المقالات

زيارة الأربعين و الإداء الحكومي, بين النجاح والفشل.. قراءة واقعية.

1161 18:10:29 2014-12-23

تحظى زيارة أربعينية الأمام الحسين عليه وعلى اله افضل الصلوات, بأهمية كبرى, من المسلمين وخصوصا أتباع أهل البيت عليهم السلام, لأهمية صاحب الذكرى وقدسيته, ولأن الزيارة أخذت منحا ثوريا, متحديا للأنظمة الاستبدادية, وتحولت لتظاهرة ضد الظلم و وتجديدا للبيعة, وتثبيتا للعهد على إتباع منهج أهل البيت, فتجاوز المشاركين فيها عشرات الملايين.
رغم كل محاولات الحكومات السابقة, في تخفيف معاناة المشاركين في المناسبة, وخصوصا بعد انتهاء الزيارة, إلا أنها كانت تفشل لأسباب عديدة, أولها, عدم توفر بنى تحتية تتيح التعامل بشكل صحيح مع الحدث, والعدد الهائل من الزائرين الذي يتطلب أعداد غير معقولة من وسائل النقل, خلال فترة محدودة لا تتجاوز اليومين, وأسبابا أخرى تتعلق, بعدم وجود الخبرة في التعامل مع مثل تلك المواقف.
خلال هذا العام, تكررت المشكلة, وبتغيير مكاني, ففي السابق, كانت المشكلة الأكبر, تحصل في محور كربلاء بغداد, حيث تعمل هيئة النقل الخاص, ووزارة التجارة, وتكون مشكلة محور كربلاء النجف أقل وطأة, حيث تعمل وزارة النقل وأليات وزارة الدفاع, وخلال هذه السنة, تم تغيير موقع عمل الوزارات, وأنشغلت أليات الجيش, بمعاركها مع داعش, فأنتقلت المشكلة لمحور النجف.
حصلت مشكلة أخرى, تتعلق بالظرف الأمني, وما حصل من خرق قبل عدة أيام من ذروة المناسبة, أدت لتوسيع الطوق الأمني, بقرار لم يدرس بشكل شامل, ولم تستكمل بقية إجراءاته, فلم يرافق تعديل الخطة الأمنية, تعديل لخطط النقل والخدمات, وغيرها من مكملات الخطة, لتتلاءم مع التغيير الحاصل.
كما كان فتح المجال للزائرين من خارج العراق, والذي ربما تجاوز الخمسة ملايين, دون الأخذ بالحسبان, كيفية إعادتهم, إلى حدود بلدانهم, وكيفية توفير مستلزمات إقامتهم, خطأ واضحا, فقد توجب ضمان تعاون تلك الدول, بتوفير باصات بأعداد مناسبة, وكما سبق أن أعلنت تلك الدول, وعدم الاكتفاء بمشاركة تكاد تكون رمزية في حل المشكلة!.
صحيح أن سكان المدن القريبة, كالنجف وبابل, وبقية المناطق التي يمر بها الزائرون, وكذلك مدينة كربلاء, بذلوا وقدموا ضيافة وخدمات, مشرفة وتكاد تكون فوق الوصف, ولا يمكن توقعها, أو تصور تمكنهم من تقديمها, إلا أن كل ذلك لم يمنع حصول التلكؤ في إعادة الزائرين.
تكرار تلك المشكلة سنويا, وخصوصا بعد المشاركة الهائلة التي حصلت هذا العام, ينبئنا وبشكل واضح, أن الأعوام القادمة ستشهد مشاركة, إن لم تكن مماثلة لما حصل هذا العام, ففي تصاعد, وهذا يتطلب حلولا غير تقليدية, لأن الحلول التقليدية أثبتت أنها غير كافية, ولنا في ما حصل خلال المرات الماضية دليل واضح.

استشارة شركات عالمية مختصة, والإستفادة من خبراتها, ودراسة تجربة الحج, وإنشاء بنى تحتية للمحافظات المقدسة, تتلاءم وطبيعة المناسبات, واللجوء لفكرة إستئجار الخدمات اللازمة, إستجابة لمن يرفض فكرة استثمار المليارات لمناسبة تدوم لعشرة أيام!.
إستئجار قطارات, بعد إنشاء خطوط سكك حديد كافية, وإستئجار باصات نقل, بأعداد كبيرة مع سائقيها, بعد تهيئة طرق حولية وإستراتيجية خارج المدن, مع ساحات وقوف مناسبة, وإنشاء مطار كبير جدا, وكما مخطط له, أو توسيع مطار النجف الأشرف, وتهيئة ساحات وقوف عملاقة, مستفيدين من الطبيعة المنبسطة والصحراوية, للمنطقة بين النجف وكربلاء, وجعلها حدودا لقطع الطرق, ليست بعيدة, ومناسبة أمنيا, أفكار يمكن أن تحل جزءا من المشكلة.. وقبل كل ذلك, إنشاء هيئة مختصة بالمناسبات الدينية, تكون كفريق أزمة مهني, لديه الخطط اللازمة, و المعدة مسبقا.. ولا نخاف أن نفتح باب الاستثمار فيها, خصوصا لدول تهتم بتلك المقدسات والمناسبات.. وبما يلائمنا.

الحلول التقليدية, تعني حاجتنا لشراء "25 الف" باص لنقل مليون زائر فقط, فكيف إن كان العدد أكثر من "25 مليون", كما نقلت بعض المصادر؟, وأي طرق ستكفيها؟ وأين ستقف كل تلك الباصات؟ وكيف ستزود بالوقود؟.
لنسأل الأن, هل فشلت الحكومة, ووزارتها المعنية, في أداء واجبها؟.
من الواضح أن غرفة علميات, الزيارة الأخيرة, كان فيها تلكؤ, ولم تكن قراراتها وإستجابتها, متلائمة مع تطور الحدث, وما يحصل على الأرض, وبعض الوزارات نجحت نسبيا, وغيرها فشل جزئيا, وحصلت أخطاء في المنافذ الحدودية, أثرت على عمل وزارات أخرى.. ولأن المواطن العادي, لا يطلع على كل تفاصيل العمل الفني, ولأن المفهوم شعبيا, أن المسؤول عن النقل, هو وزارة النقل, تحملت الوزارة كل السخط والاحتجاج.. لكن الزيارة انتهت بخير.

هذه الحقائق, وما حصلت من أخطاء, لا تعفي أحدا من مسؤوليته, لكنها توفر معطيات, يمكن الإستفادة منها مستقبلا, لتطوير الأداء الحكومي خلال المناسبات, وتوفير ما يستحقه المواطن, من خدمات, على الأقل بحدودها الدنيا.
صحيح أن الحكومة ورثت تركة كارثية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك