المقالات

العراق و مثلث تركيا داعش آل سعود

2242 2015-11-18

قال الشاعر قيس بن الخطيم بن عدي الأوسي، المكنى بأبو يزيد، المتوفي عام 620 م: وبَعضُ خَلاَئِقِ الأقوامِ دَاءٌ - كَدَاءِ البَطْنِ لَيْسَ لَهُ دَوَاءُ.
جيران جُبِلوا على الحقد والنفاق معاً؛ فأضحوا كسلاح مزدوج يهدم كل فعل للخير! لقد جُبلت أخلاقهم على ذلك, حيث أصبح من العسير أن ينسلخوا منها, فهم يشعرون أن وجودهم في البقاء.

إنها أمراض نشروها بين آخرين, عن طريق فكر الشذوذ الانساني, فالجار حتى في الجاهلية له حقوق, ناهيك عما أوصى بهِ الإسلام, بعض المرضى يتصفون بالحسد للأصحاء, فيتمنون المرض للجميع, مهما تكن العلاقة بينهما!. وطننا العراق وشعبه, أبتلي عبر الزمن بأعداء كثر, يُعتبرون من المقربين! وينقسمون لفئتين, أحداهما وهي الأقرب, قادتها يَدَّعون العروبة والإسلام, بل ويزعمون انهم حُماة الدين! والأخرى تربطنا معهم روابط الانسانية والدين.

مملكة يُطلقُ عليها السعودية, والتي كانت تسمى أرض الجزيرة, أصبحت بفضل الاستعمار البريطاني, عِشاً مفرخاً لحركة سياسية, إتخذت من الدين غطاءً لها, تنفيذاً لإرادة أعداء الإسلام, لينتشر في أرجائها مرض الحقد, على الدين الحنيف, الذي أنهى حقبة سوداء, حيث التاريخ النتن, لذلك المجتمع الذي كان يتصف, بغزو بين القبائل المنتشرة هنا وهناك, بالسلب والنهب والسبي.

جارٌ آخر يرى من أنه الأحق بحكم المنطقة؛ وإلا فإثارة الفِتن هو الحَلُّ الأمثل, لدفع الخطر عنه! ذلك الجارُ هو دولة تركيا عثمانية الفِكر, ألتي تؤمن أن حدودها تصل إلى منطقة الدبس, القريبة من قضاء بيجي وكركوك, وصولاً للحدود العراقية التركية, والسبب يرجع بذلك, إلى ان وقف إطلاق النار, في الحرب العالمية الأولى, قد دخل حَيِّز التنفيذ, وجيش الإمبراطورية تعرض للإجتياح, من قبل الجيش البريطاني بعد ذلك, متناسين إحتلالهم وعدم احقيتهم بأرضه.

بعد سقوط الصنم, وضعف القوة العسكرية, واستلام زمام امور الحكم في العراق, بأغلبية معارضة لهم بالعقائد, طهرت على السطح, آثار مرض الحقد والثأر الأموي, لتنتقم من العراق وشعبه, فاخذ آل سعود ومن تبعها, بتصدير فكر الإرهاب, وسخروا لذلك الأموال الطائلة, وإرسال جراثيم مرضهم, للقيام بعملياتٍ طالت كل مُقدس, وأولها هَدرُ دم من يقف النظام لجديد, ولا عجب أن نجد من بين صفوف أهل البلد, إسناداً للفكر الضال, لتضرر مصالحهم بعد سقوط الصنم.

أذناب الرذيلة والعار, وأحفاد الفكر الأموي المنحرف, باعوا ثُلُثَ العراق, تحت راية المهمشين, في ظل حكومة فاشلة باعتراف أقطابها, إلا أن ذلك لن يثلجَ صدور العثمانيين الجدد, فقد قام متطوعي الحشد الشعبي, بتحرير مناطق شاسعة, مسطرين أروع صور التضحية والشجاعة, من أيدي الدواعش, فدفعوا الأمريكان لمساعدة الكرد, وبعض الأذناب المهمشة, للسيطرة على المناطق التي يقطنها غير العرب, وتحجيم انتصارات المتطوعين.
لقد استخدمت تركيا وقطر والسعودية ما بوسعها, من أجل استمرارية النزف العراقي, وعدم تكوين دولة قوية, كي تكون سليمة من الأمراض السياسية, والأحقاد العَقَدية, كل ذلك إرضاءً للدواعش, فهم أبناء أسيادهم من أمريكا وبريطانيا.
فهل يستطيع العراق مكافحة ما أبتلي به؟ سِيَّما أنه دولة مريضة من الداخل, حَتماً سيكون ذلك ضرب خيال, وهذا ما يسعى له أعداء العراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك