المقالات

كلما أوقدوا للحرب نارا أطفأها الله.2

2247 18:11:21 2016-01-20

وانطلاقا من هذا الهدف الخبيث الثابت في نهج الجزيرة صورت ماحدث في المقدادية بأنه ( تطهير عرقي لأهل السنة ) وسلطت الأضواء على تلك التقارير الكاذبة لأيام واعتبرته الحدث العالمي الأبرز مع العالم مع العلم إن الجرائم التي حدثت سابقا في خان بني سعد والهويدر وغيرها من مناطق ديالى كانت أكثر دموية ودمارا ولم تهتز لها ضمائر جماعة الجزيرة التي تدعي زورا إنها تدافع عن حقوق الإنسان .

ومن البلية أن تنطلق أصوات محمومة من أطراف العملية السياسية في العراق إثر كل أزمة يرتكبها جناة خارجون على القانون لتسارع إلى المطالبة بحماية دولية، وتدخلات حكام دول الجوار الذين وجدوا في هذه الدعوات ذريعة لدس أنوفهم في الشأن العراقي حتى الثمالة. هؤلاء الحكام الذين أعمت قلوبهم وأبصارهم الأحقاد الجاهلية، وهم سبب محنة هذه الأمة ونكوصها وانحدارها يوما بعد يوم نحو الحضيض أكثر فأكثر. 

إن كل مواطن عراقي غيور على وطنه وشعبه يدرك أن الوطن مثقل بكثير من السلبيات من فساد وانحراف وانتهاكات لحقوق الإنسان ومهاترات وصراعات غير مسؤولة بين بعض الكتل السياسية. ولا يوجد صراع بين السنة والشيعة إلا في عقول مرضى الطائفية الخبيث.ومن واجب القوى السياسية أن تجتمع وتتباحث داخل خيمة الوطن للوصول إلى حلول جذرية لمشاكل البلد . أما الصراخ والعويل في المحطات الطائفية فإنه يزيد الطين بلة ولا يحل أية مشكلة. والذين يطالبون بتدويل القضية العراقية فهم كمن يدفن رأسه في الرمال. فلا مجلس الأمن ولا المحكمة الجنائية الدولية ولا الحكام العرب ولا الجامعة العربية ولا الفضائيات الطائفية ولا الإنسحابات من مجلس الوزراء أو مجلس النواب تستطيع حل مشاكل العراق مالم يبادرأهل الدار بحل مشاكلهم فيما بينهم بروح أخوية صادقة. 

والحل لاينبع إلا من داخل العراق ومن أهل العراق الذين لم تلوثهم المطامع الشخصية الجامحة في الوصول إلى السلطة من أجل السلطة فقط.
أما الجزيرة وصويحباتها التي تتجاهل مجازر بشرية فظيعة قامت وتقوم بها داعش وآخرها مجزرة قرية ( البغيلية ) في ديرالزوروالتي راح ضحيتها 300 إنسان بريئ واختطاف 400 إنسان آخر لايعرف مصيرهم، وتركز على حادثة لاتساويها في ضخامتها وفضاعتها ، وتجند لها كل خبثها الطائفي التحريضي لايمكنها أن تكون مدافعة أمينة لحقوق الإنسان.وما هي إلا أبواق صدئة لاتريد الخير للعراق أبدا بل إن سعيها الأول والأخير هو إشعال الفتنة الطائفية. والذي يدرأ هذا الغرض الخبيث هو وعي الشعب العراقي ووجود حكومة قوية قادرة على النهوض بمسؤولياتها الأخلاقية والوطنية في التخفيف من جراح الشعب العراقي الكثيرة التي تراكمت فوق بعضها دون أي علاج فعال ومؤثر وجذري. أما الأعداء فهم ينتظرون على أحر من الجمر انهيار الأوضاع لكي يوجهوا المزيد والمزيد من السهام لخاصرة العراق. ولا يمكن لأي عراقي بسيط أن يتجاهل هذا الكم الهائل من المتربصين بوطنه من الذين يسيل لعابهم وتداعبهم أحلامهم في إشعال الحرب الأهلية بين العراقيين. 

لقد بدأت كل الأنظمة الاستبدادية المعادية للعملية السياسية توجه إعلامها ليبين عقم هذه العمليه وضررها على الشعب العراقي وتمزيقها لوحدة العراقيين ومع الأسف الشديد أعطى سياسيوا العراق الحاليون والسابقون بغد سثوط صنم الإستبداد المثل الأسوأ لمعظم السياسيين في العالم. وهم مازالوا يمنحون المبررات المجانية لهذه الأنظمة المستبدة وأجهزة إعلامها للتدخل في العراق. وقد آن الأوان لوضع مصلحة العراق فوق كل اعتبار قبل أن يغرق في بحر من الفوضى لايعلم مداها إلا الله.

إن العصر الذي نعيشه اليوم هو عصر الفتن الطائفية بامتياز. ودق إسفين بين المكونات العراقية هو غاية أحلام الجزيرة وشبيهاتها ومن ورائها من الحكام. ولا يتم قبر هذه الدعوات الضالة إلا بوجود حكومة قوية منسجمة تضع سلطة القانون فوق كل اعتبار. دولة مواطنة حقيقية بعيدة عن صراعات المحاصصة التي جلبت أوخم العواقب لوطننا. ووعي الشعب العراقي بكافة قومياته ومذاهبه كفيل للوقوف بوجه هذه الدعوات الضالة التي هدفها الأول والأخير إشعال نار الفتنة الطائفية في العراق .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك