المقالات

الاصلاح ضرورة في اطار الدستورية

2607 2016-02-23

حسناً فعل السيد رئيس مجلس الوزراء بالذهاب الى مجلس النواب لعرض الاوضاع العامة في البلاد، وما تحقق من منجزات وما لم يتحقق.. فمجلس النواب هو محور النظام السياسي في البلاد، وهو الذي منح الحكومة الثقة، وهو الذي اقر منهاجها. فتعزيز الديمقراطية هو ليس انتخابات ونصوصاً دستورية فقط، بل هو اساساً مؤسسات وممارسات تنمو وتتطور لتصبح تقاليد عمل راسخة. فرئيس الوزراء يشير ان محاولات السير قدماً بالاصلاحات ستتطلب تغييرات وتخويل صلاحيات، وهذا بمقدار ما هو ضرورة فانه يتطلب بالمقابل الحذر منعاً من السقوط في حمى الحماس الثوري، فنتجاوز او نضرب الضوابط الدستورية، الموضوعة اساساً كصمامات امان يجب عدم الاستهانة بها.

فالسيد رئيس مجلس الوزراء يستطيع اعفاء اي من وزرائه، بل حتى جميع وزرائه، واعادة تشكيل حكومته وفق المادة 78 التي تنص: "رئيس مجلس الوزراء هو المسؤول التنفيذي المباشر عن السياسة العامة للدولة، والقائد العام للقوات المسلحة، يقوم بادارة مجلس الوزراء ويترأس اجتماعاته، وله الحق باقالة الوزراء، بموافقة مجلس النواب". فموافقة المجلس شرط وقيد دستوري يجب احترامه لانجاز الاجراء.

كما يستطيع السيد رئيس مجلس الوزراء اجراء تغييرات وادخال اضافات في منهاجه الحكومي، واقتراح اصلاحات بعضها من صلاحيات مجلس الوزراء وبعضها الاخر قد يتطلب اخذ موافقة مجلس النواب عليها، اضافة للصلاحيات الخاصة به. وفيما يخص صلاحيات مجلس الوزراء، فلقد حددت المادة 80 صلاحيات مجلس الوزراء ومنها "تخطيط وتنفيذ السياسة العامة للدولة".. و"اقتراح مشروعات القوانين" و"التوصية الى مجلس النواب بالموافقة على تعيين وكلاء الوزارات والسفراء واصحاب الدرجات الخاصة ورئيس اركان الجيش ومعاونيه، ومن هم بمنصب قائد فرقة فما فوق، ورئيس جهاز المخابرات الوطني، ورؤوساء الاجهزة الامنية"، الخ.

وهنا يمكن لرئيس الوزراء –حسب تصورنا- الطلب من مجلس الوزراء تخويله هذه الصلاحيات. ويبدو ان النظام الداخلي لمجلس الوزراء قد اجاز ذلك، كما ان الدستور لا يمنع عن ذلك بدليل ان عمل المجلس هو شخصي وتضامني في آن واحد حسب المادة 83. ولكن في النهاية فان جميع هذه التوصيات او الترشيحات لابد ان تذهب الى مجلس النواب ليوافق عليها او يرفضها.

اما الطلب من مجلس النواب مثل هذا التخويل، فنعتقد ان رئيس مجلس الوزراء نفسه يدرك ان الامر اكثر تعقيداً.. اذ نقف هنا امام سلطتين منفصلتين، ولا اعتقد ان هناك مجالاً لتخويل محدد عدا في حالة طلب مشترك من قبل رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء لاعلان حالة الطوارىء. وقد عرف الدستور مستلزمات الطلب ومدته والصلاحيات الممكن التمتع بها في اطار تعريف اختصاصات مجلس النواب في المادة 61/ تاسعاً والتي تنص الفقرة "ج" منها على منح هذا التخويل، فتقول: "ج- يخول رئيس مجلس الوزراء الصلاحيات اللازمة التي تمكنه من ادارة شؤون البلاد في اثناء مدة اعلان الحرب وحالة الطوارىء، وتنظم هذه الصلاحيات بقانون، بما لا يتعارض مع الدستور".

لقد منح الدستور والقوانين السيد رئيس الوزراء سلطات واسعة ومتوازنة يستطيع استخدامها للمضي قدماً في مشروعه الاصلاحي. واملنا ان تجري الاصلاحات في جو واسع من المشاركة.. واعتماد معايير تنطبق على الجميع، وان يتم اعتماد اهل الخبرة والكفاءة والاخلاص.. وان يركز على المضامين قبل الشعارات، وعلى اصلاح المؤسسات، والابتعاد عن الشخصنة.. وان تعبىء كل القوى السياسية والاجتماعية والشعبية القادرة على تحمل اعباء الاصلاحات ومسؤولياتها.


عادل عبد المهدي
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك