( بقلم : امجد الحسيني )
من دون شك ان لا رابح في لعبة انسحاب الصدريين من الائتلاف على مستوى وحدة الصف لكن في الحقيقة لم يخسر الائتلاف من انسحاب التيار الصدري ذلك لاننا لو تصفحنا ارشيف الايام التي دخل فيها التيار الصدري خلال العامين الماضيين نجد أن التيار كان معارضا داخل الائتلاف وغالبا ما يتوافق مع التوافق لا على سبيل المحبة والدعة بل كرها بالائتلاف وان انسحاب التيار من الحكومة ومن الائتلاف ما هو الا مزايدات على ذلك الناخب البسيط ولنعد في ذاكرتنا الى المزايدات لترشيح رئيس الوزراء فقد اصر التيار على ترشيح الجعفري واخر تشكيل الحكومة اكثر من ستة اشهر وحينها زايد باسم الوطنية على تمسكه بالجعفري كما زايد الدكتور الجعفري بالناخب العراقي وراح يقول ( لن انسحب حتى يطلب العراقيون انسحابي ) ولا اعرف كيف يطلب العراقيون ذلك ؟
وبعد ان وجد الصدريون ان من المستحيل ان ينفع ضغطهم في فرض الدكتور الجعفري على القوائم الاخرى وهنا لا اشكك بقدرة السيد الجعفري ولكني اعرض تاريخا لابد من عرضه قرروا استبدال الجعفري .
وما أن جاء السيد المالكي حتى بدأت سقوف مطالبهم ترتفع فما دام حزب الدعوة استلم رئاسة الوزراء فلابد لهم من ان يستلموا اكثر الوزارات ومادام المجلس العلى استلم منصب نائب رئيس الجمهورية فلابد من ان يقصى عن الوزارات ولابد ان يقصى الفضيلة من الوزارات كذلك ، اذا قسمت الوزارات بين التيار والمستقلين وقليل لبدر والمجلس وراحت وزارات التيار تعين وتفصل وبدأ الاقصاء من باب الوزارة حتى مكتب الوزير وكما فعل التوافق في وزاراته عندما علق اعلانا بان كل منتمي للتوافق عليه ان يقدم بطلب تعيين فعل التيار ولكن بصورة اخرى عنوانها ما يزكيه بعض المرتشين والزورين في سوق مريدي يدخلون الوزارات التي تندرج ضمن استحقاق التيار كما ان التيار هو الذي خرج عن القانون وهو الذي عارض المالكي وكانت مليشياته تطال كل من لا يوفق سياسة التيار كما يقتل ارهابيوا التوافق كل من يخرج عن سياستهم في دولة السنة في جانب الكرخ في العامرية والدورة والسيدية والخضراء والعامل .
واعتقد ان التيار اول من عارض مشروع المستقبل للعراقيين مشروع الفدرالية كما عارضه التوافق والفرق ان التوافق عارضه لانه يريد ان تكون كل الاموال تحت تصرفه بعد عودة الدكتاتورية التي يحلم بها من جديد ليسرقها كما كان يسرقها ايام صدام ويستعبد الشيعة كما كان يستعبدهم صدام فيما يفكر التيار في رفضه للمشروع في ان المشروع ليس من تفكيره ليدعمه او قد يكون غير مدركا لفائدة المشروع للعراقيين وان خلافه فقط ليتداول اسمه في الاخبار اي دعاية كما يقال .وبعد ان انسحب الصدريون شكليلا من وزارات الدولة بعدما زرعوا في كل وزارة جيش من الموظفين غير المؤهلين كما فعلت باقي الاحزاب ، بدأوا يزايدون مرة اخرى ويهددون باسقاط الحكومة والكل يتذكر منع التجوال الذي فرضه المندسون من البعثيين في جيش الامام على اهالي مدينة الصدر وكأنهم دولة داخل دولة وعندما منعوا الموظفين وغير الموظفين من الخروج من المدينة لانهم يريدون اسقاط حكومة المالكي التي اختاروها بانفسهم وفرضوها على الائتلاف بايديهم .اما السؤال الذي يطرح نفسه وبشدة هو لماذا يخرج التيار الصدري في هذه المرحلة ؟والاجابة على هذا السؤال بسيطة جدا فالكل يعلم أن اللجنة وخلال ااسبوع القادم سيعرض تقريره وكل زوار الامام الحسين يعلمون أن المتورط في هذه الاحداث هم تلك العصابات البعثية المقنعة المندسة منذ زمن طويل في صفوف التيار والعاملون ضمن اسمه ولوائه .
لذا انسحب التيار ليشكل ضغطا على حكومة المالكي اولا لعدم عرض نتائج التحقيق وكي لاينكشف المستور من جانب وورقة ضغط على الائتلاف كي يعملوا على عدم عرض حقائق التحقيق ويؤيد ذلك التخبط الذي اصاب صفوف حزب الدعوة تنظيم العراق فالمنتمون للتيار الصدر داخل صفوف هذا الحزب ارادوا الخروج غير المدروس من الائتلاف ويمثل هذا الخط السيد العنزي اما الخط الاخر المنضبط داخل حزب الدعوة فقد اعلن عدم انسحابه من الائتلاف لان الكل يعلم ان قدومهم الى البرلمان وتمتعهم بمكاسب البرلمان جاء بفضل اسم الائتلاف والقائمة 555 التي انتخبها العراقيون وليس لاجل عيون العنزي او التيار او فلان وفلان وهنا علي أن اشير الى ان الدكتور الجعفري حاول ان يكسب مرة اخرى جولة دعائيه عندما سرب للاعلام انه سيكون وسيطا لاعادة التيار الى الائتلاف وكأن الجعفري لايزاول دولة رئس الوزراء كما تحب قناته ان تسميه دائما يلعب على وتر رئاسة الوزراء كما يلعب اليوم الدكتور اياد علاوي الفرق ان الدكتور الاول ينظر والثاني يجمتع مع البعثيين .
https://telegram.me/buratha
