المقالات

زيارة الأربعين مشروع مهدوي وحضاري/ عدنان السريح

2520 08:52:27 2015-12-03

عدنان السريح
سميت هذه الزيارة بالأربعين, لأنها تمثل مرور أربعين يوم من استشهاد’ الأمام الحسين" عليه السلام" في العاشر من محرم سنة 61 للهجرة.
كما أنها توافق في يوم العشرين من صفر، وهو اليوم الذي ورد فيه الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري, الى كربلاء لزيارة الأمام الحسين "عليه السلام" فكان أول من زاره وفي هذا اليوم الذي وافق رجوع السبايا من الشام, مع الأمام السجاد "عليه السلام" ويسمى أيضا يوم مرد الرؤوس إلى الأبدان في كربلاء.
ورد عن الأمام الباقر"عليه السلام" يذكر فضل زيارة الحسين لأحد خواصه قال: لو يعلم الناس ما في زيارة الحسين "عليه السلام" من فضل لماتوا شوقا, وتقطعت أنفسهم عليه حسرات, قلت وما فيه؟.. قال: من زاره تشوقا أليه كتب الله له ألف حجة متقبلة, وألف عمرة مبرورة, واجر ألف شهيد من شهداء بدر, واجر ألف صائم...الحديث وفيه ثواب جزيل وفي آخره : انه ينادي مناد: هولاء زوار الحسين شوقا أليه.
نستشف من هذه الروايات وغيرها من الروايات, الحث على الزيارة وزرع الشوق في الأنفس, والتأكيد عليها وتعريف بفضل الذي لو عرفوه لماتوا شوقا, وهذا العمل يفعل ويؤسس إلى ظاهرة لم تسبق من قبل, كانت خاصة بالشعب العراقي. في المشي نحو قبر الأمام الحسين "عليه السلام" وبعد مرور سنين تلت سقوط نظام صدام, واضحة هذه الزيارة في السنوات القليلة تحقق أرقاما مليونية.
أن هذه الزيارة هي مهد حضارة جديدة, في العالم لم ولن يعرف العالم مثلها, فتلك الجموع المليونية تسير على الأقدام, من داخل العراق نحو قبر الإمام الحسين عليه السلام لزيارة الأربعين.
أن الزحف نحو كربلاء للحشود المليونية, هو مشروعا مهدوي ويؤسس لواقع, لكل فردا منتظرا للإمام القائم عجل تعالى فرجه الشريف, كما هو مشروعا لإعداد وتربية المجتمع للانتظار. يستمد روح المشروع من العلاقة بالإمام الحسين, لما يمثله المشروع المهدوي من امتداد للقضية الحسينية, من إيثار وتضحية وعطاء وصبر, والعمل لما تفرزه من معطيات على واقع المنتظرين.
كما أخذت هذه الظاهرة أصداء دولية كبرى, لتشمل كثير من الدول تشير التقديرات الى أكثر من خمسين دولة, ولهذا أبعاد لما لها من تأثير, ديني وثقافي واجتماعي. فهم لم يعرفوا هذه الظاهرة, التي تجسد الواقع الحسيني والإسلامي الحقيقي, لا كما يدعي المدعين للإسلام والمتطرفين فكريا وإرهابيا, لتؤهل المجتمعات لمشروع دولة العدل الإلهي, لما في الزيارة من معطيات داخل المجتمعات الأخرى.
تستمد كل تلك الآثار والعطاء والشموخ والإباء, من الزيارة المليونية التي هي واقع لحضارة جديدة, ومشروع دولة العدل دولة الإمام المنتظر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك