المقالات

فسادنا المضحكْ ونجاحهم المبكي !..

1771 2015-09-27


النجاح لا يأتي من الجلوس خلف المكاتب والعزائم، ولا توظيف عوائل المسؤول الذي إتخذه معظم سياسيونا، والذين كان من المفترض أن يكونوا مثالاً، بدل أن ينزلوا به لمنزلق الهدم والفساد .

نمر بمرحلة خطيرة جداً، ونعاني خلال السنوات الفائتة من عمر الحكومة الجديدة، التي بلغ عمرها أكثر من إثنتي عشر عاماً، إنتهى بها المطاف الى أزمة مالية ربي وحده يعلم متى تنتهي !.

قناة الحرة عرضت برنامج لإحدى شركات الطيران، وقد قام مديرها بخطوة غير مألوفة! وهي العمل بها كعامل متدرب بصورة متخفية، ليعلم كيف يسير عمل شركته، فجاب كل مفاصلها الحيوية، فرأى العجب من العمال الحريصين على شركته، وهم يؤدون عملهم على وجه الدقة والتفاني، واستمع لشكواهم وكأن الأمر لا يعنيه، وفترة أسبوع كامل إستطاع أن يعرف ما هي نقاط الضعف والقوة معاً، وماهية الحلول لنهوض بخدمات شركته المُقَدّمة للمسافرين، من قبل الأشخاص الذين يقع على عاتقهم نجاح أو فشل الشركة أعلاه، حيث جمع كل الإدارات فيها وأبدى إنطباعه الكامل، لأنه رآها بأم عينه وأرسل لكل العمال الذين إشتغل تحت أيديهم، وكرمهم تكريما إنسانيا وماليا ومعنوياً، وترك لديهم إنطباع ينم عن حرصه على عماله وشركته معاً، إضافة الى شكرهم لأنهم عاملوه بإنسانية .

أرسل المدير لكل الذين عمل معهم، وبدأ بتكريمهم ولم يكونوا متوقعين أن الذي عمل تحت أيديهم هو المدير، وفي اللحظات التي كرمهم بها بدأت تنهار الدموع للموقف، ومنهم من تكفل بدفع فواتير أبنائهم في الكليات، ومنهم السفر في أي مكان يختارونهم على نفقة الشركة ومنهم من أعطاه مبلغ عشرون الف دولار نقداً.

دوائرنا وشركاتنا وكل مفاصل الدولة، لم نسمع أو نرى مسؤولا قد أقدم على خطوة مشابهه بالعمل من موقع أدنى، ولم ولن نرى مستقبلا هكذا خطوة! لأننا نريد إستلام منصب ونجلس على كرسي وننهى نأمر، ونوظف أقاربنا ونقيم حفلات وسفر وإيفادات كلها تصب في صالح أشخاص، ولم ولن يفكروا يوما أن يخدموا بلدهم .

هذا المدير الذي عمل بموقع أدنى، حرص على أن يكون أؤلائك الذين عَمِلَ معهم، ان يكونا مسؤولين ومشرفين على دورات يقدموا فيها خبراتهم للعاملين الجدد في الشركة، لتكون رائدة في مجال الطيران، وتكسب رضا مسافريها ورضا عمالها وموظفيها في وقت واحد، لان المنفعة يجب أن تكون فائدة عامة .

الفساد الذي عمّ كل المؤسسات يحتاج الى قرار قوي من شخص قوي، والإصلاحات التي تسير بوتيرة السلحفاة لا تنفع في الوقت الحاضر، لأننا ما لم نكن حازمين بالإصلاح لن نقدر أن نسبق الفساد، لأنه يتطور مثله كمثل الفايروس الذي يصيب الحاسبات، وينتشر كأنتشار النار في الهشيم .

هم ينجحون لانهم حريصون، ونحن نفشل لأننا غير مهتمين بمصلحة البلد، وكأننا لدينا بقرة حلوب نأخذ منها الحليب وقتما شئنا، ولم ننتبه لهذه البقرة الذي يحتم علينا واجبنا أن نعطيها الغذاء، لتستمر في إعطائنا الحليب .

نفرح للقرارات المتخذة من قبل رئيس الوزراء، بيد أننا نستغرب أن هؤلاء المقالين يأخذون كامل رواتبهم وإمتيازاتهم، ويصرحون بها بالعلانية ولم يجروء أحد على الإعتراض سوى المتظاهرين، وأمر جريمة سبايكر والمتورطين بها وباقي الملفات، الذي كنّا نتأمل أن يأخذوا جزائهم العادل فقد ذهب أدراج الرياح !.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك