( بقلم : عبد السلام الخالدي )
منذ اليوم الأول لتسلم المالكي رئاسة أول حكومة عراقية دائمية دستورية منتخبة، في الحادي والعشرين من شهر آيار من عام 2006إتجهت يومها كل الأنظار نحوه، وأشير له بالبنان، ليس في العراق وحده بل في كل أنحاء العالم، هناك من يتمنى له النجاح في مهمته الشاقة والوقوف جنبه بكل ما أوتي من قوة، وفي الجانب الآخر جانب الشر من يتربص لفشل المهمة الوطنية الكبرى.
في اليوم الثاني أي الثاني والعشرين من شهر آيار 2006 بدا بعض العراقيين إظهار تذمرهم من الوضع العراقي وأداء الحكومة التي لم يمضي على ولادتها سوى سويعات قليلة: (شسوالنه المالكي لا مي ولا كهرباء والأمن شو ماتحسن؟)، مع دهشة البعض الآخر بعدم وجود تطور حاصل في مجال البناء والإعمار الذي وعدت به الحكومة في برنامجها السياسي المطروح وأين فرص العمل والقضاء على البطالة وتطهير العراق من الزمر الإرهابية وتوزيع السيارات والدولارات على المواطنين (وليش المالكي ميزوجني)، هذه التسؤلات جاءت من بعض البسطاء الذين يرومون تغيير الأوضاع بين ليلة وضحاها وبتحريك من قبل البعض الآخر من القاصدين تشويه صورة الحكومة، وبالتزامن مع كل هذه الطلبات والعراق يتعرض يومياً إلى هجمات إرهابية عمياء لا تستثني أحداً ولا تفرق بين طائفة وأخرى، دين ودين، قومية وأختها، هدم للبنى التحتية وإستنزاف لميزانية الدولة، فساد إداري ومالي، ميليشيات، إستهداف أنابيب الوقود وشبكات الطاقة الكهربائية، وفي الجانب الآخر يخرج على الحكومة المحسوبين عليها ويضم صوته للأصوات الأخرى ولكن هذه المرة بطلبات غير شرعية، مثلاً من يطالب رئيس الحكومة بإعادة البعثيين (المساكين) إلى السلطة وأصوات تدعو لعفو عام عن الإرهابيين الذين عاثوا في أرض العراق الفساد. صرخ أحدهم (يمعودين قابل المالكي شايل بيده عصى موسى السحرية ومصباح علاء الدين)؟ كيف للمالكي أن يحقق كل هذه الطلبات ويحل مشاكلكم المتراكمة منذ أربعة عقود من الزمن بليلة واحدة؟.
نعم أنا معكم فالمواطن له كل الحق بمطالبة الحكومة بتحسين الوضع المعاشي وتوفير الخدمات والأمن ونعترف بأن هناك تقصير ولكن غير مقصود فالعجلة لاتدور إلى الأمام بيد المالكي وحده، إن كنتم جادين بتغيير المسار العراقي فلكل منّا عليه واجب معين يؤديه لمساعدة الحكومة لا من أجل المالكي بل من أجل العراق.
هذه دعوة صريحة لكل عراقي شريف مؤمن بقضيته للمساهمة في بناء العراق وكل من موقعه وإختصاصه فالعراق اليوم لكل العراقيين وليس حكراً على أحد كما كان معمول به كالسابق، تكاتفوا وتعاونوا وإثبتوا للعالم أنكم عراقيين بحق بكل طوائفكم وإنتماءاتكم وأخرصوا كل مسيء يحاول النيل من بلدكم ويحاول إعادته إلى الوراء.
https://telegram.me/buratha
