المقالات

حكاية "تهذيب" الشعائر الحسينية..! / عبد الكاظم حسن الجابري

3149 2015-10-23

عبد الكاظم حسن الجابري
تبرز كلما اقتربنا من شهر المحرم، سجالات ونقاشات، حول قضية الشعائر الحسينية، وبالأخص شعيرة التطبير.
منشأ هذا النقاش، يأتي تارة من مصادر معادية لمذهب أهل البيت عليهم السلام، وتارة يأتي ممن ينتسبون لهذا المذهب المبارك.
الشريعة الإسلامية، بُنِيَت فيها الأحكام على الإباحة، مالم يوجد نص يحرم ويخصص تلك الإباحة.
الشعائر الحسينية جزء من الدين، وبالإمكان إرجاعها للموارد الفقهية، وكلا حسب مرجعيته في التقليد، وله إن يعمل برأي مرجعه، الذي يعتفد بأعلميته وعدالته وورعه.
لا تحتاج قضية الشعائر هكذا خصومة، ونزاع، فكما قلنا على المكلف أن يرجع لمرجعه الذي يقلده، وليس عليه أن يجبر غيره على إتباع رأيه.
المشكلة في دعاة إعادة النظر بالشعائر، إنهم تمادوا شيئا فشيئا في الإستبداد بآراءهم، وكذلك تمادوا في توسيع دائرة محاربتهم للشعائر، لتشمل أغلب المراسيم العزائية كالبكاء واللطم وضرب السلاسل.
العنوان الذي إختاره المنادون "بإصلاح" الشعائر، هو "تهذيب الشعائر" وهنا العجب العجاب والسؤال المهم، وهو متى كانت شعائر العزاء غير مهذبة، ليأتي من لا حريجة له في الدين ليهذبها؟!
الشعائر الحسينية هي أصل التهذيب، وهي من علمتنا الخلق الرفيع، وهي من جعلتنا نعرف إنسانيتنا، وعلمتنا الإرتباط بأهل البيت عليهم السلام، الشعائر الحسينية هي من أبرز المصاديق، الدالة على مواساة ال البيت صلوات ربي عليهم، وكذلك من ابرز مصاديق إحياء أمرهم، لتشملنا الرحمة، التي دعا بها صادق ال البيت عليه السلام، حينما قال "رحم الله من أحيا أمرنا".
معادوا الشعائر وللاسف!، أغلبهم من طبقات العوام، وليس لهم حظ من العلم، ولكنهم يزجون أنفسهم، في أمر هو من إختصاص العلماء، الإمناء على المذهب.
أمر مهم لا بد أن نشير له، إن من يتهمون الشعائر، ويدعون "لتهذيبها"، لن ينتهوا إذا تحقق لهم مايريدون، فمثلا اليوم لو تم لهم، وإلغيت شعيرة التطبير، فحتما سيعودون مرة أخرى، لمحاربة شعيرة أخرى، وما الهدف من ذلك، إلا لإطفاء نور الله، المتمثل بالإمام الحسين عليه السلام، ولكن هيهات هيهات لما يتمنون، لإن الأمر مرتبط بالله، والله يأبى إلا أن يتم نوره.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك