المقالات

إصلاح أم تهديم؟ العراق إلى أين؟!

1975 2015-09-07

تظاهرات مستمرة, شهدتها أغلب محافظات العراق, تظاهرات بدأت بالمطالبة بالخدمات, وأستمرت للمطالبة بحل مؤسسات الدولة.
الجانب الخدمي مطلب مهم, فالعراق يشكو ومنذ التغيير, من عدم تقدمه في هذا المجال, والحكومات المتعاقبة, مع ما صرفت من ميزانيات إنفجارية, لم تقدم شيئا ملموسا على أرض الواقع.

هذه الدافع أو المحرك, دفع العراقيين للنزول إلى الشارع, للمطالبة بتقديم الخدمات, ثم وبعد مطالبات المرجعية, تحولت التظاهرات للمطالبة بمكافحة الفساد المستشري في الدولة, وهو مطلب مهم جدا, فأساس إنعدام الخدمات, هو الفساد, الذي جعل من المشاريع, والعقود, والمناقصات, مغنما للمتنفذين.

كل هذا الكلام جيد, ولا يلام أي عراقي, يخرج للمطالبة بالإصلاح, أو توفير الخدمات, لكن يبدو أن التظاهرات بدأت تنحى منحً آخر, وصارت الشعارات تضرب بصميم كيان الدولة, المتمزق أصلا بفعل العمليات العسكرية, وقلة المورد الإقتصادي, بسبب إنخفاض أسعار النفط.

المطالب الجديدة, التي بدأت تتصدر مشهد التظاهرات, نادت بإسقاط البرلمان, وحل الحكومة, والمجالس المحلية, وإعلان حالة طوارئ في البلاد.
هذه المطالب, أخذت تطبل لها قنوات, ومؤسسات إعلامية, و تدعمها دول إقليمية, عُرفت بعدائها للتغيير الجديد في العراق.

المطالب الجديدة, والمبهمة المصدر, حتى ولو كانت حقيقية, فهي تحتاج إلى آليات تشريعية, ومعالجات دستورية, لكي يتم العمل بها, فمثلا حل البرلمان, وإعلان حالة الطوارئ, تحتاج لتصويت البرلمان نفسه, وتستمر الحالة لمدة شهر واحد, قابلة للتجديد.
الإستغراب من هذه المطالب, يأتي من تزامنها مع ما يمر به البلد, من تهديد أمني خطير, والمتمثل بوجود عصابات داعش الإرهابية, هذه العصابات التي لم يتصدى لها, إلا فصائل الحشد الشعبي, المستجيبة لفتوى المرجعية, بالجهاد الكفائي.

إن من يطلب هذه المطالب –حل البرلمان والحكومة- حتما أما لم يقرأ الواقع العراقي جيدا! أو أنه مدفوع بأجندات معادية للبلد, لأن أي إنهاء لمظاهر الدولة, يعني التأثير على معادلة المعركة, والتأثير على إدامة زخم تلك المعارك, وتثبيط معنويات المقاتلين, الأمر الذي يعطي داعش ومن يدعمها, زخما معنويا تستطيع من خلاله التقدم, لمساحات واسعة في العراق.

ثم أمر مهم؛ وهو إن العراق قد غادر سلطة القائد الرمز, والشخص الواحد, وما إعلان حالة الطوارئ, في هذا الوقت بالذات, إلا مطالبة صريحة بعودة صورة الدكتاتورية, عاجلاً أم آجلا!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك