المقالات

البيان الرسمي مهزوز ولا يعبر عن الواقع ... اختطاف أم اعتقال ؟

1599 2015-12-25

العراق يبلغ قطر "رسمياً" بأن "كتائب حزب الله العراق" اختطفت الصيادين.. وأمير قطر يتصل بالأمين العام لحزب الله اللبناني سماحة السيد حسن نصر الله ويطلب التوسط لاطلاق سراحهم .. 

الخبر لا يتجاوز 26 كلمة ولو أردنا الدخول في تفاصيل الموضوع لن نتوقف قبل الاتمام من كتابة 26 مجلدا !! نعم لا أبالغ في رؤيتي للحدث فانه هام جدا وسأكتفي بشرح النقاط الرئيسية دون الدخول في التفاصيل والتفسيرات :

أولآ : العراق يبلغ قطر رسميا بان كتائب حزب الله هي من اختطفت الصيادين ؟! وتعليقنا على هذه النقطة ، هو ان العراق بلد ضعيف ومهزوز ويفتقد الى مركزية القرار والسيطرة على أراضيه ، وهو مستباح لكل من هب ودب وان الاحتلال التركي الأخير ودخول القوات والآليات في منطقة بعشيقة ليس ببعيد ، فقد تم كل هذا الأمر بالتنسيق والاشتراك مع أجندات دولية ودواعش السياسة ومن دون علم الحكومة المركزية وعلى رأس هؤلاء مسعود البرزاني والنجيفيان وطارق الهاشمي !!! ومن هذا نفهم ان الامن والاستقرار أصبح بعيد المنال في ظل هذه الظروف خاصة لو علمنا ان الامتدادات الصحراوية مع السعودية وارتباط أبناء هذه المناطق عشائريا ومذهبيا هو من فرش البساط الأحمر وسيفرشه مستقبلا لهؤلاء !!؟ وهنا تكمن المشكلة ؟ فما هي الفائدة من تحرير الرمادي والانبار وتعيدها الى أهلها وتضعها تحت سيطرة الشرطة المحلية وتمنع القوات العراقية التي ساهمت في تحريرها بالمشاركة في ادارة أمن المحافظة وفقا للاتفاق الأمني الأمريكي العراقي السعودي !! ألم تكن الشرطة المحلية في الرمادي هي المسؤولة عن تسليم الرمادي لداعش ؟

ثانيا : قبل الدخول في النقطة الثانية علي تصحيح كلمة اختطاف التي جاءت في البلاغ الرسمي العراقي !!! وتعديلها الى كلمة أسر واعتقال وكلمة اختطاف تعني انهم مجموعة من العصابات الارهابية تقف وراء العملية !! وهذا لا يتناسب مع تضحيات هذا الفصيل البطل المدافع والمضحي من أجل العراق ، نعم فكلمة اعتقال تنطبق على هؤلاء ، فمهما كان هدفهم ووجودهم في العراق لن يغير من طبيعة المخالفة التي ارتكبوها ، واما الدخول بالتفاصيل كيف ولماذا نتركه للتحقيق والقضاء العراقي .. 

ثالثا : من الفخر والاعتزاز أن أقول ان كتائب حزب الله البطلة هي من أوقعت بهؤلاء وهي صاحبة العيون الساهرة لحماية العراق والعراقيين ولهذا تستحق كل الاحترام للدخول معها في مفاوضات رسمية على مستويات قيادية مهمة جدا في العالم الاسلامي من أجل التوسط في اطلاق سراح هؤلاء الأسرى ! وهذا يعني ان حكومة بغداد ضعيفة ولا تستحق الاحترام وعليه لا يفل الحديد الا الحديد ، وهكذا فهم أمير قويطر الرسالة وأرسل مبعوثا خاصا الى الأمين العام سماحة السيد حسن نصر الله لحل هذه الاشكالية !!! 

رابعا : من المهم جدا معرفته ان هؤلاء المعتقلين هم مجموعة من أمراء قطريين وسعوديين واماراتي ولهذا على الحكومة العراقية والتحالف الوطني الاتسام بقليل من الحنكة والذكاء وممارسة اللعبة السياسية بشكل مدروس ، فانهم صيد ثمين جدا ويمكن المساومة عليهم في امور كثيرة ؟ وهذه نقطة قوة بيد حكومة العبادي ، فلماذا لا يحسنون التصرف وفهم دهاليز السياسة ومكرها !؟ 

خامسا : سؤال يراودني ، وهو كيف لهؤلاء الامراء الدخول في هذه المناطق الصحراوية التي تتسم بمحاذير أمنية خطيرة جدا ولها امتدادات مع صحراء الانبار ويقع جزء كبير منها تحت سيطرة تنظيم داعش الارهابي والعصابات الأخرى ؟ فلولا وجود اتفاقيات وضمانات مسبقة لدخول هؤلاء لما تجرأ أحدهم بالمجازفة ، خاصة لو علمنا ان أحدهم لو سقط رهينة فثمن الواحد منهم يقدر بعشرات الملايين الدولارات وهذا الامر لا يفوته التنظيم وهو بحاجة الى تمويل اعماله الارهابية ؟! سأترك الاجابة على السؤال للسادة القراء ؟

سادسا: نحترم رأي وارشادات المرجعية العليا ونعتبرها تكليف شرعي ، وعلي أن أشير أيضا ان المرجعية العليا لا تتدخل في التفاصيل وعلى حكومتنا البائسة قراءة خطابات ونداءات المرجعية العليا بتمعن والعمل بتوصياتها وتطبيقها واني أجزم باننا لو عملنا بهذه التوصيات لما بقي وجود لدواعش السياسة اليوم ولما آلت اليه البلاد الى هذا الحد من التدهور والخطورة !!

أخيرا على الحكومة العراقية البائسة التعلم وأخذ الدروس والعبر من المخلصين والشرفاء في كيفية التعامل بالمثل وكيف يستطيع العراقي أن يرفع رأسه ويفتخر بقدراته وامكانياته ، ولا نستجيب لقويطر او آل سلول أو تركيا وحتى أمريكا فكرامة العراقيين أغلى وأهم بكثير من هؤلاء ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك