المقالات

متعددة الجنسيات ومنهج اذكاء نار الفتنة


( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )

مع الانفراجات الإستراتيجية التي شهدتها العملية الامنية خصوصاً في الفترة التي تلت خطة فرض القانون قبل نصف عام من الان ومع التدني الحاد في نسبة العمليات الارهابية في العاصمة بغداد وضواحيها وبعض المحافظات التي كانت تسمى بالساخنة، ومع الانكفاء الحاد لعمليات تفجير السيارات والاحزمة والعبوات الناسفة وايقاف التهجير القسري القائم على مرتكزات طائفية وعرقية معينة ومع عودة مئات بل الاف العوائل المهجرة الى منازلها ومدنها وبعد استتباب حالة الامن وانحسار حالات المظاهر المسلحة غير القانونية، طالعتنا قيادة القوات متعددة الجنسيات ببيان غريب من نوعه وهو يقدح أو يتهم منظمة بدر بأنها تقف وراء التصفيات الجسدية لعدد من الشخصيات العراقية السنية من خلال توجيهها لاحد الضباط العسكريين العراقيين على زعم البيان المذكور، وقد كشر هذا البيان عن انيابه وهو يصف منظمة باتت اليوم تمثل احدى اهم ركائز العملية السياسية الجارية في البلاد باعتبارها المنظمة الاولى التي ألقت سلاحها بعد ان تحققت اهدافها بالقضاء على الدكتاتورية البغيضة وذلك منذ اليوم الاول الذي تلا التاسع من نيسان 2003 ولم يتوان البيان والجهة التي اصدرته من تسمية هذه المنظمة بـ((الفيلق)) مع ان هذه الجهة تدرك جيداً محورية هذه المنظمة الوطنية بمجمل العملية السياسية وما تمتلكة من مقاعد برلمانية وما يشغله امينها العام من موقع داخل اروقة البرلمان باعتباره رئيساً للجنة الامن والدفاع، التي استطاعت خلال اقل من عام من كسب ثقة معظم الكتل البرلمانية بلحاظ تكليف هذه الكتل نفسها لهذه الشخصية بشغل هذا الموقع بعد ان كان قد شغله خلال الفترة السابقة دولة رئيس الوزراء الاستاذ نوري المالكي.اننا في خط شهيد المحراب نرفض هكذا اتهامات ليس لانها موجهة ضد هذه المنظمة المنظوية تحت لواء هذا الخط الوطني الذي قدم زعيمه وقياداته والمئات من قواعده ضحايا وقرابين لتحرير الوطن وتحقيق امنه واستقراره وتخليصه من براثن الدكتاتورية المتمثلة بالنظام الصدامي البعثي البغيض، بل اننا نرفضه ايضاً اياً كانت الجهة الوطنية التي يحاول الاخرون الاساءة اليها وتشويه منجزها التضحوي البطولي سواءً اكان ميدانياً في مواجهة الارهاب ام سياسياً في دعم وتطوير وتفعيل العملية السياسية الجارية في البلاد باعتبار ان تهماً لهذه ستفضي حتماً الى رفع حدة التوتر الطائفي بين ابناء البلد الواحد واذ كاء الفتنة التي تكاد ان تختفي من البلاد وخصوصاً بعد المتغيرات الامنية والسياسية التي حصلت في بلادنا العزيزة ومناطقنا الاعز كالرمادي وصلاح الدين والموصل وحتى في ديالى.

ان من حق هذه المنظمة ان تطالب قيادة القوات المتعددة الجنسيات بتقديم الادلة التي استندت عليها لاصدار البيان((التهمة)) بالوقت الذي تستنكر فيه كل القوى الوطنية العراقية اعتقال أي ضابط او عنصر من ضباط وعناصر قواتنا المسلحة، ونعتقد ان تصرفات كهذه لا تعدو كونها تعدياً فاقعاً على كرامة الحكومة العراقية وتجاوزاً على السيادة الوطنية ومساً بالشرف العسكري العراقي خصوصاً عندما تتم تلك الاعتقالات بشكل كيفي ودون امر قضائي او بدون التنسيق مع الحكومة العراقية وخلافاً لامر دولة رئيس الوزراء القاضي بعدم جواز اعتقال أي ضابط عراقي الا بعد استحصال الموافقات الاصولية.

اننا بالوقت الذي نكن فيه تقديرنا للقوات متعددة الجنسيات التي نعتقد بان وجودها في المرحلة الراهنة ضرورة تمليها المصلحة الوطنية فاننا نطالبها ان تكون اكثر دقة ومسؤولية في تناولها للمحاور الحساسة تحقيقاً لهدف وجودها خارج اراضيها، وكذلك لتعزيز روح الثقة بينها وبين مواطني الدول التي يتواجدون فيها، وبقي على المتعددة الجنسيات ان تقدم ادلتها لاثبات صحة ادعاءاتها وبغير ذلك فستبقى اتهامتها موضع شك وريبة وتهمة ضدها هي بكل تاكيد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك