المقالات

الحشد بين الوجود والإقصاء !...

1557 2016-02-15

الجهاد الكفائي السيف الذي قصم ظهر الإرهاب، سماحة السيد علي السيستاني ناشد العراقيين، وكانت التلبية سيل جارف اذهل العقول، فكان الإنطلاقة الأولى لتحرير العراق، بعد أن عاكس رئيس الوزراء السابق المراجع وخالفهم، وأستَبَدَّ برأيه الذي أوصلنا للهاوية، ولو لا لطف الباري والفتوى المقدسة، لكان الدواعش يسرحون ويمرحون في بغداد.

الرد من رجال الحوزة العلمية في النجف الأشرف، كان صادما للعدو المزدوج، سواء كان من الداخل او الخارج، وبالذات الراعي الأول للإرهاب أمريكا، ومن يساندها من أعراب الخليج، وبعض السياسيين العراقيين الذين يضعون العصا في العجلة، وجعلوا العملية السياسية كما يريدون، من خلال دفع الأموال الطائلة، لمن رضي لنفسه أن يكون تَبَعاً لهم، وبما أن للقيادة العامة للقوات المسلحة العراقية كانت تعج برجال البعث، ووضعت هذه الملفات المهمة بيد أشخاصٍ غير مؤهلين، فكانت نهاية العملية السياسية سقوط الموصل، إضافة لذلك جريمة العصر، سبايكر وما لحقها من عار القادة، الذين تركوا مواقعهم وهربوا، تاركين أرض المعركة وما تحويه من معدات عسكرية، لا يمكن الإستهانة بها بيد الإرهابيين، وهم يقاتلوننا بها اليوم، ولم نعرف لحد الآن ما هو المقصود من ترك الأسلحة والمعدات، وكان الجيش قادر على مقاتلة أكثر من الف ومائتين إرهابي، مقارنة مع العدد والقوة والتسليح، لكن الذي إتضح بعد مضي فترة من الزمن، أن أمريكا والكيان الصهيوني، بمساعدة الأطراف الراعية للإرهاب في الخليج، وتركيا من يقفون خلفها، 

الحشد تم إيقافه بالضغط على الحكومة من قبل أمريكا، خوفا من إنتهاء الإرهاب في العراق، ولضمان ديمومته يتم إتهام قوات الحشد بالطائفية، وغيرها من الإتهامات الفارغة، التي لا تستند الى دليل، ومقارنة الأنبار بمحافظة صلاح الدين، وسرعة تحرير المناطق، لكان تحرير الأنبار أسرع .
الفلوجة رأس الأفعى، ويحاول الأمريكان بشتى الطرق تأخير تحريرها، والعذر أن هنالك مدنيون، فهل حجم المدنيون فيها بقدر الذين تم قتلهم في سبايكر والصقلاوية! وغيرها من المجازر التي إرتكبتها العصابات الإرهابية، المتمثلة بداعش والقاعدة وباقي المسميات الأخرى .

الحشد أثبت أنه القوة الرادعة للإرهاب، ويحاول سياسيوا تلك المناطق، بشتى الطرق بالحؤول دون مشاركته بعنوانه، في معركة الأنبار التي طال أمدها، والحكومة العراقية تقف ضعيفة أمام الإرادة الأمريكية، التي لا تريد للإرهاب أن ينتهي في العراق، وهي من أدخله بالأمس، وتتدخل اليوم بحجة محاربته، وهي التي وقفت متفرجة عند دخوله! .

هل سنرى في قادم الأيام قرار الحكومة، بمشاركة الحشد في أي مكان يتواجد فيه الإرهاب، وعدم الرضوخ للقرار الأمريكي الذي يتحكم بمصيرنا، وهي التي تنصلت بالأمس من الإتفاقية الأمنية، الملزمة لأمريكا بالدفاع عن العراق، وليتها فعلت كما تفعل مع دول الخليج، ولنا هنا شاهد، كيف إستطاعت أمريكا في تسعينات القرن الماضي، بإبادة الجيش العراقي في الكويت أثناء إنسحابه من الكويت ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك