المقالات

التظاهر ظاهرة صحية.. ومنعها هو المؤامرة

1852 2015-08-03


قضينا حياتنا ونحن نحلم ان نتظاهر دون ان نتعرض للاعتقال او حتى القتل.. وكنا نحلم ان نعبر عن رأينا سواء اتفقنا مع الحكومة او عارضناها.. لذلك اعتبرنا التظاهر احدى وسائل التعبير عن الرأي دستورياً.. وندعو ان تقوم القوات الامنية بحماية المتظاهرين، بقدر ما يقوم المتظاهرون انفسهم بالحفاظ على الطابع السلمي للمظاهرات، وان تمنع القوات الامنية اي تجاوز على الممتلكات والمصالح العامة او الخاصة. لذلك اولى المقترحات هو ان نحول تسميات مثل قوات مكافحة الشغب الى قوات حماية الحقوق الخاصة والعامة.

سيستغل بعض المتصيدين بالماء العكر المظاهرات لهذا الغرض او ذاك.. كما يستغل بعض المتصيدين الحريات العامة وحرية الصحافة والاعلام. لكن هذا كله يجب ان لا يحرف السلطات عن مهمتها الاساس وهي حماية المتظاهرين وتوفير كامل الفرصة للتعبير عن رأيهم.. فمنع ذلك هو المؤامرة الكبرى وهو الذي يبني اجواء التمرد والتآمر. وعليه يجب الاستماع الى شكوى الناس ومطالبهم.. فان كانوا مخطئين فيجب الشرح، وان كان المسؤول مخطئاً او مقصراً فواجبه التصحيح.. لهذا وقفنا مع حق التظاهر عندما كنا خارج السلطة، ونقف اليوم معها ونحن في المسؤولية والسلطة. فنحن امام مبدأ، لا ان نقبله عندما يكون لنا ونرفضه عندما يكون علينا.

لنفترض جدلاً ان بعض القوى السياسية الوطنية تريد الضغط على الحكومة فتستخدم المظاهرات وسيلة لذلك. نقول ان هذا حقاً لها ما دامت تستند للممارسات القانونية والسلمية.. وما دام الامر كله سيعتمد على ردود فعل رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ومجلس الوزراء ومجلس النواب. ففي كثير من الدول تشكل المظاهرات وسيلة للتغيير وفق السياقات الدستورية، ونرى ان هذا من جوهر الديمقراطية ولا حجة لدينا تقف امام ذلك. فرغم ان ديمقراطيتنا ما زالت هشة، لكننا نؤمن ان لا طريق لتصليبها ومأسستها ان لم نمارسها. فهذا هو الطريق الوحيد لبنائها.. فلا شيء سينزل جاهزاً حاضراً دون تدافعات وارهاصات واخطاء ودروس نتعلمها.

اما الامر الايجابي الاخر، فهو ان طابع المظاهرات الحالية هو مطالبات خدمية واصلاحية. وهذا ايضاً امر ايجابي لانه يعبر عن حركة وعي للحقوق الاساسية للمواطنين التي يجب الحرص عليها والدفاع عنها. وستكشف التجربة بان الاصلاحات لا تتعلق بعمل المسؤولين فقط، بل بوعي الناس والمتظاهرين ايضاً، وتحملهم مسؤولياتهم بقدر تحميل الاخرين مسؤولياتهم. فاذا تجاذب هذان العاملان، فان التظاهرات ستكون حقاً ظاهرة صحية تساهم كثيراً في تصويب المسارات ووضع الامور في نصاباتها الحقيقية.


عادل عبد المهدي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك