المقالات

كربلاء كعبة بدون حوادث

2177 2015-09-23

مكة قبلة المسلمين، ورب العالمين وضع على المسلم الحج لكل من استطاع إليه سبيلا، والفقراء والمساكين جعل لهم صلوات الجمع وحضورها، وجعلها حج المساكين فرُفع عنهم التكليف.

كربلاء الحسين قبلة الزائرين، وكما معروف محط رحال سيد الشهداء، معظم شوارعها بقيت على التخطيط القديم، ولم تتطور لتتسع كما هي مكة والمدينة قياسا، لكنها بقدر المستطاع تم توسيع بعض المقتربات من الحضرتين العباسية والحسينية .

لا يمكن أن نقارن بين الحج والزيارة، ولكل منها له مراسيمهُ المُتَبَعَة، ولكن الذي لم ينتبه له الإعلام وتسليط الضوء ولو على أبسط الخدمات، التي تُقَدَم للزائرين في كربلاء مع عدم وجود هيئة أو وزارة بقدر الموجود في أرض نجد والحجاز، فهم لديهم وزارة خاصة بالحجيج، وهي التي تعنى بكل المراسيم، من مرشدين وموظفين وغيرهم يعادلون أسطول جيش متكامل العدة والعدد، لكن الذي لا يعرفه الإنسان المسلم البسيط تكرار الحوادث في كل عام، وليست حوادث القضاء والقدر، بل حوادث تكاد تكون خلفها أيادي خفية أو إهمال متعمد، يذهب ضحيته كثير من الحجاج كل سنة، والأرقام واضحة ولا تحتاج الى ذكر، لا سيما أن العدد المحدد للحجاج لا يتعدى المليونين! وهذه السنة كان عددهم مليونا ونصف، والضحايا كانت مئتان وستة وتسعون حاجاً قضوا نحبهم إثر الحوادث التي وقعت، ومنها الرافعة التي أوجدوا لها عذرا أقبح من فعلها ( الرافعة سجدت من خشية الخالق) وهذا يدعوا للسخرية والإستهانة بالدين الإسلامي الحنيف فهل وقعت حوادث بكربلاء المقدسة مشابهة للتي وقعت بمكة التي يزورها كل سنة في زيارة الأربعين أكثر من خمسة عشر مليون ؟

محافظة كربلاء مساحتها ليست بالكبيرة مقارنةً بمساحة مكة والمدينة، والوافدين لأداء فريضة الحج كل عام، وكربلاء المقدسة بمساحتها المتواضعة تستقبل عشر أضعاف وأكثر من حجاج البيت الحرام لكن هنالك فرق لابد ان نذكره، مع العلم أن كربلاء والدولة العراقية ليس لها هيئة او وزارة، تعني بشأن الزيارة المليونية كل عام ولمرتين، الأُولى زيارة النصف من شعبان، والثانية زيارة الأربعين، وهنالك فرق بين الإثنين إذ زيارة الأربعين تكون أكثر عدداً .

تحدث بعض الحالات مثل سوء الهضم أو التعب، من خلال السير لمسافات طويلة جداً تصل لمئات الكيلومترات، وبعض الحوادث الإعتراضية كحوادث الإرهاب وغيرها، سيما ونحن نحارب تلك الجماعات التكفيرية، منذ سقوط النظام البائد ليومنا هذا، ولكن حوادث كالتي حدثت للحجاج فهنالك فرق كبير

من يرى الهيئات المتكونة من أشخاص متطوعين، يقول هؤلاء تابعين للدولة، وهم غير موظفين! وتسجيلهم فقط لضبط العدد والمسألة الأمنية، لغرض إصدار الموافقات والخدمات المُقَدمة منهم للزائرين، الطعام والشراب والخدمات الطبية وغيرها الذي تقدمه المواكب لا تقدر الدولة تأمينه ولو فتحت كل ميزانيتها، الذي لا يعرفه الكثير من المتابعين لهذه الزيارة، أن الزائرين يأتون من كل حدبٍ وصوبْ لأداء المراسيم، فهل أداء المحبين للحسين في زيارة كربلاء أفضل، مقارنة بأداء وزارة الحج والعمرة في أرض نجد والحجاز ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك