لا يكابر الا جاهل اذا ما اراد ان ينكر بطولات الحشد الشعبي، او يحاول تقليل عظمتها ، او ينسبها لغيرهم، ولا احد ينكر الدور السلبي الذي لعبته قوات التحالف وعلى راسهم امريكا لاسيما الطيران ، ولا احد ينكر صعوبة المعارك وخبث الدواعش وقوة تمويلهم بالارهابيين والمال والسلاح حيث تقف معهم قوى عظمى واستخباراتهم، كيف بهذه القوة المعدة سلفا ارهابيا وهي تواجه الحشد الشعبي الذي لم يتجاوز عمره العشرة شهور وتندحر شر هزيمة؟
تقول مراسلة الــ (سي أن أن ) في حديثها عن بطولات العراقيين قائلة: لم أرَ اعظم من شجاعة العراقيين في مواجهة عدو يخاف منهم اي شخص بالعالم بسبب ارهابهم. واجهوا داعش وجهاً لوجه وقتلوهم واحدا واحدا. أما الباقون من داعش فقد تركوا سلاحهم ومعداتهم على الارض وهربوا ليلا من تكريت!!
هذه كلها حسابات شغلت من يخطط لتقسيم العراق من خلال سقوطه بيد الدواعش فيكون الحشد الشعبي له القول الفصل والمقود الذي يوجه مسير العراق الى الوحدة والتلاحم، فهل تفكر الدول المتامرة بخيبتهم ؟ كلا ، واولهم امريكا ، فانها تخطط للبعيد وهي تسال نفسها وتسال الكونغرس واسيادهم مجلس العموم البريطاني سؤال مهم جدا الا وهو ، ان هذه القوة للحشد الشعبي وهذه الانتصارات الباهرة والتي تحققت بوقت قياسي مع قلة التسليح والتدريب القتالي جاءت نتيجة بيان الجهاد الكفائي ، فكيف لو كان الجهاد عيني؟ هنا القلق والارق والحنق ياخذ ماخذه في عقولهم البائسة، لاسيما الدولة الوهابية والتي تعتبر الاداة المنفذة للمخططات الصهيونية واخر خططها ما اقدمت عليه بخصوص اليمن الثائر، فالجهاد العيني لا يخص العراقيين حصرا بل كل من يقلد السيد السيستاني في اصقاع الارض يصبح ملزما بالجهاد الواجب عليه في أي ساحة معركة تختارها امريكا ، فاذا كان الجهاد كفائي وتطوع من المسلمين من هم ليسوا بعراقيين لمقاتلة داعش هذه حسابات في صلب اوراق السي أي ايه، والموساد الصهيوني.
ان المرجعية العليا في النجف الاشرف والمتمثلة بسماحة السيد علي السيستاني له الحسابات الدقيقة في كل ما يخص المسلمين حتى وان كانت الحرب بين المسلمين فمن المؤكد احد الطرفين هم الفئة الباغية ، والفئة الباغية هي التي تقاتل على ارض ليست ارضها وتحارب شعب لم يعاديها، وتقتل من لم يرفع السلاح بوجهها ، فكيف يكون البغي يازنادقة العرب؟
هنالك شريحة لا يشملها الجهاد بسبب السن او المرض او العوق ، والجهاد كفائي الا انهم التحقوا بالحشد الشعبي تلبية لنداء المرجعية ، بل ان البعض من المقاتلين بالرغم من ظروفهم المعيشية الصعبة الا انهم التحقوا بالحشد لمقاتلة من يريد تقسيم العراق ، هذه التلبية للكفائي فمن المؤكد هنالك اعداد وقوة لم تشارك لو كان الجهاد عيني فانها سيكون لها الكعب المعلى في دحر من يتطاول على المسلمين عامة والعراق خاصة.
ان موقف السيد السيستاني شهد له الجميع ومهما تكن نواياهم فالبعض شهد صدقا واعجابا والبعض شهد رغما عن انفه وخبثا ، وكانه يلمح لحلفائه احترسوا من الاخطر ان اقدمتم على المؤامرة الاخطر بحق المسلمين ، نعم لم يكن بحساب المتامرين ان يكون هنالك دور للمرجعية في تمزيق مؤامرتهم وقلب اوراق الطاولة على رؤسهم ، ودائما يشغلهم السيد في صمته فماذا يدور في فكره ؟
https://telegram.me/buratha