المقالات

اذا سقط العراقي ... أصبح مستشاراً .

2171 01:13:29 2015-04-16

لقد مرت علينا كثير من المقولات المشهورة التي أطلقها بعض المشاهير . يقول الفيلسوف برنارد شو "إذا سقط المرء خلقيا أصبح شرطيا" في عصر كانت تقمع فيه الشعوب بواسطة الشرطة ورجال الأمن ، وهذا إن الشرطي مليء بالذنوب لما يقوم به من هتك وتجسس ونهب، وعبودية مطلقة للأمر العسكري ، وقال الله في كتابه ( إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) الشورى/42 . 

ومن استقراء الخارطة السياسية المعاصرة للعراق نجد أن أم الفساد يأتي من خلال الحكم الديمقراطي ، ولم ينجح العراق في استيعاب تجربته الديمقراطية ، بل أصبحت عبئا عليه وتحولت إلى فوضى ، وتجاوز على الدستور ، وهدر الأموال بتعيينات ما انزل بها من سلطان ، فتكون لدينا جيش من المستشارين ، انتشروا في كل بقاع وزاراتنا ودوائرنا وقد يصل الأمر إلى باعة الخضرة لتعين لها مستشارين ، والدولة تدفع مستحقاتهم ومصروفاتهم ، وسيأتي يوما بتحول ثلاثة أرباع الشعب إلى مستشارين ( كعده وسكته ) .

هل يعرف سيادة الرئيس ( من كان ) وما شاء الله الرؤساء كثيرون في بلادي ، أن أبناءه وأحفاده وأنصاره وأتباعه ونعاقه أصبحوا مستشارين ،على أي شيء ، لا نعرف ذلك ، ولكن على الراتب المسنع والجاه والسلطة والخدم والحشم .. واسمك بالحصاد ومنجلك مكسور .
كيف تتخيل دولة واغلب العاملين فيها مستشارين يقطعون السبيل ويسعون مفسدين ، بعد فشلهم في ميدان عملهم وفي الحياة السياسية والمهنية والاجتماعية ليصبحوا عاهة على الدولة وعلى مسيرة عملها في تدخلات نفعية وشخصية وحزبية ، ليسرقوا بطريقة منظمة ويصبحوا مافيا منظمة تعبث بمقدرات الدولة .

أن ما يحصل اليوم في العراق من تعيينات بصفة مستشار ، هي بحد ذاتها سرقة للمال العام ، وخلق بطالة مقنعة ، أساسها البحث عن التسمية ليس إلا ، لتنطلق نحو أفاق الجريمة المنظمة وباسم المستشارين التي أصبحت عبئاً على خزينة الدولة الخاوية .
أن الأمل يحدو بنا أن نرى بلدنا خالي من تلك التسميات التي غطت تلك أركان الدولة العراقية والتي وزعت وفق المحاصصة السياسية ، التي غزتنا بعد 2003 وأصبح كل شيء في العراق يخضع للمحاصصة ، ونخاف أن يأتي يوما يكون الموت وفق المحاصصة .
أن الفشل الذي أصاب البعض دفع به أن يبقى تحت رحمة الدولة شبه المنهارة وباسم مستشار في كل شيء ، وكما يقول المصري ( بتاع كله ) ، لا نعرف السر الذي يدفع به ان يبقى تحت يد من كان بالأمس القريب منافسا له في تولي المنصب والبحث عن سلطانه ، هل هي المنافع تدفع به نحو هذا الشيء ، أم أن هناك سر لا نعرفه يدفع الكثيرون إلى تولي منصب مستشار ، حتى لو كان على حساب ((( ....... ))) . 
لا نعرف شيئاً عن الذي يبحث عن المستشار !!! هل لحفظ ماء الوجه أم تعلقه بالسلطة أم البحث عن المنافع ، أم تماشياً مع الوضع العراقي الجديد الذي تنطبق عليه المقولة ( إذا سقط العراقي .. أصبح مستشاراً ) !!!!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابن الجنوب
2015-04-16
السلام عليكم تحية اجلال إلى وكالة براثا على نشر الحقائق من دون أي مجاملة أما بخصوص المستشارين فأتمنى أن تتابع وكالة براثا شخصيا السيد قاسم الحساني الذي عمل مدير عام في وزارة الاتصالات واستغل المنصب واستقال وهو الآن مستشار للعديد من الشركات ومن ضمنها مجلس البصرة وشريك مع شركات خارج العراق وفي الكويت تحديدا شركة كوالتي نت وشركة كومبيوتر داتا نت ورك وصاحبهما نفس الشخص تحال لهما المشاريع ومن ثم ينفذها شركات أخوة قاسم الحساني كفانا سكوت كفانا ظلم شباب فقير يضحي للدفاع عن البلد ومستشار يسرق المال وعائلته مرفه . هل هذا العدالة أم لأنه فقط ينتمي لحزب إسلامي لا أحد يستطيع أن يحاسبة. أتمنى من وكالة براثا على نشر هذا الكلام وانا مسول عنه أمام الله.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك