المقالات

أين أختفى 73 نائبا يوم إقرار الموازنة؟! / قاسم العجرش قاسم العجرش

1705 09:51:07 2015-02-08

بخلاف الذين يضحكون علينا، ويقولون أن إقرار الموازنة إنجاز تاريخي، وأنها دليل على أن  هناك طريق جديد لإدارة العراق، فإن الحقيقة تكشف عن خدعة كبيرة، يراد لها أن تنطلي علينا!

وأنت تتابع  أحاديث ما قبل إقرار الموازنة، وما بعدها ، وتقرأ أرقامها تكتشف انك كنت ضحية لعبة محبوكة، للصوص محترفين!

الموازنة 119 تريليون دينار عراقي، أي قرابة 105 مليار دولار، وهي تعادل موازنات مصر وا{دن ولبنان وسوريا مجتمعة!

تخوض سوريا حربا قاسية، منذ ثلاث سنوت وأكثر، ولكنها مازالت واقفة شامخة  عصية على التدمير، ومصر جرت فيها تغيرات، لو واجهها الهرم لتهدم، والأرهاب يعصف بخواصرها، الأردن بلد بالكاد يسد بالتسول معيشة شعبه، منذ تأسيسه في خمسينيات القرن الفائت، ومع ذلك بنى نظاما قويا, ومدنا مكتملة الخدمات..لبنان هذا الكائن المتعدد الألوان، بلا رئيس منذ أكثر من سنة، لكنه جميل حتى في حروبه وإختلافاته، ومحدودية موارده!

في العام الماضي، أنفق العراق 150 مليار دولار، وستبقة هي وبقية الألف مليار دولار التي أنفقت منذ 2003، في ظهر الغيب، ومن المستحيل أن  يأتي زمن، نعرف فيه أين ذهبت؟! كل الذي سنعرفه أنها ذهبت فحسب!

إن الحديث عن العجز في الموازنة، وبكائيات النواب على رواتبهم، وتقلص منافعهم الإجتماعية، أو عدم تجهيزهم بسيارات مدرعة، يكشف عن حقيقة أن الطبقة السياسية العراقية، تتوجس من تناقص ما تجنيه من الموازن السنوية!

وعلى طريق الحديث عن الموازنة والتقشف، وأسلوب إدارة البلد، أحيلكم الى جارنا الجنوبي؛ الكويت، فلو جلت كل أنحاء هذا البلد النفطي الصغير، فلن تجد نهرا، أو بحيرة، أو مرعى أخضر، ومع ذلك فإن أسواقنا العراقية، عامرة بمنتجات الألبان الكويتية، وبمختلف الأنواع والماركات، مع أن الكويت كلها لا تمتلك "هايشة" واحدة!

إن من العار على العراقيين؛ حكومة وشعبا، أن يتحدثون عن الخوف من فقر وتناقص بالموارد، ومن العار أيضا أن نستورد الطماطة والخيار والفواكه وفي بلدنا نهرين عظيمين..سيتحججون بالوضع الأمني والإرهاب..حسنا سوريا تخوض حربا ايضا، لكنها لم تستورد طماطة، ولن تستورد أبدا!

إن علينا كعراقيين، أن نصرف بحكمة ومسؤولية، والحكمة تقتضي منا ، إنتزاع ثروتنا من أيدي اللصوص، وأن نحكم رقابتنا على الطبقة السياسية، ونحص أنفاسها النتنة، ونخيفها، ونشعرها بأننا نستطيع أن نزيلها من خارطة الوجود، بأصبع بنفسجي قادم.

إن الشعب الذي يسكت على سرقة ثروته، لهو شعب لا يستحق الحياة، ولسنا نحن الذين نوصف بذلك، فنحن شعب التضحيات..

إن الموازنة قد أقرت بحضور 255 نائب من أصل 328 نائب، معنى ذلك أن 73 نائبا كانوا غير مهتمين بمستقبلنا، وعلى رئيس مجلس النواب حصرا، بصفته مسؤولا عن هذا التجمع السياسي، أن يصدر توضيحا مبررا، أين البقية!

كلام قبل السلام: اقتحام المجهول يتطلب قفزة إلى المستقبل!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك