المقالات

السيد العبادي؛ هل لك ان تفكر بنا؟! / قاسم العجرش

2108 2016-02-27

قاسم العجرش

ثمة مفارقة أن الحديث عن الإصلاح، لم يتوقف لحظة؛ منذ أن تشكلت حكومة السيد العبادي، وكان واضحا بناءا على ذلك، أن هذه الحكومة لن يمكن لها الإستمرار، لأنها ولدت مثقلة، بإشتراطات لحظة تكليف السيد العبادي، وهي لحظات كان يقف فيها، مستقبل العملية السياسية على كف عفريت!

الغريب أن الحديث عن الإصلاح، لا يتعلق بهذه الحكومة، بل كان سمة بارزة رافقت مجمل بنائنا السياسي، الذي شرعنا به عقيب إنهاء عصر الإستبداد الصدامي، ولم يمض يوم منذ ثلاثة عشر عاما، إلا وسمعنا فيه حديثا عن الإصلاح..وهذا بالدلالة يكشف حجم الخراب، الذي تعانيه مؤسسات الدولة العراقية.

الأصوات المنادية بالإصلاح، تعلو وتخفت حسب الطقس السياسي، وفي بداية عرس الحكومة الحالية، كان المجتمع السياسي يعيش نشوة تشكيل حكومة، ولذلك خَفَت هذا الحديث، ولم نعد نسمعه إلا لماما، مع أننا جميعا نقول في أنفسنا، أن هناك ضرورات وليس ضرورة واحدة، لإجراء إصلاحات سياسي؛ ثم ما لبثت تلك الأصوات أن علت مجددا، وها هو السيد العبادي يسعى الى تغيير جلده، فما الذي جعل الأصوات المنادية بالإصلاح،  تخفت وتتلاشى ثم تعود بقوة، وما هو الإصلاح المنشود؟!

هناك ضرورة للإصلاح السياسي، ومراجعة العملية السياسية ومخرجاتها، ومن المؤكد أن حلول الترقيع، لن تحقق الهدف المطلوب، إن لم تتوفر إرادة جادة للإصلاح، على محددات وطنية، ليست قابلة للمساومة والتجاذب، بين مكونات الحياة السياسية..ومن المناسب الإشارة الى أن المطلوب، ليس هو الذي يجري الآن، فالساسة يخدعون أنفسهم، إن ظنوا أن التغيير والإصلاح، هو لعبة تبديل وزراء..

تحت العنوان العام، فإننا بحاجة الى إصلاحات شاملة، وليست سياسية أو وزارية فقط، والمطلوب هو أن نُفَعِل ما يجعل الدولة أقوى مما كانت، وأكثر تماسكا، وقدرة على تحقيق تطلعاتنا وآمالنا، وأن تحدد الإصلاحات المطلوبة على وجه الدقة، وليس مجرد توجه لتغيير رؤوس الوزارات، خال من التفاصيل والاشتراطات، التي يستوجبها التغيير والإصلاح.

إن العراقيين لا يعولون على النوايا الحسنة والتوجهات العامة، فهذه لن تصنع مستقبلا، إن لم تكن معززة بأفعال مدعمة، بخبرة ومناهج عمل واقعية، وهذا ما لا يبدو متوفرا لدى السيد العبادي ورهطه!

كلام قبل السلام: نحن بحاجة لأدمغة تفكر بنا، وبنا فقط..!

سلام...

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك