المقالات

الحشد الشعبي والموصل وما بعد التحرير..! / قاسم العجرش

3545 2015-11-08

قاسم العجرش

 نسمع هذه الأيام أحاديث وتصريحات، عن إستعدادات تحجري على قدم وساق لتحرير الموصل، والحقيقة أن مثل هذه الأحاديث ما أنفكت نسمعها، منذ لحظة إحتلال الموصل، من قبل التحالف الوهابي المسمى داعش، وهو تحالف تقوده مملكة آل سعود، وتشاركها في قيادته وتوجيهه، أطراف أقليمية عديدة، في مقدمتها دولة قطر وتركيا، وبمشاركة أطراف محلية، بعضها خارج العملية السياسية، وبعضها الآخر حصان طروادة فيها!

الحقيقة أيضا أن ما أوردناه في المقدمة، هو كلام مكرر ومعاد، على مسامع القراء للمرة الألف ربما، لكن في إعادته مغزى يتعلق بما يرافق إستعدادات تحرير الموصل، من حديث وآراء خبيثة؛ تتضمن إستعداءا واضحا ضد الحشد الشعبي، من قبيل رفض مشاركة الحشد الشعبي في عمليات تحرير الموصل، تحت عناوين طائفية، أو زرع عدم الثقة بمجاهديه، أو إشاعة أن هناك خلافات كبيرة، داخل صفوف الحشد الشعبي نفسه، وبين فصائله والحكومة!

هذه الأحاديث تأتي في سياق حملة منسقة، تنبهت لها قيادة الحشد الشعبي، وفصائله الجهادية ومقاتلوه الأشاوس!

في صدد هذه الحملة، ثمة  حقائق وملاحظات يتعين التنبه لها، وهي أن الحشد الشعبي وقواه اليوم، أكثر قوة وتوحدا من أي وقت مضى، وهو ككيان عسكري وطني، يمضي بإتجاه المأسسة حثيثا، وإختلاف تسميات فصائله ومرجعياتها، لا يقدح بوحة كلمته، إن لم تكن عناصر إضافية لقوته ومنعته.

إذن لا مراء في أن الحشد الشعبي، قوة وطنية عراقية أصيلة مجاهدة، وأي دفع بإتجاه عدم مشاركته في معركة تحرير الموصل، يعني قدحا بوطنيته وتسليما لمطالب الآخر، بإبعاد الحشد عن الإشتراك في معارك التحرير، وفقا لحسابات طائفية مكشوفة، ما يعني بالمحصلة؛ نكوصا عن الأهداف التحريرية التي نهض بها الحشد، إستجابة لفتوى المرجعية المباركة بالجهاد الكفائي.

 إن التجربة أثبتت بشكل قاطع، أن إبعاد الحشد عن أي معركة، يعني أن التحرير سيكون بعيد المنال، والدليل أن كل معارك الظفر، كان للحشد القدح المعلى بها ، وأن المعارك التي خسرت فيها قواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية، هي تلك التي لم يكن للحشد الشعبي، أي دور فيها،  أو أنه جرى إستبعاده منها، إستجابة لضغوطات خارجية، سواء من الطرف الأمريكي، أو من الأطراف العربية، أو مسايرة لهواجس وشكوك الشركاء السياسيين من الطرف السُني.

لذلك فإن الترويج لإبعاد الحشد عن معركة الموصل، يشكل خضوعا لتلك الضغوطات، في أهم معركة من معارك التحرير، خصوصا إذا كان الترويج لإبعاد الحشد، يأتي هذه المرة تحت دعاوى ترك أمر التحرير لأهل الموصل أنفسهم!

إن الموصل عراقية قبل أي توصيف آخر، وهي ليست سنية خالصة؛ حتى نجد مسوغا للقول؛ أن أهلها أولى بتحريرها، بل أن نسبة سكانها الشيعة الشبك، والتركمان الشيعة، والكورد والآيزيديين والمسيحيين، تزيد عن نسبة الآخرين.

كلام قبل السلام: المتخاذلون والجبناء؛ هم وحدهم الذين يسعون الى عدم مشاركة الحشد الشعبي، وهو مسعى منقوض من أساسه، لأنه يقدم الموصل بعد التحرير، لقمة سائغة الى الطائفيين على طبق من ذهب، وسيخلق واقعا ديموغرافيا ينفع أهدافهم، بخلق كيان يحمل عنوانهم الطائفي، سواء كان أقليما، أو دولة مستقلة!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك