المقالات

الثورة السيستانية الكبرى في 13 حزيران 2014 / كاظم الخطيب

2028 2014-12-20

كاظم الخطيب

كما يعلم القاصي والداني، إن دور المرجعية الدينية العليا في حفظ كرامة وسيادة العراق، كان دوراً مهماً وبارزاً؛ فهي لم تتدخل في الشأن السياسي، إلا في المواقف المصيرية، والحساسة، بحيث كان تدخلها تدخلاً حاسما،ً منطقياً، وواقعياً، دون المساس بالخصوصيات السياسية، أو الدينية، أو المذهبية.

شخصت المرجعية مكامن العلل، ومواطن الخلل، في مرافق الدولة ومؤسساتها العامة، للفترة من 2010، وحتى قبيل الإنتخابات البرلمانية في الأول من نيسان لعام 2014.

كان من أبرز المخاطر التي أشارت إليها المرجعية، هي تفشي حالة الفساد في المنظومة الأمنية، والعسكرية، وفشل حكومة المالكي في إدارة دفة البلاد، بل إنها قد أكدت في أغلب الأحيان على أن هذه الحكومة، هي أحد أسباب تفشي حالة الفساد تلك.

دعت المرجعية إلى إصلاح الأمور، وتدارك المخاطر الناجمة عن إختراق المنظومة الأمنية، وتمكن البعث من مفاصل الآلة العسكرية، من خلال التأكيد على جدية الموقف، وخطورة المرحلة، إلا إن تلك الدعوات قد إصطدمت بواقع سياسي مريض، من شأنه أن تتحطم فيه جميع آمال الشعب، وتوجهات المرجعية، على صخرة المصالح الشخصية، وأن تتهاوى فيه جميع القيم الوطنية، أمام بريق المكاسب، وإمتيازات المناصب.

لم تجد المرجعية أذناً صاغية، ولم تلحظ أي تغيير في مواقف الحكومة، تجاه الدعوات التي أطلقتها، والتي طالبت فيها بالتغيير، من خلال وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، ونتيجة لوقوع ما كانت تحذر منه، عندما سقطت الموصل والأنبار، ومناطق واسعة من ديالى، بيد مقاتلي التنظيم الإرهابي( داعش)، حتى بات التكفيريين النواصب على مشارف بغداد.

سارعت المرجعية العليا في الثالث عشر من حزيران لعام 2014، إلى إصدار فتوى الجهاد الكفائي، دعت فيها الشعب العراقي إلى حشد طاقاته البشرية، وإمكانياته المادية، للدفاع عن البلاد، وحماية المقدسات الدينية، والإمساك بزمام المبادرة، والسيطرة على الأوضاع، بعد حالة الذعر والهلع، التي سادت البلاد، بسبب ما توارد من الأخبار عن إنكسار الجيش، وتخاذل القادة السياسيين، وعجز الحكومة المطلق عن إتخاذ التدابير، التي من شأنها تدارك الموقف، والصمود أمام الزحف الداعشي الكافر، وثيران العشائر وخنازير البعث، الموالين له.

كان خطاب المرجعية موجهاً لعامة الشعب، دون أن يستثني أو يختص أحداً

بعينه، بقولها إن “مسؤولية التصدي لهم ومقاتلتهم مسؤولية الجميع ولاتختص بطائفة دون اخرى او طرف دون اخر”.

أثبت الشعب العراقي أصالته، ووحدة مكوناته، وتلاحم أبناءه، من خلال الإستجابة الفورية لفتوى المرجعية ونداء الوطن، حتى إمتلأت الشوارع والساحات والأزقة، بجموع المجاهدين، وهم يهتفون بحياة العراق.

دمت العيون فرحاً بهذا الحشد العظيم، وتغنت القلوب بحب الوطن، وتشوقت النفوس للشهادة سبيله.

حققت الثورة التي خطط لها السيد الفقيه الأعلى، السيد علي السيستاني أهدافها، منذ اللحظات الأولى لإندلاع شرارتها، فقد أطاحت بعروش الفاسدين، وأسقطت إسطورة الولاية الثالثة، كما حققت التغييرالمنشود بإيجاد الفريق القوي المنسجم لإدارة البلاد، وأثبتت أن في العراق رجالاً لا تليق بهم إلا ألقاب الفرسان، ولا يوصفون إلا بالأبطال، ولا يمتهنون إلا صناعة المجد.

ثورة حققت كل هذا، علاوة على تحقيق هدفها في دحر فلول داعش، وحفظت وحدة العراق، وأعادة الثقة بقدرة الإنسان العراقي على صنع الحياة، حري بها أن تكون عيدا ً وطنياً خالداً.

31/5/141220

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك