المقالات

عناصر قوة التجربة العراقية


( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )

كثيرة هي المواجهات والامتحانات الصعبة التي خاضتها العملية السياسية العراقية سواء على الصعيد المحلي ام على الصعيدين الإقليمي والدولي.أهم التحديات التي واجهت هذه العملية هو العملية ذاتها، فربما نستطيع القول بأن كل شيء بدأت به هذه العملية يكاد يكون رقمه ينطلق من تحت الصفر، فهي العملية الأولى من بين قريناتها التي بدأت ببناء مؤسسات سياسية قائمة على التعددية والشراكة والتداول السلمي للسلطة ولم تكن تمتلك أساساً لذلك وهي نفسها التي وفرت مناخات نفسية وأمنية لخوض التجارب الانتخابية والدستورية في ظل ظروف تكاد تكون هي الأقسى والأعقد، وهي نفسها التي نهضت بموروث اقتصادي بلغت ديونه واستحقاقاته مئات المليارات من الدولارات وصنعت من الدول الدائنة دولاً مانحة وهي ذاتها التي انطلقت بمارثون التغيير ولم تمتلك مؤسسة أمنية واحدة ان لم نقل شرطياً واحداً لتكون لها بزمن قياسي عشرات بل مئات المؤسسات الامنية والعسكرية وهكذا فإن المتتبع للخطوط البيانية التي سارت وفقها هذه العملية فإنه سيلتمس القدرة السحرية التي صنعتها الإرادة العراقية للوصول الى ما وصلنا إليه.واذا كان ذلك على الصعيد المحلي فإن الأصعب منه يكمن في التقاطعات الإقليمية الدولية التي رافقت هذه العملية فهي الفريدة التي كانت تعيش هاجس الإقليمي الذي يرى بالدولي الخطر القادم صوبه، وهي الفريدة أيضاً التي كانت تتحرك باتجاه تحقيق أهدافها وبناء معادلاتها في ظل احتلال رسمي تحركه القوة، وتخلّي إقليمي تفرضه الشكوك ومجهولية التجربة. من بين كل تلك التعقيدات والانعطافات الحادة انطلقت العملية السياسية العراقية لتحيل الاحتلال الى قوة متعددة الجنسيات والدول الدائنة الى مانحة والاقتصاد الصفر الى عشرات المليارات والدينار المحلي الى قوة نقدية غير بعيد ان تستعيد بريقها وألقها الذي كانت عليه، والفراغ الأمني الى ما يقرب من نصف مليون رجل جيش وشرطة ودول الإقليم المتوجسة الى معارض لإعادة إعمار العراق، وظاهرة الإرهاب الى ظاهرة تحدي والعلاقات الاجتماعية المفككة الى أخرى تبحث عن ذاتها بين كل تلك التراكمات.لاشك ليس كل ما ذكر كان يمثل التحدي الأساس للمعادلة الجديدة، بل هناك الكثير مما لم نشر إليه ونعتقد ان الحراك السياسي الذي كانت تقف وراءه العديد من التيارات والكتل والرهانات المعقودة على ذاك الرهان يعد هو الآخر واحداً من أكثر التحديات فاعلية بالرغم من حصانه التجربة دستورياً وميدانياً.بورصة الرهانات ربما هدأت الآن مع المتغيرات الدولية والاقليمية ازاء الملف العراقي وما استبطنته تلك المتغيرات من حقائق ومداليل ومصاديق سياسية أمنية اقتصادية ميدانية دستورية اجتماعية استراتيجية ألزمت القوة الدولية الأهم في العالم بحتمية الوقوف مع هذه التجربة وتدعيمها طالما أنها فاعلة متحركة واضحة برغم الظروف الضاغطة والمعرقلة التي تتعرض إليها، بل ذهبت تلك المتغيرات بعيداً عندما أفصحت في جانب منها ان أية مخاطر ستتعرض لها التجربة العراقية الجديدة سوف تطيح بمستقبل المنطقة برمتها فضلاً عن التداعيات التي سيتعرض لها العالم بأسره، وهذا ما بات يشكل عنصر قوة للتجربة العراقية نفسها بعد ان ضمنت هذه التجربة عدم السقوط في حبال التقاطعات الاقليمية الدولية من جهة وبعد ان انهزمت كل الرهانات التي كانت ترى باحتمال الاعلان عن استدارات امريكية ساعة الصفر لانطلاق الخصوم باتجاه اوهامهم وقراءاتهم الخاطئة من جهة اخرى
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك