المقالات

بالامس عبدوا هٌبل واليوم يعبدوا بن جبرين ...


( بقلم : سليم الرميثي )

هكذا هم الوهابيون سنّتهم ياخذونها من ابن جبرين وامثاله وتركوا سنة المصطفى ص فهم احفاد اولئك الذين دافعوا عن الصنم والصنمية.اجدادهم الاوائل دافعوا بكل مايستطيعون عن هبل واللات والعزة وحاربوا النبي الكريم ص بكل الاسلحة المتاحة لديهم انذاك واول سلاح استخدموه هو النار والحجارة حيث وضعوها في طريق اول تظاهرة حضارية تنادي وتكبر وتعلن الاسلام و نبوة محمد ص ودينه الحنيف ومن ثم رموه بالحجارة وعذّبوا اصحابه شرّ تعذيب مثلما عذبوا عمار بن ياسر وعذبوا ابوه حتى مات وامه قتلوها بعد ان مزقوا جسدها الطاهر بالرماح وكانت اول شهيدة بالاسلام تماما كما يفعل التكفيريون اليوم مع شيعة اهل البيت ع . وادموا النبي الكريم حسرة والماَ ومن ثم حاصروه واهله واصحابه في شعب الجبال ثم ذهب النبي ص الى الطائف ولاحقوه وادموه هناك ايضا ورموه بالحجارة التي التي كانوا يعبدونها.

كانت حججهم انذاك ان محمدا ص حرّف دينهم ودين ابائهم وجائهم بدين جديد واعتبروها بدعة وكفر تماما كما تفعل الوهابية اليوم وتتهم شيعة اهل البيت ع بالبدعة والكفر. واتهموا النبي الكريم بكل التهم التي يوجهونها اليوم الى اتباع آل محمد ص .ورغم كل المآسي التي مرّ بها النبي الكريم واصحابه بسبب عنجهية وجهل اهل مكة الاّ ان الله سبحانه وتعالى اظهر دينه على الدين كله ونصر نبيه المصطفى ص وتأسست دوله الاسلام المحمدية الحيدرية الحقة رغم انوفهم.

ولكن رغم كل ذلك بقيت دولة الاسلام تعاني من وجود المنافقين والذين كانوا اشد خطرا من الكفار لانهم كانوا يتآمرون على النبي ص من وراء ظهره ولو لا حكمة النبي ص ورباطة جأشه لعاثوا الفساد في دولة الاسلام انذاك. وبقي المنافقون يتحينوا الفرص الى ان استشهد النبي الكريم ص وعندها استغلّوا الفرصة ومنعوا النبي ص من ان يوصي ويعلن وصيته للمرة الاخيرة امام الحاضرين حوله وكان لهم ذلك واستولوا على الدولة ومن ذلك اليوم اخذت الدولة الاسلامية ونظامها ياخذ طابعا سلطويا قريشيا اعرابيا لاعلاقة له بالاسلام المحمدي السمح وهذا هو السبب الاول الذي ادى الى ضعف ووهن الدولة شيئا فشيئا حتى وصلت الامة الاسلامية الى الحالة التي نعيشها وهي عبارة عن حالة ضياع وتفتت وانحراف عما اراده الله لهذه الامة من رفعة وعزّة.اصبح المسلمون اليوم في حالة ضياع فكري لامثيل له بسبب توجيهات عنصرية طائفية عمياء من قبل مايسمى علماء لايحملوا من العلم الاّ قشوره.

فلو اخذنا مثلا العرب المسلمون وكيف يعيّروا الامم بتأريخها فهم يٌعيّروا الفرس بانهم كانوا قبل الاسلام مجوس ويعبدوا النار وينسوا انفسهم ماذا كانوا يعبدون.ونسوا او تناسوا ان القرآن الكريم ذكر عبادتهم للاصنام بل وحتى اسماء الاصنام التي كانوا يتباهوا بعبادتها. وكذلك ذكر القرآن الكريم جرائمهم البشعة بحق بناتهم التي كانوا يدسونها في التراب ويقتلونها.(واذا الموؤودة سٌئلت)( بأي ذنب قٌتلت )التكوير. 9.8 . .واليوم يمارسون نفس الجرائم بحق الابرياء والعزل ومن كل الاعمارعلى ارض العراق بحجة ان هؤلاء يوالون النبي الكريم واهل بيته ع فما اشبه اليوم بالبارحة.

فما الفرق بين الامس واليوم ياعرب ان كانت عبادة هٌبل كفرا فماذا تسموا عبادة ابن جبرين التي تبيح الخراب والدمار في البلدان العامرة وتبيح قتل البشر؟ ياعرب لاتعيّروا امما بعارٍانتم لبستموه قبلهم . وكثير من علماء الوهابية اثناء ظهورهم لوسائل الاعلام يتهموا اهل العراق بقتل الحسين ع وينسوا ان من امر بقتل سيد الشهداء هو اموي اصله منهم ويتناسوا ان اجدادهم هم من عذب وطرد النبي الكريم ص واصحابه من مكة الى الحبشة والى يثرب انذاك .

فما الفرق اذن فهؤلاء بالامس عبدوا هٌبلا واليوم التكفيريون يعبدون ابن جبرين وينفذوا اوامره وتوصياته بكل دقة في القتل والتدمير وعمل كل ماهو منكر وينسوا الاوامر الالهية التي تنهى عن الفحشاء والمنكر وقتل الناس والفساد في الارض .فهٌبل كان صنما من الحجارة وابن جبرين وامثاله لهم عقول متحجرةواشد قسوة من الحجارة...ولايميزوا بين النور والظلام ..وبين الرحمة والنقمة..فمسخ الله النور والبصر من وجوه هؤلاء ..ومسخ البصيرة من عقولهم. فبسبب هؤلاء وتفكيرهم انتشر الفساد وسفك الدماء الزكية في بقاع الارض وقال الله تعالى..(وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ) البقرة 205 .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك