( بقلم : ياسر السعد )
مع حلول فصل الشتاء القارص بدأت جبهة التوافق العراقية بالإنكماش والتقلص، ويمكن القول بأن هذا الإنكماش ربما ليس له أية علاقة بالبرد ولكن العلاقة مرهونة بعودة أعضاء الجبهة إلى الحكومة ومعاودة ممارسة العمل الوزاري، فبعد تعليق الجبهة عملها في وزارة المالكي ومن ثم تقديم إستقالات كافة وزراء الجبهة مع سبق الإصرار والترصد ومن دون أي رجعة طبعاً على لسان قياديي الجبهة بدءّ بنائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ( الذي بقي في منصبه ولم يستقل منه لأنه غير مشمول بالإستقالة والمقاطعة لأسباب نجهلها) ومروراً بعدنان الدليمي وسليم الجبوري وغيرهم من القياديين، عدول وزير التخطيط علي بابان عن قرار جبهته ومعاودته لممارسة عمله الطبيعي في الوزارة وإستقالته من الحزب الإسلامي لخروجه عن الخط الوطني وعدم جديته في تحقيق أي مشروع وطني ينصب في المصلحة العامة العراقية ( طبعاً على لسان بابان)، هذا القرار الجريء جعل من جبهة التوافق العراقية إعتبار قرار بابان بأنه شخصي ولا يعبر عن رأي الجبهة مع فصله من الحزب الإسلامي ( فصل وهو مستقيل قبل يومين) مع إتهامه بالخيانة العظمى (وهذا محفز على قتله) لأن كل من يتهم بهذه التهمة الكبيرة مصيره الإعدام، فعلى هذا الأساس فإن الجبهة الآن ناقصة نفراً واحداً.
الخطوة التالية التي قام بها كل من نائب رئيس الوزراء سلام الزوبعي وعبد ذياب العجيلي المستقيلين بلقاء رئيس الوزراء وتلميحهم بالعودة إلى الحكومة جعل الجبهة تصدر بياناً آخر لا يختلف عن سابقه ( الشخصين لايمثلان القائمة) ومن الطبيعي أنهما سيفصلان أو سيستقيلان مما سيجعل الجبهة أيضاً تنقص نفرين آخرين، ولا ندري مع نهاية فصل الشتاء كم عضو سيبقى في جبهة التوافق العراقية، وهل الإنكماش سيكون بسبب البرد أم لأسباب سياسية أخرى، وهل الجبهة ستبقى ناقصة، أم تكتمل فالأيام القليلة القادمة ستشهد بذلك وسنعرف من هو الصح ومن هو الخطأ؟
https://telegram.me/buratha
