المقالات

داعشي في بيتك

2002 2016-01-18

لا تستغرب عزيزي القارئ أن يكون داعشي في بيتك ، فقد لا يكون الداعشي من الذين يكفرون الناس ويستبيحون دمائهم لكونهم على غير مذهب أو طائفة ، فيقوموا بقطع رؤوسهم أو حرقهم أو قتلهم بالرصاص أو رميهم من أعلى البنايات أو التمثيل بهم بأبشع الصور التي حرمها رسول الإنسانية محمد صلى الله عليه واله وسلم حين قال ( إيّاكم والمثلة ولو بالكلب العقور ) ، أو أجبار الناس على اعتناق الإسلام وهم مكرهين وقال الله في كتابه ( لا أكراه في الدين ) ، أو بيع النساء في سوق النخاسة أو قتلهن وقال الله في كتابه ( وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت ) .

لقد مارس داعش أبشع الجرائم بحق الناس الأبرياء على مختلف أديانهم بحجة إعادة أمجاد الدولة اللاسلامية التي دعمتها دول عالمية وإقليمية بتخطيط أميركي وتدريب إسرائيلي وتمويل سعودي وقطري لإضعاف القوى المقاومة لإسرائيل بإشغالها في صراعات داخلية مذهبية ، هيئت لها بعض العناصر الغبية التي تحلم بإعادة أمجاد أجدادهم الملعونين ، ففتحت لهم بيوت من يريد أن يعيد النظام الديكتاتوري إلى العراق . ولكن الأمور سارت عكس ما أرادوا ، فصبحوا عليهم وبال ، فانتهكوا أعراضهم، وسرقوا أموالهم ، ودمروا بيوتهم ، وقتلوا أبنائهم ، وقسوا عليهم بعقوبات لم يأتلفوا عليها ، فهرب إلى خارج البلد من جلبهم ، وجلس في فنادق الأردن وأربيل ، وجعل الناس الفقراء يواجهون الواقع المر ، فأصبح كل داعشي في بيت من بيوتهم يسرح ويمرح ، وهم مهطعين رءوسهم ، يبحثون من ينقذهم . فهب الرجال من القوات الأمنية والقوات المساندة لها من الحشد الشعبي لتطهير تلك البيوت المدنسة من عصابات داعشي في ديالى وصلاح الدين والرمادي وغدا بأذن الله تعالى في الموصل ، لنقضي على كل داعشي . 
فإننا قررنا المضي بكشف الدواعش في بيوتنا ولا تراجع عن ذلك ، فالفاسد الإداري والمالي والأخلاقي وجه أخر من وجوه داعش .فمحاربتهم والقضاء عليهم واجب شرعي وأخلاقي وقانوني ووطني .

لقد أنتشر الفساد في كل ركن من مؤسسات الدولة العراقية ، وأصبح من يقوم بالفساد هم العراقيون على مختلف مواقعهم في تلك المؤسسات ، وهؤلاء يعيشون في أوساط المجتمع العراقي ، ويسكون في بيوتنا ، ويجلبون لنا المال الحرام لنأكل منه . فما علينا إلا أن نحارب تلك الوجوه ألبأسه الخائنة لحقوق الشرع الإلهي ، والى الروح الوطنية ، والى الأخلاق الاجتماعية ، والى القانون العرفي ، فما بالك أن ننبذهم في بيوتنا أولاً وفي المجتمع ثانيا ويكون محاربتهم من الواجبات الشرعية والوطنية لنتخلص منهم وليعيش فقرائنا بأحسن حال ويستقر وضعنا ، بعد أن أفسدوا في الأرض(( أنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ )) .

لقد أصبح المفسدون في بلادي يتحدثون اليوم باسم الدين والوطنية وهم بعدين كل البعد عن الدين وعن الوطنية فكل أعمالهم منافية لذلك ، ولا يحملون ذرة من الخلق والأخلاق ولا من الروح الوطنية ، فلا ينظروا إلى أبناء شعبهم بقدر ما ينظرون إلى مصالحهم الشخصية محميين بأحزابهم وكتلهم التي علمتهم الفساد ، فأصبحوا يعيثون في الأرض ، ويسرقوا المال العام ، ويزوروا الشهادات ، ويشتروا العمارات ، ويركبوا السيارات الفاخرة ، يلعنوا الشعب الجبان ، لأنه ساكت على أفعالهم .

فقد حان الوقت بطرد كل فاسد أداري ومالي وأخلاقي من بيوتنا لنجعلها نظيفة بعد أن تلوثت بأفعالهم الدنيئة وأوصلونا بأن دعائنا غير مستجاب ، ومحاربتهم كما حاربنا داعش والقضاء عليهم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك