المقالات

حشد الحسين.. من طويريج الى الموصل/ مديحة الربيعي

2583 2015-10-26

مديحة الربيعي 

" أني زاحف بتلك الأسرة على قلة العدد وخذلان الناصر", هكذا وصف سيد الشهداء (عليه السلام) أهل بيته وأصحابه بأنهم أسرة, تلك النخبة التي جمعت صفوة العالم وخلاصة الأتقياء, أختاروا الحسين (عليه السلام), وتركوا الدنيا بما فيها من أجل الألتحاق به, سبعين فردا بمواجهة ثلاثين الفا, فكتبوا بالدم على جلد التاريخ ثورة صارت محفل أهل الملكوت. 
تلك الأسرة جمع فيها سيد الشهداء (عليها السلام) مختلف الأطياف, فقد صنع أمة من تلك النخبة الصغيرة, تماماكما فعل النبي نوح (عليه السلام), عندما أختار في سفينته النخبة.
الا أن هناك فرق واضح في المواقف, فقوم نوح (عليه السلام) متجهون للخلاص من الطوفان, أما سيد الشهداء وأصحابه (عليهم السلام) متجهون للقاء الخالق, لصناعة بداية لأمة تخاذلت, و أختارت الذل على بذل النفس, فنهضت أمة الحسين الجديدة صغيرة بالعدد, كبيرة بالشأن, لتحيي دين محمد (عليه وعلى اله افضل الصلاة والسلام).
الوان مختلفة, وأعمار مختلفة , وجنسيات مختلفة, يجمعهم هدف واحد, نصرة دين الخالق وسيد الشهداء, تلك المجموعة تضم بين ثنياها طفل رضيع, بعمر 6 أشهر وشيخ كبير, يرفع حاجبيه بالعصابة, وتضم الأبيض والأسود, العربي والتركي والحبشي.
طبقا لقاعدة ما كان للرب ينمو, فقد أثمرت تلك الدماء الزواكي, لتنتج أنصارا أقل ما في عطائهم الأرواح والأبناء, أناس نذروا كل وجودهم للحسين (عليه السلام), وثورته فتحولت تلك الأسرة الصغيرة, الى أمم تهتف ( لبيك ياحسين), فلا يكون للنصر من موضع الا وكانوا أهله وصناعه, فهم سادة الثورات وقادتها, بعنوان كبير معلن وواضح (هيهات منا الذلة).
تلك الأرواح التي تهفوا نحو ضريح سيد الشهداء, والأجيال التى تربت على"لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل, ولا أقر لكم اقرار العبيد", أكملت مشوار سيد شباب أهل الجنة نحو المجد.
هاهم اليوم يكتبون التاريخ بدماء تحاكي دماء الطف, لتصنع نصرا كسر كل الأنوف التي راهنت على أحتلال العراق, وهدم المشاهد المقدسة, فكان الجواب سريعا فعلا قبل القول, بنفس صوت الذي نفخ أوداج لعين اهل السماء والأرض, الفاسق يزيد. 
نعم هو صوت بطلة كربلاء, وهي تحطم رؤوس الطغاة, وتمرغ أنوفهم بالوحل " وهي تخاطب كبير البغاة, "والله لن تمحو ذكرنا, ولا تميت وحينا".
الحشود الزاحفة لتلبية نداء سيد الشهداء "هل ناصر", في ركضة طويريج المهيبة وهي تهرع الى مصرع أبي الضيم, وتتحسر على يوم الطف, هاهي اليوم تعدل الكفة وتغير المعادلة, فتسحق رؤوس بقايا أراذل أمية, وأتباعهم وأشياعهم الزاحفين نحو العراق, فبدأ حشد الحسين بصنع الأنتصارات واحدة تلو الأخرى, من آمرلي الصمود, مرورا بجرف النصر, وتكريت وبيجي, وسيكملون الطريق الى الموصل فلن يقف الحسين (عليه السلام) وحيدا في الميدان بعد اليوم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك