المقالات

النستلة وطحين نظام البعث !...

1674 2016-02-29

تذكرني حادثة حملة التشويه، التي طالت الشيخ جلال الدين الصغير، بحادثة قديمة جداً، تعود الى ثمانيينات القرن الماضي، عندما كان عمي المرحوم "أبو عبد الله"، ينادي أحد أحفادهِ "إبن القوطية"، لانه كان يرضع حليب جاف، كونه يعاني من حساسية شديدة مفرطة من صدر أُمهِ، والطفل يعرف صوت جده ويضحك، عندما يتم نعته بذلك الإسم الغريب! وكأنه نقصان من شخصيتهِ الطفولية البريئة، وما كان منه الاّ الضحك المستمر .

وعلى دأب الشيخ جلال الدين، كل أمسية جمعة في جامع براثا، يُلقي خطبة يتناول كل ما يمت للحياة اليومية العراقية، سواءٌ في عالم الأسرة والمجتمع أو السياسة وغيرها من الأمور، التي تتصل بحياة وأخرى للمواطن العراقي، وكان النصح ديدنه، ونقد الطرف الآخر، ولا يخشى بما يلمسه الشارع من تقصير، فكان مكملا لما تطرحه المرجعية الدينية في النجف الأشرف، من خلال منبر الجمعة في كربلاء، وباقي المحافظات العراقية .

فبركة خطبة الشيخ وجعلها في موضع سخرية! حيث إذا رآها المتلقي يراها ليست كما تم طرحها، وتجريدها من الجوهر الاصلي المراد منه المثال، وهذه الأطراف إجتمعت كما أجتمعت قريش في أيام الرسالة، على تشويه صورة الاسلام المحمدي، وأضهرت الشيخ ينهى عن أكل أتفه شيء في الحياة اليومية، وكان الأجدر من المتلقي البحث عن المادة الأصلية، ليعرف ما هو المغزى من الطرح، قبل أن يتهم الشيخ ويسبهُ جزافاً .

كان الطرح ضرب مثال من وجه التشبيه او التقريب، لتصل للمتلقي بطريقة سلسة، وبالطبع فالذي لديه خلفية علمية لا يتعب في البحث، بل يفهمها وإن كانت على مستوى عالي من الطرح، وكانت أتفه الاشياء التي يصرف عليها رَبُ الأسرة أو الفرد، هي الأشياء غير الضرورية، والنستلة وكارت الموبايل ليست من الضروريات، بقدر قوت العائلة التي تعتمد عليها إعتماداً كلياً، كالزيت أو الرز أو الدقيق وغيرها من الضروريات .

المغزي من الفبركة للمقطع الذي نُشِرْ، كان الغرض منه الفات المواطن عمّا يجري، وتزييف الحقائق عن السرقات التي بدأت تتكشف و تظهر للعلن، لما تم كشفه من سرقات طوال السنوات المنصرمة من عمر الحكومة، ليصار الى الهدف المرسوم، وقذف الشرفاء بما ليس فيهم، لانهم محبين لبلدهم، وإعتصار قلوبهم ألماً، لما سيحل بهم في قادم الأيام، سيما والحكومة آيلة للإنهيار بسبب سوء التصرف، والتغطية على السرقات المستمرة ! 

خلال سنوات الحصار، دأبت حكومة البعث على تجويع الموا طن العراقي، وحاربته بكل الوسائل الممكنة، وجعلته تابع لها من خلال أساليب مكشوفة، خلطت طحين البطاقة التموينية بمختلف الملوثات، وصلت لخلط نشارة الخشب مع الطحين، من دون أن يظهر مواطن واحد يعترض كما يجري اليوم، فهل أخطأ الشيخ عندما نصح العوائل، بان يتقشفوا ويتقصدوا والإحتفاظ باموالهم ليوم أسود، يتحسر على بضع غرامات من الطحين أم ياكل نستلة !
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك