب فاقتضت السنة الالهيه ان يعقاب بمثل عمله(بشر القاتل بالقتل ولو بعد حين)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك