( بقلم : انمار آل سويف )
لكم الله يا اهل حلبجة ... لكم الله يا اهل انتفاضة شعبان ... لكم الله يا اهل العراق ... لكم الله ايها المتلفعون بالسواد منذ نيف وثلاثين سنه , لكم الله يا من استلمتم جثث ابنائكم وآبائكم واخوانكم يوم عيد وأُجبرتم على دفع ثمن رصاصات الغدر التي استلبت منكم أعزاءكم ..لكم ولنا الله سبحانه ..!!؟؟
لم ينتابني اي شعور بالأحباط او الأحترار عندما سمعت حسن العلوي عبر قنوات الشر يطالب بالغاء عقوبة الأعدام عن المُجرَّم بنص القانون ودستورية القضاء سلطان هاشم , واجزم ان مثلي الملايين من شعب القهر والجوع والظيم لم يكترثوا برغم الألم لنعيق الغراب الأشيب بفك أسار الحية الرقطاء ولم يكترثوا بفحيح الافعى البعثية العلماني للنخاع علاوي عندما طالب باطلاق الرفيق الفريق سلطان , لأننا واياهم نعلم علم اليقين ان جينات الرجلين جبلت من فاضل طينة الرفيق ميشيل عفلق ولا غرو ان يطفح الكيل عندهما وإنْ تلبسا لبوس الديمقراطية والوطنية والخوف على مستقبل العراق فانهما امام مفترق طرق ولا ينفع معه التستر والتقيه وإن طابت لهما واستفادا منها وقضما ملء شدقيهما من اموال الناس ومن راحتهم ووطنيتهم ايضا , ولا ريب عندي أن ما أنطبق عليهما ينطبق بحذافيره على الرفيق الشريك الرسمي في صناعة العراق الجديد رفيقنا المتربع على كرسي الحكم نهارا والمتنكب خنجر الذبح الطائفي ليلا , صاحب الغزوات المشهوره والخطب القاصعة في مناسبات الأغتصاب الملفقة للماجده صابرين وفي أصلاحيات الاحداث وله العذر ان يخرج عن السياق الأدبي والدبلوماسي في الحديث عن الحكومه التي يشكل ثلثها الواقعي الممارس وهو بقضه وقضيضه لا يمثل الا عشره بالمائه(10%) وعلى افضل التقادير ( 20%) من قاعدتها الشعبيه ثم لم يلبث ان ركض لاهثا ليجمع قصاصات اوراق التصريحات الرسميه لرموز السياسه ويجمعها في ورقة واحده ظنا منه انه يستطيع خداع الناس بمشروع من بنات افكاره وتفتقات عبقريته الفذه وهرول مسرعا نحو القمة يستجدي مباركتها وإن كان يكرهها حد الموت أنه زمن النفاق والأعتناق , زمن ابن سلول , زمن كشف العورات.
ولكن الطامه الكبرى ان ينبري مناضل الجبل المفجوع بالآلاف من ابناء شعبه وفصيلته اللصيقه ينبري غير متاثم ولا مستعظم ليطالب باطلاق سراح اليد التي اطلقت الموت وامسكت الخنجر واحتزت رقاب الأطفال قبل الرجال من ابنائه واخوته ناهيك عن اطفال ورجال ونساء اهوار العراق التي ما انفكت معانقة جباله وصحاريه , ولم يكتفِ بذلك بل استخدم نفوذه المستمد من تلك الدماء لأيقاف تنفيذ حكم الله والشعب والقضاء والقانون ولو مؤقتا .أيها المفجوعون بحيواتكم , أيها الموتورون باهليكم , أيها المشوهون بالكيمياوي تعالوا نسأل سيادة الرئيس بقلوبنا المكلومة وجباهنا المحروقة وآذآننا المبتورة وأجسادنا المرميه من على السطوح ورؤوسنا المُفجَّرة بالديناميت وأعمارنا التي أكلتها السجون والمعتقلات تعالوا نسأله لماذا وبماذا ومن اجل ماذا تقف حائلا دون نفاذ حكم الشرع والقانون الألهي والوضعي بمثل هذا الرجل ؟
سيادة الرئيس نحن نسالك الآن بحسن نية ونود سماع أجاباتك ونود ان نقول لك انك تتحدث مع شعب قهر الزمن ولم يقهره , تفرس بالموت فعرف معناه , مد عنقه للجلاد فتثلمت سكاكينه على اوردته وشرايينه , دفع جزية الألتصاق بارضه ووطنه حتى باع حصيرته , أمسك بمبادئه كمن يمسك على جمرة , إختزن علم الواقع والممارسة وعلم النقل حتى خرج من بين اسنانه , خبُر الطغاة حتى عرفهم بسيماهم , إنداف دمه بطين الأرض حتى اصبح عطرُه عطرَه , تلمَّذ على الرساليين وأمسك بعباءة ثمالة الميامين فلا يغرنك ثوبه الخلِق ولا مظهره الرث فجاهله والله مُفهّم وفاهمه حذق فحذرك حذرك من التلاعب معه بالفاظ المهنيه والسياق العسكري والتدرج بالمناصب الأداريه ومجبوريته بتنفيذ أوامر الأعلى وحرصه على تربة وشعب العراق وسلامة يده من ادران الفتك بارواح الناس وطيبة نفسه وتحريضه على الأنقلاب على نظام الموت فانها جميعا ضرب من ضروب الألتفاف والتلاعب بالألفاظ والتقليل من بشاعة الجرم وتهوين التزام الرجل الى آخر لحظه بخط العنف المتأصل في نفسه واستماتته في تنفيذ اوامر رفاقه وذوبانه في عقيدته , وأما التزامك امام منظمة مدنيه بعدم التوقيع على احكام الاعدام وان كانت طبقا للشريعة والقانون فانه كسر لشوكة الحق وتجاوز على صلاحيات الرب , فما اظنك تعتقد ان التزاما دنيويا كتب بيد بشر افضل من شريعة انزلت من السماء على رسل ديدنهم اصلاح المجتمعات وتعمير الأرض , أليس كذلك ؟
هذه عواطفنا واختلاجات انفسنا سيادة الرئيس , ولنا معك كأخ اكبر وقفة قانونية ودستورية فما اظنك بامتناعك عن التوقيع على الأعدام بل ووقوفك ضده بمنأى عن المحاسبة الدستوريه والقضائيه , فنحن شعب العراق بعربه واكراده من انتخبناك بطريق مباشر واوصلناك الى مجلس النواب وبطريق غير مباشر عبر نوابنا واوصلناك الى سدة الرئاسه وعليه فانت ملزم بالسهرعلى مصالحنا وانجازاتنا والقصاص من جلادينا وتنفيذ نصوص دستورنا الذي شيدناه باصابعنا البنفسجيه وكتبته ايادي المعذبين وانت منهم , ولاريب ان امتناعك هذا هو اول قدم تسحق الدستور يا ساهرا على تنفيذه !!؟ وتكون بذلك اول من سن سنة التدخل الصريح بامور القضاء وخرق استقلاليته , فالقضاء قال وبصراحه مبدئيا وتمييزيا وبظروف انت تشهد بحسنها ولا نقول بمثاليتها بان الرجل مذنب وعقوبته الأعدام فهل ترى نفسك فوق القضاء وفوق القانون ؟
سيادة الرئيس انت رجل قانون وتعرف معنى اكتساب الحكم الدرجه القطعيه من قبل القضاء بدرجتيه , وتعرف ايضا ان الدستور لا يخولكم تخفيف الحكم وانما اشترط توقيعكم فلماذا هذا التزمت من قبلكم ولمصلحة من؟ والى ماذا سيفضي كل ذلك؟ الكل يعرف انك لن تستطيع تخفيف حكم الأعدام الا عن طريق التجائك الى مجلس النواب وعبر التصويت البسيط , فلماذا تعرقل مسيرة القانون والقضاء ؟ ان كان يعز عليك سلطان هاشم فتفضل هذا المجلس امامك وبعشرة اصوات ان لم اكن مخطئا تستطيع ان تطلب التصويت وبذلك تتخلص من خرقك للدستور وتتخلص ايضا من ان يقيم عليك المتضررين واولياء الدم دعوى قضائيه تتهمك بعرقلة القضيه لمصالح فرديه بالضد من حقوقهم الدستوريه والقضائيه فهم يملكون حكما قضائيا قطعيا وانت تعرقله , هذا اضافة الى انك ستكون في موقف لا تحسد عليه فكل تاريخك النضالي ومسيرتك الطويله مرهونة بموقفك , واني اعيذك ان تقف امام مصالح الشعب وان تكون ظهيرا للمجرمين !!؟
التفاته أخيره سيادة الرئيس , المحكمه الأتحاديه وكما هو متوقع سوف لن تخفف الحكم فهذا ليس من صلاحياتها ولكنها سوف تنظر بموقفك من التوقيع وانني اظن ان الأمر بالأخير سيرجع الى الشعب فعدم توقيعك وعرقلتك لتنفيذ الحكم سيخلق مشكله دستوريه وهي استقلالية القضاء وبذلك سوف تقوم المحكمه او الدستور نفسه بتحويل القضيه الى التصويت الشعبي فالشعب حسب الدستور هو الحاكم الفعلي وهو حق له وبذلك سيعدم صاحبك وستخسر سمعتك وموقفك الوطني وتاريخك النضالي . وستكون بذلك قد خيبت امل الناس وكنت انت اول خيبة امل للعراق فرئيس العراق الساهر الوفي على صيانة دستوره وتنفيذ فقراته اول من يضع قدم الأستهزاء عليه واول من يخرقه وياليتها كانت من اجل مصلحة وطنية او قوميه او انسانيه .أنمار آل سويف **عربي القوميه والدم الكردي الذي سفك في حلبجه هو دمي
https://telegram.me/buratha
