( بقلم : حبيب النايف )
انفجرت عبوة ناسفة استشهد على اثرها الشيخ عبد الستار ابو ريشة الذي اخذ يفرض سيطرتة على الشارع في مدينة الرمادي بعد قيامه بمطاردة فلول القاعدة التي تمكنت لفترة غير قصيرة بعد سقوط النظام البائد من التحكم بالاوضاع في المناطق المحيطة بمدينة الرمادي يساعدهم بذلك بعض العناصر التي تضررت من سقوط النظام مما دفعهم على استقطاب اعدا كبيرة من الشباب المغرر بهم والذين تم استدراجهم بسهولة وتسخيرهم للقيام ببعض العمليات الارهابية والتي راح ضحيتها الابرياء لكن بجهود هذا الرجل وكثير من شيوخ العشائر تم تشكيل مجلس انقاذ الانبار الذي ازداد نفوذه وتعاظم دوره واستطاع ان يدير العمليات العسكرية في الرمادي والمناطق القريبة منها مما اعطى حافزا للقوات الامريكية ومن ورائها الحكومة العراقية من تقديم الدعم والمساندة له ليستطيع ادامة زخم هجومه وفرض سيطرته على تلك المناطق ليثير بذلك حفيظة كثير من الاطراف التي تدعي بانها تمثل تلك المناطق ومن خلالهم حصلوا على كثير من الاصوات التي مكنتهم من الوصول الى البرلمان ليعتبروا انفسهم الصوت الذي من خلاله يتم طرح مشاكل هؤلاء الناس لكنهم في الحقيقة لم يقدموا شيء لتبقى المنطقة تعيش في الفوضى والمشاكل وانعدام القانون لسيطرة جهات غريبة على مقاليد الامور وبالتالي لم يستطيعوا من اتخاذ اية موقف يذكر سوى سكوتهم عما يقو به هؤلاء الغرباء وقد تصل الحالة بهم في احيان كثيرة من تأييدهم في الخفاء للمحافظة على مصالحهم وحياتهم لذا تحركت بعض العشائر لتسد الفراغ الحاصل نتيجة غياب اجهزة الحكومة وفق خططها التي وضعتها من خلال تشكيل اجهزة امن وافواج للدفاع الوطني من ابناء العشائر وبفترة قصيرة كونت لها مجموعة من التحالفات فيما بينها لتستولي على كثيرمن المناطق ويكون لها نفوذ مباشر مما يرفع شان ابو ريشة وبعض الزعماء القبليين والاعتراف بهم من قبل الحكومة العراقية وكذلك الحكومة الامريكية لتشجيعهم على القيام بانجازات اخرى عجزت عن تحقيقها القوات الامريكية والعراقية مما حدى بالرئيس الامريكي وفي زيارته الاخيرة للعراق ان يكون من ضمن الذين التقى بهم هو ابو رشة ليعطي انطباع لدى المراقبين بتعاظم نفوذه ودوره لدى القيادة الامريكية التي عولت عليه كثير في استتباب الاوضاع الامنية في الرمادي وبذلك استطاع ان يسحب البساط من كثير من القادة السياسيين الذين عجزوا من تقيم شيء يذكر في تلك الناطق الساخنة مما دفعه الى المطالبة بشغل بعض المناصب الوزارية التي خلفتها جبهة التوافق بعد انسحابها ليؤجج صراع خفي بين هذه المجاميع من جهة وجبهة التوافق من جهة اخرى وهذا واضح من خلال التصريحات التي ادلى بها رموزها على وسائل الاعلام . ان عملية الاغتيال التي جرت وبالرغم من ان تنظيم القاعدة قد اعلن مسؤليته بعد ان تم تضييق الخناق عليه لكن هذا لايعني ان بعض الجهات التي لها نفوذ في تلك المناطق حتى وان كانت مشتركة بالعملية السياسية قد لاتكون بعيدة عنها ولو بالمساهمة (هذا ليس اتهام لبعض الاطراف )وذلك لان الادلة كانت تشير ان العملية التي نفذت كانت دقيقة للغاية ومحكمة وتحتاج لمعلومات استخبارية وامكانات متطورة مما يجعل الحادث يثير اكثر من تساؤل ويجعل المنطقة مقبلة على صراع جديد بعد ان تعهدت المجاميع التي يقودها الراحل ابو ريشة من مطالبتها بالثار واستعدادها للقصاص من القتلة بدون مساعدة من الحكومة او من القوات الامريكية .
ان ماقام به الراحل ابو ريشة عجزت من القيام به كثير من المرجعيات الدينية والسياسية في تلك المناطق حتى ولو بالكلام ليمهد للمجاميع المتطرفة من ان تصول وتجول وتجد الدعم من تلك الاطراف من خلال التحالفات التي كانت تقام فيما بينهم لتكوين مجالس شورى او ما شاكل ذلك ليعطيها الشرعية للعمل والتحرك بكل حرية ضد رغبة الاهالي ومواقفهم فجاءت انتفاضة صحوة الانبار بقيادة هذا الرجل لتحدث ردة فعل عنيفة عليه واتهموه بشتى الطرق في بداية الامر لكنه استطاع مواصلة المسير ليفرض وجوده بالقوة ويؤكد بما لايقبل الشك بان ماقام به والالتفاف العشائري حوله هو لمصلحة تلك المناطق ليعم الهدوء ويعود الاستقرار لها بعد ان سئمت مافرض عليها من عادات وتقاليد لم تكن تخطر ببالهم في يوم ما ليدفعوا ثمنها فوضى وجهل ومشاكل منشرة في كل مكان لتهيء الارضية الملائمة لانتفاضهم ومحاربة هؤلاء القتلة وبالتالي تمكنوا خلال فترة وجيزة من اعادة الحياة الطبيعية لكثير من المناطق مما اذهل هؤلاء وجعلهم في حيرة من امرهم لايملكون سوى التصريحات والادعات الباطلة واحاكة المؤامرت للقضاء على رموز الانتفاضة لكن المسيرة استمرت لتكون بداية لجذوة امتدت اثارها لكثير من المناطق القريبة مثل تكريت –ديالى –الموصل –صلاح الدين وغيرها بعد ان ايقنو ان الافعال التي يقوم بها هؤلاء الغرباء لم تجدي نفعا وان سيادة القانون هي التي يجب ان تسود لتسير بهم الى بر الامان .
https://telegram.me/buratha
