المقالات

الحكومة العراقية والفرقعة البرلمانية


( بقلم : شوقي العيسى )

الشارع العراقي يعيش حالة الفرقعة أثر المفخخات الارهابية ، وكذلك الوضع السياسي فله مفرقعات جمة ، والحكومة العراقية تعيش وتحتها مجموعة من المفخخات السياسية والبرلمانية لا تكاد تخطو خطوة حتى تفرقع جميع بالونات الكتل البرلمانية وتحدث تخلخل سياسي .

قد ينظر الى الوضع العراقي على انه وضع متأزّم ومتوتر أثر الحراك السياسي والأجندة الخارجية التي يحملها البعض للنيل من إرادة شعب كامل خرجت لاءاته بكثر النخيل العراقي لعودة الدكتاتورية البعثية والتي يسعى اليها البعض من خلال خلخلة الوضع البرلماني حتى دأبت الكتل البرلمانية جميعها بتغيير المفهوم الظلامي من النظام البعثي الفاشستي الى نعتهم بالصداميين في اشارة الى ان بعض الكتل البرلمانية المشاركة في الحكومة العراقية كان لها النصيب الأوفر من البعث وخوفاً على مشاعر تلك الشخصيات والنماذج التي ابتلى بها العراق وكذلك الحكومة لتصبح حكومة مشلولة غير قادرة على الحراك.

منذ أن تم اختتام العملية الانتخابية بنجاح فائق قل نظيره في العالم حتى برزت تلك الكتل التي تخدش بالعملية السياسية ، وأول المشوار كان اتهام المفوضية العليا للانتخابات بتزوير الانتخابات لصالح كتل اخرى وبعد أن تم تشكيل جبهة "مرام" للطعن بشرعية نتائج الانتخابات حتى تبيّن بطلان ذلك الادعاء وما افرزته صناديق الاقتراع كان جهد واصوات غالبية الشعب العراقي الذي صوّت للقائمة الأوفر والأكثر " الأئتلاف العراقي الموحد" وكذلك القائمة الكردستانية وهذا شيء بديهي للشعب العراقي وبتركيبته الديموغرافية ان تبرز هاتين القائمتين ، ومنذ ذلك الوقت بدأت مرحلة التعطيل السياسي من قبل جبهة التوافق والقائمة العراقية التي دخل فيها بحقيقة الأمر من شرفاء العراق الذين سرقتهم أغواء وأحلام رئيس قائمتهم ، فكان حقاً صراع متأزم في البرلمان العراقي الذي طالما شهد مهازل من قبل بعض اعضائه الذين كان همهم وشغلهم الشاغل بعثرة الخيوط واهدار الوقت والثرثرة التي تجعل الوضع متوتر نسبياً.

كانت دائماً تعيش الحكومة العراقية حالة الفرقعة المستمرة من قبل تأثير الكتل البرلمانية على سير عمل الحكومة ولذلك وصفت الحكومة بالعاجزة وهذا ماكان يسعى اليه البعض وخصوصاً الذين كان لهم الحظ الأوفر من البعث الفاشستي حتى يقال بأن النظام السابق كان الأفضل.

طرقت مسامعنا مطالب الكتل البرلمانية مراراً مسألة الغاء قانون اجتثاث البعث وقد تم تغييره بل أصبح في عداد الملغى وهذا مخالف لأرادة غالبية العراقيين الذين يرفضون البعث والبعثيين. كانت تلك الكتل البرلمانية تطالب بحل المليشيات وتعطي شرعيتها للمجاميع التي تسميها بالمقاومة. كانوا دائماً يطالبون الحكومة العراقية باطلاق سراح جميع المعتقلين بما فيهم الارهابيين كونهم غالبيتهم من منتسبي البعث وفدائيي المجرم المقبور وابناء عمومتهم عرب الجنسية فلذلك يتم المطالبة باطلاق سراحهم وكانت ورقتهم الأخيرة أنسحاب وزراء التوافق من الحكومة وتبعهم مقاطعة وزراء القائمة العراقية حيث وكما أشرنا الى أن المفرقعات والمفخخات تحت الحكومة العراقية من قبل الكتل البرلمانية المعروفة بتوجهاتها السياسية.

لقد ولى زمن المفرقعات ويجب أن تنتهي تلك البالونات المنتفخة مع الحكومة ويتم استبدالها ، فبدل وزراء التوافق يستبدلون بوزراء من قبل مجلس انقاذ الانبار الذين حاربوا وقارعوا الارهابيين من القاعدة ، وكذلك تبديل وزراء القائمة العراقية بوزراء من القائمة الأكثر في البرلمان قائمة الائتلاف وتنتهي أكذوبة حكومة الوحدة الوطنية التي حاربوها بشتى الوسائل ، فلتكن حكومة أكثرية برلمانية وليسعى لأفشالها من يريد فهي بكلا الطريقين متحاربة فالأفضل أن تحارب من جهات معلومة تقف جانب المعارضة بدلا من أن تحارب من قبل الحكومة نفسها وبذلك نضمن جانب يعادي الحكومة لأننا وببساطة نرى العملية السياسية ذات طريق واحد وهو القضاء أولا على آفة الإرهاب وإلا فالعداء للحكومة والشعب العراقي.

إذا كان رئيس الوزراء العراقي أن يستمر بقيادة العملية السياسية لأربع سنوات فعليه أن يستخدم خيار مشاركة مجلس انقاذ الانبار بدل وزراء التوافق ووزراء من الائتلاف بدل القائمة العراقية وبذلك يكون قد حقق نقطتين مهمة وهي جعل قيادة مركزية لرئيس الوزراء وابعاد المفرقعات للحكومة العراقية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك