المقالات

السلام عليك سيدي ياأبا الحسن-8

1772 2015-09-29

قال بن علقه:
(دخلت على علي ع فإذا بين يديه لبن حامض آذتني حموضته وكسر يابسة فقلت : ياأمير المؤمنين أتأكل مثل هذا ؟ فقال لي ع : ياأبا الجنوب ! كان رسول الله ص يأكل أيبس من هذا ويلبس أخشن من هذا وأشار إلى ثيابه ع فإن لم آخذ بما أخذ به خفت ُ أن لاألحق به. ). عبقرية الإمام علي ع ص52 عباس محمود العقاد.

هكذا عشت سيدي ياأبا الحسن بعد أن تركت الدنيا وأنت طاهر البدن والثوب ، قرير العين ، نقي السريرة فصلى عليك إله العالمين والملائكة أجمعين وصدق قول الشاعر:
صلى الإله على روح تضمنها- قبر فأصبح فيه العدل مدفونا
قد حالف الحق لايبغي به ثمنا فصار بالحق والإيمان مقرونا

فما أعظم طهرك ياسيدي؟وما أجل ذاتك التي جبلت على حب الخير والتقى والسداد والتواضع والعفة ؟ وكم منحت البشرية من نورك المتلألئ الذي تمثل به شرف هذا التواضع ، وعلو هذا الشأن ، ونفاسة هذا العدل ؟ وشتان بينك وبين ذلك الذي ناصبك العداء ، رأس الفئة الباغية، صاحب جنود من العسل المداف بالسم. إبن آكلة الأكباد ، ناهب أموال المسلمين ليشيد بها ملكه العضوض على جماجم الفقراء ويترك الباقي لوريثه يزيد الفسق والجريمة والفجور ولبقية الشجرة المروانية الخبيثة الملعونة ذلك الطاغوت الذي لم تشبع ملذات الدنيا برمتها والذي دعى عليه رسول الإنسانية ص بقوله ( لاأشبع الله لك بطنا ) ذلك الدعي بن الدعي، عدو الشريعة المحمدية السمحاء الذي قطع الرقاب ، وسفك الدماء، واتبع أحط الوسائل الغادرة لمحاربتك. لقد كان قلبك ياسيدي ينزف دما على الفقراء والأيتام والأرامل وتتفقدهم في طول البلاد وعرضها في الوقت الذي كان ذلك الطاغية يقول تماما كما يقول أتباعه اليوم :
( الأرض لله وأنا خليفة الله! فما أخذ من مال الله فهولي ، وما تركته منه كان جائزا لي .!! ) النصائح الكافية لآبن عقيل ص131. 
فتبا لأئمة الكفر وتعسا لمن يدافع عنهم في هذا الزمن وهم الذين قال الله عنهم في محكم كتابه العزيز:

بسم الله الرحمن الرحيم:
(وَجَعلْناهُمْ أَئِمًةً يَدْعُونَ إلى النّارِ وَيَوْمَ القِيامَةِ لايُنْصَرُونَ. وَاَتْبَعْناهُمْ في هذِهِ الدُنْيا لَعْنَةً وَيَوْمَ القِيامَةِ هُمْ مِنَ المَقْبُوحِينَ.)- القصص -41- 42 .
وصدق قول الشاعر بحق هؤلاء العتاة البغاة الذين عاثوا في الأرض فسادا، وسودوا وجه التأريخ ، وشوهوا مفاهيم الشريعة السمحاء،هاهم أحفادهم السلاطين البغاة وأعوانهم الدواعش الأشرار يرتكبون أكثر مما أرتكب أجدادهم من بغي وهتك للحرمات . ولا يمكن للنور والظلام أن يكونا في كفة واحدة من ميزان الحق كما يدعي المدعون، ومزوروا الحقائق ، وناكروا نور الشمس . ومن حق كل مؤمن حقيقي عرف الحقيقة دون تشويه أن يقول إن شسع نعلك ياسيدي أطهر من وجوههم الشيطانية النجسة. ورحم الله ذلك الشاعر الذي شبههم بقوم عاد حين قال: 
وعاملةٌ بها عاثوا فسادا - كأنهُمُ بقايا قومُ عادٍ
كأنًهُمُ بأموال البرايا - رياحٌ عاصفاتٌ في رمادِ

فأين الثريا من الثرى ؟ وأين النور من الظلام ؟ وأين الحق من الباطل؟ ياسيدي رغم امتلاك دعاة الباطل عبر الزمن الثروة والدعاية التي يشترون بها الذمم والضمائر، ويتصرفون بأموال المسلمين دون حسيب أو رقيب من شرف أو ضمير.
وهل من له ذرة عقل سليم يستطيع أن يساوي بين الحق الساطع والباطل المظلم ويقول عن هؤلاء الأشرار الذين لم يتركوا فاحشة إلا ومارسوها،وارتكبوا من الآثام التي تقشعر لهولها الأبدان ، ويشيب لها الطفل الرضيع نتيجة لجناياتهم الكبرى بحق ألإسلام وإبادتهم لذراري رسول الإنسانية ص، وسفكهم لأنهار من الدماء ، وتسخيرهم أموال المسلمين لبناء القصور وممارسة الفساد والانحطاط. ثم يقول من يتبع سيرتهم في هذا العصر:
(إنهم اجتهدوا فإن أصابوا فلهم أجران وإن أخطأوا فلهم أجر واحد وكلهم عدول ، وهم نجوم بأيهم إقتديتم إهتديتم .!!! ) 
فكيف يتساوى الحق مع الباطل ؟ ألم ينزل القرآن ليفصل بين الحق والباطل ؟ فمالكم كيف تحكمون؟ ولكن لاعجب في ذلك ورحم الله المتنبي الذي قال:
وشبه الشيئ منجذبٌ إليه- وأشبهنا بدنيانا الطغامُ.

لله درك سيدي ياأبا الحسن .. أيها العلم المعلم ، أيها الزاهد المتعبد واللاهج بذكر الله على مدى عمرك الشريف. وكلما 
كان دعاة الظلم يكيدون لك ، كلما تألق معدنك البهي. وكلما اشتدت عليك السهام كنت مقابل ذلك تقدم للإنسانية المثل الأروع في التضحية والسمو والطهر والصبر والتحمل والجهاد في سبيل الله. وهذا هو ضميرك الحي المتوقد يستصرخ عقول المخدوعين والمغرر بهم، وتقاعسهم في نصرة الحق الذي كنت له قطب الرحى في كل لحظة من لحظات حياتك وأنت توجه كلماتك لهم، وتستثير هممهم الميتة و ياليتهم وعوا وعرفوا طريق الحق وسلكوه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك