( بقلم : محمود الربيعي )
اضواء على ادعية الصحيفة الكاملة السجادية للامام السجاد علي بن الحسين عليه السلام
( من دعائه عليه السلام اذا دخل شهر رمضان – القسم الاول )
من اعظم نعم الخالق في هذا الشهر التوفيق الى حمده وشكره ويعتبر هذا الشهر فرصة مهمة للصيام وتقوية النفس والبدن" صوموا تصحوا" حديث شريف، وتصفية الذات من الاردان التي علقت بها خلال السنة " ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها " سورة 91 الشمس الايات من 7 الى 10.. ومن الناحية العبادية بالمعنى الخاص يمكن للعبد الاكثار من الصلوات والذكر وقراءة القران " يقال لقارئ القران اقرا وارقى " حديث شريف ( راجع كتاب البيان في تفسير القران للعلامة السيد ابو القاسم الموسوي الخوئي قدس سره) وفي ذلك تقوية لصلة العبد بربه.
وفي قراءة القران فرصة لزيادة المعارف والعلوم من خلال قراءة التاريخ بصورة صادقة وامينة " قل من كان عدوا لجبريل فانه نزله على قلبك باذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين " سورة 2 البقرة الاية 97. ومعرفة ادوار الانبياء والرسل وادوار الامم المختلفة عبر قرون من الزمن " كذلك ارسلناك في امة قد خلت من قبلها امم لتتلوا عليهم الذي اوحينا اليك " سورة 13 الرعد الاية 30. والاطلاع على اسرار بداية الخلق " هو الذي خلقكم من طين " سورة 6 الانعام الاية 2 " يايها الناس ان كنتم في ريب من البعث فانا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر مافي الارحام مانشاء الى اجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا اشدكم " سورة 22 الحج الاية 5، " خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وانزل لكم من الانعام ثمانية ازواج يخلقكم في بطون امهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث " سورة 39 الزمر الاية 6. ، وكذلك يستفاد من قراءة القران الاطلاع على طبيعة الصراعات العقائدية في مسيرة الانسان ورحلة الحياة، والاطلاع على المعجزات التي جاء بها الانبياء، والقاء الضوء على نوعية الادوار التي قام بها كل نبي ورسول، ومعجزاته، وكيفية تعامله مع الازمات الى غير ذلك من العلوم الطبيعية والروحية والاجتماعية وسائر العلوم الاخرى.
يتميز شهر رمضان عن بقية الشهور بما جعل له من المحرمات الاضافية كالانقطاع عن الطعام والشراب والجنس من الفجر الى غروب الشمس من كل يوم من ايام شهر رمضان الامر الذي يوفر الراحة للنفس البدن..وخصت فيه ليلة القدر واعطي لها الفضيلة بمقدار فضيلة الف شهر من سائر الليالي غيرها " ليلة القدر خير من الف شهر" سورة 97 القدر الاية 3.، وعرف عن هذه الليلة باشتراك الملائكة والروح التي تنزل في هذه الليلة وهي تحمل الخير معها من الدعاء وتقسيم العطاء وكل ذلك الفيض ببركة محمد صلى الله عليه واله " وماارسلناك الا رحمة للعالمين " سورة 21 الانبياء الاية 107 .
ويترتب على المؤمنين في هذا الشهر الفضيل الطاعة والاستفادة من فرصة الصيام بترك المعاصي والعمل بما يرضي الله كعدم الاستماع الى اللغو" والذين هم عن اللغو معرضون" سورة 23 المؤمنون الاية 3 من الكلام وغض البصر عن اللهو " قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم" سورة 24 النور الاية 30 وان لاتمتد ايدينا الى الحرام اوان نسعى باقدامنا اليه، وان لاناكل الحرام، ولانتكلم الا بالحق، وان نعمل على زيادة الثواب، ونتقي الله املا في النجاة من العقاب، وان لايكون عملنا بدافع رضا الناس ورضا النفس، وانما يكون ذلك العمل منحصرا برضاه تعالى، ولكي تكون اعمالنا خالصة لوجه الله تعالى دون غيره من الخلق.
المصادرالقران الكريمالاحاديث النبوية واقوال الائمة الاطهارالصحيفة الكاملة السجاديةالبيان في تفسير القران للعلامة السيد ابو القاسم الموسوي الخوئي قدس سره
https://telegram.me/buratha
