المقالات

مستر بوش محبط ... فماذا نحن فاعلون ؟!!


من الاشياء التي كانت تفرحنا صغاراً ، القصص المصورة التي تسبق مرحلة دخول المدرسة والتي ومن خلال شكل الصورة ومحتواها تتكون حكاية في مخيلة الطفل وبتسلسل احداث يرتبها بمفرداته البسيطة والتي تتباين من طفل لاخر لتتوضح رؤاهم المختلفة وبحسب خيالهم الصغير واغلب رسوم الشخصيات كانت تعبر عن محتواها لهذا ترى الشخصية الشريرة صارخة مفتوحة العينين مرتفعة الحاجبين كبيرة الفم بعكس الشخصية الصالحة والتي تـُرسم بملامح ثابتة متبسمة لتعطي انطباعاً بالطيبة والطمانينة.

ومنذ فترة خلت دأبت فيه وكالتنا العزيزة براثا من خلال مجاهديها الابطال بتقديم صور لا تحتاج الى تعليق هذه الصور تباينت بين صور تصور مأساة العراق وبين صور لشخصيات سياسية من كاميرات اهنىء فيها المصور على اقتناص هذه اللحظات التي ترسم فيها ملامح الروح بالاضافة الى الشخصية وحيث ان اغلب الاخبار السياسية فيها من الدهشة ما يجعلك تشعر انك ضائع في وسط محيط من التناقضات والمفردات السياسية الضخمة ومزايدات علنية وخفية و..... تخرجك بتشتت غير الذي كنت فيه قبل مشاهدة اخباراليوم فلكل يوم صار هناك منظور جديد وافكار محورة مع بقاء الثوابت والتي ربما تهتز بحقائق لاناس وضعنا فيهم الثقة لنكتشف مستقبلاً بانها في غير محلها نسال الله ان يعين قلوبنا على هكذا نوائب ويجعلنا على جادة الحق دائماً .

وسط كل هذا الزًحام اجد نفسي في لحظة كطفلة لاتفقه شيئاً وعندها اقرر بان ابتعد عن متابعة الاخبار والسياسية لحين النضوج معرفياً وسياسياً وهو شيء مطلوب لقراءة واقع حياتنا غير اني سرعان ما اتراجع عن هكذا قرار لان السياسية ببساطة لا تستقر مطلقاً وانها ضبابية ابد الدهر وان بلدنا يحتاج ان نكون فيه في قلب الحدث لا متفرجين نعاني النتاقضات بل لابد من تحمل تلاطم الموجات وصولاً لموجة تصل بنا بر الامان ولهذا لم اعد اخشى من كوني اخرج بخطوط كثيرة بعد كل يوم ينتهي بمجموعة من الاحداث والتصريحات والتي تـُرجعني احياناً الى نقطة الصفر في خط الاعداد وحتى لا ترجعني لخط السوالب من الافكار وبهذا يختلط علينا الحق والباطل معاذ الله لمعت في عقلي فكرة نفذتها من باب التغيير في طريقة رؤيا واقع الحال وهذه الفكرة تستند على القصص المصورة ايام الطفولة فلقد بدأت اجمع الصور لتلك الشخصيات والتي تتصدر تصريحاتهم ومن مصادر كثيرة وأخزنها ومن ثمة جعلها كـ ( screen saver ) في جهاز الكمبيوتر وما علي سوى تأمل الوجوه واللقاءات والمصافحات والابتسامات ولحظات الغضب والصلاة على استحياء خلف المجرمين !! وصور لعقود مع شركات امريكية لاخرج بحكاية بمفردات بسيطة تؤكد حقائق مؤمنة بها وتدحض اخرى !! تاركة للكمبيوتر حرية اختيار ترتيب عرض الصور أي انها تعرض عشوائيا والجميل ان الكمبيوتر يرتبها بشكل منطقي فهو يعرض الاشرار معا والاخيار معا كانه يعرفهم !!! جميل ان تقرأ واقعاً من وجوه وان كانت قراءة ليست دقيقة غير انها على اقل تقدير فيها الكثير من المصداقية ومن واقع تجربة شخصية وجدتها مسلية لهذا احببت مشاركتكم بأخر حكاية مصورة قراءتها .

كان ياما كان في هذا الزمان رجل يدعى مستر بوش رئيس الولايات المتحدة بدا غاضباً جداً من السيد نوري المالكي رئيس وزراء العراق بسبب جولات له في دول الجوار وبسبب اداء حكومته مما دعى السيد نوري المالكي الى الرد عليه وعلى مجموعة كبيرة من الشخصيات من دول العالم تطالب بأقالة رئيس وزراء العراق !!! فهدد جانب بانه سيبحث عن اصدقاء اخرين وطالب جانب اخر بالاعتذار وكل هذا حدث خارج كوخنا الجميل العراق وعندما ندخل للداخل نجد فريق (نوح وعويل) قد لملم اغراضه منسحباً من الحكومة كالعادة بعد ان كان دخوله تفضلاً ودعوة للمصالحة كما يقال فهم كما ( الجنة الزعلانة من بيت عيالها بدون ان يكلمها احد فجنتنا لم تستطع التأقلم مع البيت الجديد بكل مكوناته !!!) ولقد اعتدنا زعلها ورجوعها الخائب كل مرة بدون ان ينفذ لها احد مطلباً ! ولدينا الدكتور علاوي الغائب عند الدار العراقي فهو دائم التجوال لاقناع الراي العام الامريكي بانه خير من يمثل الراي العام العراقي !!!!! وتأمُل ملامح وجهه في حكايتنا المصورة كافي لمعرفة ما يريد وخـُتمت حكايتي بفاجعة وزير داخليتنا مؤتماً بشيخ الرذيلة الضاري في طعنة كبيرة وجهها لشعبه فلو استوعبنا فكرة انه ضمن فريق مثل الحكومة العراقية فكيف نستوعب صلاته تلك خلف طريدته !!

الى هنا انتهت حكايتي المصورة فلقد بدأ الكمبيوتر باعادتها ولحين ترتيب حكاية جديدة بصور جديدة نأمل ان لا تصدمنا بصور غير متوقعة !! أود ان اجد جواباً لسؤال ؟! محور حكايتي هو العراق والشعب العراقي لكن أين هو من كل ذلك ؟ لم اجد له في قصتي صورة أو تعبير فكل شيء وجدت له تعبير من ردود افعال لملامح غاضبة واخرى مستغربة واخرى مصافحة ووو... لكن شعبي اين هو ؟ اين أنا من كل هذا ؟ أين جاري ؟ أين رد فعل محافظتي ؟ .

أن انتفاضة المهجر التي تفجرت في وقت قريب لها مدلول كبير وراقي بعكس ما يحاول البعض من تقليل لاهمية الامر على اقل تقدير فانا اجد لهم مكانة في حكايتي المصورة والاهم انهم يعبرون عن رأيهم كذلك هناك مؤشرات مهمة في ان الشعب العراقي مجتمع وملبي للدعوات وهذا ما يصعب على بلدان اخرى الوصول بشعبهم لهذا المستوى وأن هناك الكثير من المغتربين ممن لم تشتريهم الغربة حد نسيان وطنهم ورد فعل كانتفاضة سيدخل ضمن الحسابات الامريكية تلك الحسابات التي يؤمن بها الكثير على انها في مستوى من الانضباط والدقة حد انه وجب علينا ان رفع الراية البيضاء والرضوخ لهم وليس من باب المهاترات مع دول عظمى كما كان يفعل مناضل الحفر لعنه الله وهو ابن بار لهم وانما من باب تقدير الاشياء بقيمتها فالتضخيم يجعل منه شيء سلبي يقف سدا بيننا وبين التقدم ومن جهة اخرى الصمت وعدم التعبير عن محتوانا يعطي فرصة للمقابل برسم حياتنا ومن ثم يفاجىء برد الفعل وهذا ما يحدث لامريكا فعلاً معنا فهم يدرسون وضعنا عن كثب بعد ما وجدوا انفسهم في قلب الحدث وبناءاً على ان الامر اصبح واقع حال صار الاجدر بنا التفكير للتأقلم مع الواقع الجديد وصياغة الحلول والبعد عن الولولة التي يختص بها مجموعة معروفة من الناس .

ولمن له ولع بالحسابات ويعتقد ان امريكا مقرر ككتاب توماس بالرياضيات فادعوه لتحليل الامر رياضيا فبتصفحه الكتاب سيجد هناك طريقة في الرياضيات للحالات خاصة تدعى ( Try and Erorr) ( المحاولة والخطأ ) وتعتمد على فرض قيمة معينة وادخالها للمعادلة ومن ثم استحصال النتائج وصولاً لحل يكون مقبولا ً ومن ثم الرجوع الى قيمة الادخال ، وهي الطريقة التي تتبعها امريكا في الوقت الحالي فكل التصريحات المتخبطة للرئيس بوش اقرار بواقع متخلخل فمن غير المنطقي انه يكون متوقع لكل ما يحدث والا لما كانت التصريحات تخرج بهذه الصورة فغدت تفرض فرض وتدخله في معادلة العراق وتنتظر النتيجة وقد اعتمدت العديد من الادخالات السياسية وهذا واضح من الحركة السياسية للبعض فكل تحرك هو ادخال لنتيجة معينة علها تصل الى شيء مقبول بالنسبة لهم وليس لنا . غير ان الثابت في هذه الحالة هي المعادلة واي معادلة انها المعادلة التي كتبناها نحن الشعب العراقي في الانتخابات وجعلناهم يعملون وفقا لها !! .

نعم ، امريكا تعلم جيداً باننا ( النسبة الاكبر من الشعب ) لا نعاني من قصور ذاتي بحسب قانون نيوتن الاول فحركتنا وسكوننا غير موجه بعزم خارجي !!! كما البعض ممن يجعل امريكا تعتقد باننا جميعا كذلك فهي تقيس بالنسبة لهم ولا تدرك بان هذا البلد قد حكمه الامام علي علية السلام والحجاج ومن المعلوم فرق الزاوية بين كلا الحكومتين حكومة حق خالص وحكومة ظلم خالص وبين هذين المتناقضين تجد في شعبنا زاوية فرق كبيرة بين فئات واخرى يصعب حينها وضعهم في معادلة واحدة فالمعادلة التي كتبناها كتبتها الاغلبية غير ان الادخالات الامريكية ادخالات غريبة عن تلك المعادلة ولذلك فانها فاشلة ، فالدكتور اياد علاوي ولناخذه كحالة كونه دخل في حكايتنا لهذا اليوم فهو ادخال جديد لهذه المعادلة ولو كان هذا الادخال محكماً لكان توقيع العقد بمنتهى السرية فكيف يسرب خبر كهذا يمكن ان يغير مجرى سياسية دولة باكملها لو انه كان مؤثراً وقوياً !! ان تسريب الخبر له مدلول وغاية هدفها تخويف الشارع العراقي وجعله يشعر بانه مسير رغماً عنه وهذا عكس مجريات الامور .

لقد كتبنا المعادلة وكتبنا الدستور فماذا بعد ؟ دورنا الان كشعب دور محوري في المحافظة على هذه المعادلة التي سالت لاجلها الكثير من الدماء في طريق طويل من التضحيات ، لابد لنا من دخول الحكاية ليـُعمل لنا حساب في أي ادخالات مستقبلية لابد من دعم حكومة انتخبناها وان احتوت سلبيات وان يترجم دعمنا الى قوة مرئية كلامية واعلامية وتظاهرات ضد أي شيء غير صحيح وغير منطقي كما حصل البارحة وكم اتمنى ان يكون هذا الشخص شبيها للوزير والا فلا يمكن ان يمر هذا الامر بسلام على هذا الوزير فهذه مخالطة ومفارقة كبيرة لايمكن معها ان تسير الامور بالمسار الصحيح ، نحن من نملك زمام الامور وعليه فالكلمة كلمتنا والاتحاد قوة وكما يقول المثل ( انا واخوية على ابن عمي وانا وابن عمي على الغريب !!) نعم نستطيع ان نضغط وبالحق على الحكومة عندما نرفض وزيراً لتصرف لم يحسب لمشاعرنا فيه حساب او أي شخص اخر لايكون عمله او تصرفه مقبولاً وهذا الضغط لابد ان ياتي عبر اقنية البرلمان التي تعاني صمتاً رهيباً فللصامتين ابد الدهر في البرلمان والذي أجده دوره سلبياً اكثر ممن يتبنى قضية خاطئة فالاخير يمتلك شيئاً اما الاول فلا ولهؤلاء الصامتين أقول انه بالامكان الاستعانة بشخص يجيد لغة الصم والبكم ان تطلب الامر فانتم سلطة تشريعية وتمثلونا فان لم تتكلموا فمن يتكلم ؟!!! .

وللرئيس بوش نقول وحسب قانون نيوتن الثالث بان لكل فعل رد فعل يساويه في المقدار ويعاكسه في الاتجاه وعليه فانتبه فالشعب العراقي ما عاد لديه ما يخسره لا مال ولابنين والدستور والدولة الجديدة حلمه فأي فعل غير مدروس سيواجه رد فعل معاكس عنده تعرف معنى الاحباط .

نسال الله التوفيق والهداية لكل من اخذته الموجة بعيداً عن مصلحة شعبه المظلوم ونساله ان يوحد صفوفنا في طريق الخير وان يسهل لوليه المنتظر عليه السلام  في ظهور قريب ليحق الحق ويحققه .

اختكم المهندسة بغداد

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عبدالرحمن
2007-08-28
نحن لدينا رؤياتتوافق معك يابغدادأن الآن هو دورناويجب ان لانقف متفرجين بدعوى انناغير سياسين ويجب ان يناضل كل منا حسب موقعه فالطريق لازلت امامنا طويلة والمؤمرات كبيرة لكي نأسس لاسترجاع حقوقناالمسلوبة،ويجب ان يعلم الجميع ان تخبط السياسة الامريكية في المنطقة هو فكرناالمحمدي الاصيل،لاننامعتدلون ناضجون(لكن توجدفقاعات قليلة)وبنفس الوقت مشاريع استشهاد اذااقتضت الضروررة والكل يدرك ذلك بالتجربة،لذلك ان امريكاوالعربان الآن بين مطرقة المشروع الجديدباسم الديمقراطية وسندان التخوف من الهلال الشيعي في المنطة.
عراقي
2007-08-28
السلام عليك ايتها السيدة المحترمة ولاجف قلمك الحر والرصين والموضوعي والذي يعيش في لب آلام العراق والعراقيين وما تفضلتي به بمقالتك هذه يذكرني بالساسة في الدول الغربية او الاحرى التي تسمى الديمقراطية عندما تنتهي مدة احدهم من موقع حكومي معين فانه يبدأ ان لم نقل بتغيير مواقفه السابقة فانه يبوح ببعض ما عرفه من مغالطات اثناء توليه المسؤلية وحتى ينقلب احيانا مئة بالمئة لذلك فالاولى بمن تصدى للمسؤلية سابقا بدل تأليب الاخرين على الحكومة قول كلمة حق وهم بعيدين عن المسؤلية الحكومية ولاحتى اعضاء برلماننا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك