المقالات

بين تكساس وبغداد وحارة كلمين إيدو الو !...

1922 2015-11-26

عاش شاب حياة مريرة بسبب بندقية عاطلة مرمية ومتروكة منذ زمن طويل وكانت لعبته المفضلة وفي يوم من الأيام كان يلعب بها قرب أمه وهي تخبز على تنورها الطيني حيث كانت البندقية محشوة برصاص حقيقي لكنه فاسد بسبب الرطوبة وكان دائما ينصب العقرب ويطرق فلس الرصاص لكنه لا يحدث أيّ شيء وعند اللعب بها ذلك اليوم المشؤوم وهي موجهة صوب أمه وانطلقت منها الرصاصة فقتلت والدته في الحال وعاش هذا الطفل حياة مريرة وصلت به أن المجتمع المحيط به قد كرهه لأنه كان السبب في وفاة والدته .

القانون لم يجرمه بشهادة ذويه أن البندقية متروكة ومهمولة إضافة لذلك أنه طفلٌ بريء لا يعرف ماهية البندقية وماذا تفعل إذا إنطلقت الرصاصة منه .
ما أريد ذكره هنا هو تاريخ حزب الدعوة النضالي حيث أخذ الأصداء الكبيرة أيام النظام البائد وصلت الى حد من يتم إتهامه بالانتماء لحزب الدعوة عقوبة الإعدام! مع الصمت العربي والدولي إزاء تجاوزات البعث على حياة المجاهدين الذين يناضلون من أجل الحرية حيث إكتسب شعبية كبيرة لشريحة واسعة ومن خلالها حصل على الأصوات والصعود لسلم السلطة لكن هذه الأصوات بدأت في الآونة الأخيرة بالإنحسار والتضائل بسبب إنتماء أشخاص للحزب هم غير مؤهلين أن يتبوأوا تلك المناصب كونهم ليس لهم تاريخ مشرف كما كان العهد بأؤلائك الرجال الذين بذلوا كل ما يستطيعون من أجل أن ينعم الشعب العراقي بالحرية وما حصل يوم أمس الأول في إحدى القنوات بتجاوز أحد أعضاء حزب الدعوة وهو محسوب على كتلة القانون ورفعه السلاح والشروع بالقتل وبالطبع هذا أمر مستهجن ولم يحدث في أي دولة تسير بالديمقراطية لكنه حصل في العراق .

أعضاء مجلس النواب من المفترض أن يكونوا هم الصفوة ومن البديهيات انه صعد بأصوات ناخبيه ولكن هل من المعقول أن الناخبين إنتخبوا أشخاص لا يتمتعون بالحنكة السياسية والتاريخ المشرف وهل خلا العراق من الكفاءات والنخب الاكاديمية والمهندسين والدكاترة والبروف ليتم انتخاب من يسمون أنفسهم سياسيين وهم بالأصل جاءوا بالصدفة !. 

حزب الدعوة وبتاريخه العريق المعبد بالدماء والأرواح عليه أن ينصف نفسه من خلال التخلص من يشوهون المسيرة النضالية وإبعادهم والتخلص هو خير دليل على الإنتهاج بمنهج يطمئن الجمهور والإتجاه صوب الأشخاص المشهود لهم بتاريخهم النظيف وليس أن يكون حزب الدعوة بيت لكل من يتم طرده من باقي الاحزاب وبالطبع من يتم طرده من باقي الاحزاب انما هو عن فساد أو السلوك بمنهج معاكس .

إستعمال السلاح من قبل نائب في البرلمان، وهو بالغ ولديه عقل يفكر به ولديه دور يؤديه ويُعتَمَدْ عليه في الدور التشريعي تحت قبة البرلمان أمر غير صحيح، بل مستهجن ويبعث على التساؤل؟ لأننا لسنا في تكساس في بدايات القرن العشرين أو "حارة كلمين إيدوا الو"

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك