( بقلم : محمود الربيعي )
اضواء على ادعية الصحيفة السجادية للامام السجاد زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام
" من دعائه عليه السلام اذا نظر الى الهلال"
رؤية الهلال واستقبال شهر رمضان
يعتبر القمر احد ابرز مظاهر الوجود والرحمة الالهية فلولاه لاطبق الظلام على الارض. ولكن بضياءه تستنير الناس والمخلوقات، وبطاقته يقتصد الناس طاقتهم، وهو احدى علامات عظمة الخالق.. وكثيرا مايدخل اسمه في شعر الشعراء وتشبيهات العشاق. كما يعتبر القمر احد علامات قيام العدل المنتظر والوعد الحق، وقد ذكر في القران مرات عدية لاهميته واهمية وجوده كونه احد علامات وجود الخالق " وسخر الشمس والقمر كل يجري لاجل مسمى يدبر الامر يفصل الايات لعلكم بلقاء ربكم توقنون " سورة 13 الرعد الاية 2.
وتمر مساحة القمر المنيرة بحالات من الزيادة والنقيصة والظهور او الافول والخسوف على مدار الساعة والايام بسبب تغير موقعه بالنسبة للشمس والارض ويستفاد من ذلك في حساب الليالي والايام وعدد السنين..وفي كل دورة من دوراته ينتظر الناس طلوع الهلال بجماله الاخاذ وضوءه الهادئ يدعون ربهم ان يكون هلال سعد وسلامة ويسريبتغون فيه رضوان الله بالصلاة والذكر، والزكاة ،وطلب التوبة ،وترك المعاصي، وشكر النعمة، وطلب العافية، واستكمال الطاعة.
وقد تعود المسلمون في شهر رمضان النظر الى السماء وتحري ظهور هلال شهر رمضان " فمن شهد منكم الشهر فليصمه" سورة 2 البقرة الاية 185. فاذا ماتبين ظهوره فرح الناس واستبشروا به خيرا ، لان ذلك يعني لهم مهرجانا عباديا لكثرة مافيه من الطاعات ،واقامة الصلوات، والانقطاع الى الله بترك المعاصي والذنوب، وقلة الطعام والشراب، وراحة للنفس وترويضها على الصبر.
ويتميز هذا الشهر الفضيل بكثرة العبادة، والدعاء، واصلاح النفوس، ونبذ الخلافات، وكثرة اقامة الدعوات بين الناس، واقامة الافطار، واحياء الشعائر، وكثرة مجالس الذكر لقراءة القران، وتوعية الناس.. ويتسابق العابدون على ختم القران، والتصدق على الفقراء، وذكر الاموات.
" شهر رمضان الذي انزل فيه القران هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان" سورة 2 البقرة الاية 185 ايضا. حيث ان من احد فضائل هذا الشهر انه اقترن بنزول القران وقد اشتهر عن الباقر عليه السلام انه قال" لكل شي ربيع وربيع القران شهر رمضان" وفي حديث شريف عن النبي صلى الله عليه واله وسلم انه قال " ومن تلا فيه اية من القران كان له مثل اجر من ختم القران في غيره من الشهور" حديث شريف.. وبقراءة القران تزداد المعارف والعلوم بما اشتمل عليه القران من المعلومات عن الامم السابقة، وحوادث التاريخ، والطبيعة، والعلاقات، والقوانين، والتربية العقائدية والروحية والسياسية.. وتقوية الجوانب الاجتماعية والروابط الاسرية.
واما بالنسبة للمرضى والمسافرين فقد سمح لهم بالافطار حتى يتعافوا، ويعودوا من سفرهم او يستقروا، وذلك بسبب المشقة التي يعانون منها، وصعوبة الحركة مع الاثقال، والنظر الى الاعتبارات الاجتماعية للمسافر اثناء لقاءه بالناس" ومن كان منكم مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر يريد الله بكم اليسر ولايريد بكم العسر " سورة 2 البقرة الاية 185 ايضا..على ان تقضى في وقت لاحق للاستفادة من فوائد الصوم الصحية من الناحيتين البدنية والنفسية الى جانب الفوائد العبادية .
المصادر
القران الكريماحاديث النبي وعترته وعترته الطاهرة عليهم السلام
الصحيفة الكاملة السجادية
https://telegram.me/buratha
