المقالات

من امن العقاب أساء الأدب


بقلم : ولاء الصفار

تشير الحكمة التقليدية القائلة (من امن العقاب أساء الأدب) والتي نجدها دائما تتردد على مسامعنا وقلة ممن يعي تلك المقولة وخصوصا في بلدي العراق في عصر الديمقراطية الحديثة التي وردتنا عن طريق قوات الاحتلال الامريكي، الا ان تلك الاساءة التي تبدر في العراق لاتعالج بالتوبيخ او الضرب او الاهانة لانها احد وجوه الارهاب الحديث المتستر باسم الوطنية المتزلفة، واعتقد انه لاعلاج لتلك الاساءة سوى الاقصاء او توجيه الضربات الحازمة.

وبما اننا كنا موقنين بان الاستبداد حينما يغادر مكاناً ما تنفتح الأبواب أمام الجماهير لممارسة جميع الحريات بمختلف توجهاتها، بما فيها الحريات السياسية والشخصية وحرية الرأي، شريطة ان لا تجرح مشاعر الاخرين وتكون وفق ضوابط الأدب والاحترام.

الا انني اعتقد ان المعادلة معكوسة في هذا البلد، ولا يمكن تطبيقها وفق منهجها الصحيح، حيث سقط صنم بغداد الذي كان قد ضيق الخناق على رقاب العراقيين طيلة ثلاث عقود ونصف، وكان من المتوقع ان تنزاح تلك الغمة السوداء مع انهيار ذلك الجبروت المتغطرس، فتوجه العراقيون لبناء بلد حر ديمقراطي مستند على اسس قوية ورصينة منهجها العدل والمساواة والحرية، ومنبعها الدستور الذي كتبته انامل الوطنيين وصوت عليه ابناء البلد، لكن الملفت للنظر ان بعض اخواننا الساسة الذين استغلوا واقع العراق المتردي من جهة، وطيبة ابناءه من جهة اخرى، فدخلوا العملية السياسية بطرق غير مشروعة واخص بالذكر (جبهة التوافق) الذين اخذوا على عاتقهم اراقة دماء ابناء بلدي، ووضعوا العصي في عجلات تقدمه، بعد ان وجدوا الساحة مفتوحة امامهم ولم يلاقوا رادعا قويا وضربة يد حازمة من حكومتنا الموقرة فأمنوا العقاب واساؤا الادب.

ومع هذا المخاض المتعسر الذي يمر به البلد والسنين العجاف التي مر بها طيلة فترة اربع سنوات بعد سقوط نظامه الديكتاتوري البائد، اصبح على الحكومة العراقية ان تبين موقفها وتبتعد عن المجاملة في اتخاذ القرارات على حساب دماء ابناء العراق، كونها جهة وطنية منتخبة تمثل الطيف العراقي.

ورغم التخبطات الكثيرة التي شهدها مسار عملها طيلة الفترة المنصرمة الا ان موقفها الاخير باصدار مذكرة الاعتقال بحق بعض شخوص جبهة التوافق وغيرها خطوة جبارة للحد من التمادي، الا انه سرعان ما فسدت تلك الفرحة التي رسمت على وجه ابناء البلد وذلك حينما قام احد المصورين بالتقاط صورة لوزير الداخلية العراقي (جواد البولاني) وهو يصلي خلف الارهابي المدعو حارث الضاري في جنازة الرئيس الاسبق (عبد الرحمن عارف)، والمضحك المبكي في هذه القضية ان وزير الداخلية كان قد وقع مذكرة الاعتقال بحق الضاري، واليوم يصلي خلفه، فماهذه المفارقة يا استاذنا العزيز،

 واحب ان اتسائل لو ان الضاري كان قد قتل احد ابنائك فهل ستقوم بالصلاة خلفه، فما هو تفسير ذلك العمل والى متى الاستهانة بدماء العراقيين، وإلى متى التهاون مع الارهابيين وافساح المجال امامهم ليتمادوا بغيهم واستهتارهم، وهل من وقفة شجاعة للحكومة العراقية تقر بها عيون المظلومين والمحرومين، بابعاد هذا البولاني المتهاون عن وزارة الداخلية، وهو أبسط مطلب يصب في الدفاع عن الشعب وقضيته العادلة، وليست محاباة الطائفيين المجرمين الملطخة أيديهم حتى المرفق بدماء الأبرياء والضاري أحدهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك