المقالات

مباحث في الاستخبارات(1

8480 10:36:05 2016-01-13

الحياة استخبار

==========
مقدمة لابد منها 
==========
هذه السلسلة من المقالات الجديدة عن موضوعة الاستخبارات جائت نزولاً عند رغبة الكثير من القراء الذين اظهروا اهتماماً كبيرا مشكوراً بسلسلة مقالاتنا السابقة عن الامن والعوامل التي تدعمه , والتي نشرت في سلسلة كتب صدر منها اثنان والثالث تحت الطبع , عدا عن كتابنا (الامن المفقود).
ولاأخفي على القاريء اللبيب , ان النية معقودة بتوفيق من الله في اصدار موسوعة استخبارية قد تكون من عدة اجزاء تلبي بإذن الله حاجة المختصين والقراء على حد سواء , وهو عمل يحتاج الى وقت وجهد طويلين , ولكنني ماض فيه بتوفيقه تعالى .

الا ان السلسلة الحالية من المقالات التي نبدؤها الان , هي مقالات مركزة حول الاستخبارات واهميتها وانواعها وخفاياها , واساليبها الفنية والادارية (المؤسسية) عسى ان تسد الفراغ وتكون مفيده في هذا المجال الحيوي , ريثما نتمكن من اصدار موسوعتنا المفصلة عن الاستخبارات .

=============

اقدم مهنة في التاريخ
=============
خلق الانسان مستخبرا وباحثا عن المعرفة , وقد خلقه الله بخمسة حواس كلها  متحسسات استخبارية وهي ( السمع , البصر , الذائقة, الشم , اللمس), فمنذ الولادة  وحتى الممات وهو يستخبر ويجمع المعلومات سواء في المدرسة بتحصيل العلوم , او في العمل او الشارع او في ملاحقة الرزق , فكل البحوث العلمية هي نوع من الاستخبار ,بل ان الانسان يلجأ احياناً الى الشعوذة والسحرة للاستخبار عن مفقوداته وعن مستقبله , وعندما يفكر بالزواج  يسأل هو واهله ويستخبر عن فتاة احلامه , وكذا يفعل اهلها قبل الايجاب . واهله ايضا واهل البنت ايضا وهذا بحث واستخبار, فالاستخبار هو مقدمة كل العلوم لكسب المعرفة واستكشاف المجهول.

===========
التعطش للمعلومات
===========
اعتمد الانسان على الاستخبار منذ العصور القديمة على مبدئين , هما كسب المعلومة (الحصول عليها) و ايصال المعلومة,  ولذلك كان البريد في الجيوش من المؤسسات الاستخبارية الهامة ,  فايصال الاوامر الى المعنيين , ووضع القادة المخططين في صورة المعركة , كلها تتم عبر المراسلات الاستخبارية وتم استخدام مختلف الابتكارات والوسائل لذلك ومنها الحمام الزاجل الذي يطير لمسافات بعيدة ولايتوه عن خط شروعه وعودته من خلال بلورات ممغنطة يبلغ عددها عدة ملايين تقع اسفل جمجمته يستدل بها , خلافاً لما كان شائعاً بقرون من انه يصل لوجهته بحاسة الشم .
وكانت للاستخبارات دور حاسم في المعارك عبر التاريخ منذ القدم  

ويقول المفكر الصيني (سن تزو) او صن تسو في كتابه الشهير .. فن الحرب .. (اذا عرفت عدوك وعرفت نفسك فليس هناك مايدعوا الى ان تخاف من نتيجة مئة معركة,  واذا عرفت نفسك ولم تعرف عدوك , فانك تقاسي من هزيمة مقابل كل انتصار , واذا لم تعرف نفسك ولم تعرف عدوك ,فانك احمق وسوف تواجه الهزيمة في كل معركة), وهو ذات المعنى الذي اكد عليه نابليون بونابرت من ان (رجل واحد ذكي من الاستخبارات خير من عشرة آلاف رجل في ارض المعركة)

ومنذ القدم لم تقف الاستخبارات عند حد العسكر والجيوش , ولكنها دخلت في الاقتصاد بشكل جلي , فالفرس اكتشفوا من خلال الدراويش الفارسيين وطريق الحرير سر اخراج خيط  الحرير من الشرنقة , وهو سر كان وقتها خطيراً حتى ان الامبراطور الصيني كان يحكم على من يتهم بتسريب سر الحرير بالاعدام ,واستطاع الدراويش  تسريب المعلومة والشرنقة الى بلاد فارس , ومنهم وصلت الى الرومان وبذلك همشوا من احتكار الصين للحرير.
ولعل اول تطور هائل في عالم الاستخبارات ونقل المعلومة , كان بعد اكتشاف الكهرباء , واختراع ابجدية المورس المولفة من مجموعه نقاط وخطوط قصيره, والتي استخدمت لاول مرة من قبل بريطانيا في حرب القرم بشكل محدود, وبشكل اوسع للقضاء على التمرد  بشبه القاره الهندية, وهو ماعرف بالتلغراف السلكي , وفي بداية القرن العشرين , تطور ليصبح تلغراف لاسلكي ومن ثم تحول لجهاز الراديو, حيث استخدم الاخير في الحرب العالمية الاولى.

==============
تعاظم دور الاستخبارات
==============
ومع تطور العلوم تعددت الاساليب الاستخبارية وادواتها واجهزتها حتى وصلت الى ماوصلت اليه الان من اجهزة بالغة الصغر والدقة لاتتجاوز في حجمها (بل وفي شكلها ايضاً) حجم الذبابة ,وصارت للاستخبارات مدارس ومناهج واجهزة ادارية مختصة تتناول في ثناياها تقسيمات دقيقة , كما هو حال باقي العلوم . وبتطور الحياة وتعقيداتها , دخلت الاستخبارات في كل مناحي الحياة بتفصيلات ودوائر محددة فكانت هنالك استخبارات . اقتصادية . تجارية . رياضية . علمية . اجتماعية . طبية .سياسية . فضائيه .انواء جوية بالاضافة للاساسيات الامنية والعسكرية. , ووصلت الاستخبارات الى الفضاء الخارجي .

ومع تصادم الارادات الدولية , دخلت الدول في صراعات كان شكلها المستمر والمتطور في اوقات السلم والحرب هو الاستخبارات , وصار تجميع المعلومات والحصول عليها هو سمة العصر حيث طغت تسمية عصر المعلومات على العصر الحديث , وفق تقنيات متطورة باستمرار .       

==========
خلاصة
==========
خلاصة القول , ان هنالك تعطش مستمر للمعلومات لدى الدول والشركات والمؤسسات في كل العالم , اصبح معه العمل الاستخباري من المعايير المهمة لتقدم الامم في كل المجالات , واصبحت الاذرع الاستخبارية , هي الاساس في حفظ امن الدول المتقدمة , من خلال تمكنها من اختراق جدران السرية عن التنظيمات الارهابية وكشفها واحباط مخططاتها , ناهيك عن المهام الخطيرة للاستخبارات في العالم والمتمثلة في تمكين اصحاب القرار من اتخاذ قراراتهم السياسية والاقتصادية والامنية الاستراتيجية .

من هنا صارت الاستخبارات ضرورة في حياتنا لابد من الالتفات الى اهميتها , والعمل على تطوير مؤسساتنا وفقها , لاسيما وان لدينا في العراق بالذات حاجة ماسة ولامناص عنها في استجلاب المعلومات الاستخبارية سواء عن محيطنا الاقليمي المتوثب نحونا , او في الداخل العراقي الملتهب بقوى الارهاب , والله الموفق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك