المقالات

حكام الرمال.. ورعاة الإبل.

1681 2014-11-23

صمت دهراً، ونطقه كفراً، هكذا وصف معظم الحكماء، والعلماء؛ اولئك الذين يصمتون ازاء الأمور الحقة.. 
منذ أن تولى حزب البعث مقاليد الحكم في سبعينات القرن المنصرم، بانقلاب دموي راح ضحيته مئات من علمائنا، ومثقفينا، وشيوخنا، وشبابنا؛ بسبب تلك الهمجية التي كان يتعامل فيها ذلك الحزب..

معظم الدول العربية، والإقليمية، قد غضت الطرف عما يقوم به حزب البعث خلال ثلاثة عقود ونصف من جرائم، وإبادة كبيرة، ومقابر جماعية، وسجون رهيبة، وحصار إقتصادي، وحروب طاحنة؛ حرقت الأخضر مع اليابس، وجعلتنا نأن تحت وصايا الأمم المتحدة" والبند السابع" نتيجة الإغراءات العربية، والرعونة البعثية.. 

حيث أصبح العراق أشبه بساحة حرب مفتوحة أمام التدخلات الإقليمية، والعربية، وتحمل قسوة الحروب، وما نتج عنها؛ أفواج من الأرامل، والأيتام، والتخلف الكبير الذي جعلنا خلف الشعوب بشوط طويل، بمباركة الدول العربية، وصمتها عن كل ما يقوم به نظام البعث، من جرائم ضد الإنسانية على ابناء الشعب العراقي، وكان ذلك النظام يستمد عزمه، وقوته من حكام" الرمال، ورعاة الإبل، والماعز.. 

بعد أن غرست مخالبهم في أجسادنا، و قطعت أنيابهم أوداجنا خلال العقود المنصرمة، التي تكالبوا علينا من كل حدباً، وصوب، وجعلونا أشلاء متناثرة أمام كواسر الفلوات، ونواصب الحقد، وحساد العقيدة؛ عادوا اليوم بلباس جديد، ووجه يحمل كل صفات الحقد، والكراهية، وثارات التشفي، من أجل إعادة تلك الأيام التي كان فيها دورهم كبير؛ حيث يقومون بمد البعث بيد، ويغطوها باليد الأخرى.. 

الفتوى الأخيرة للمرجعية الدينية في النجف الأشرف، قد زلزلت عروش هؤلاء الحكام، حيث نهضت من خلالها جميع الفصائل الشيعية في العراق، وقلبت جميع الموازين، وخلطت الأوراق، والخطط المطروحة على الطاولة العربية، والإقليمية، ورسمت مسارات سياسية، وإنسانية، وأخلاقية جديدة؛ ووضحت للعالم مدى مستواهم السياسي، وتعاملهم المزدوج.. 

دولة الإمارات، التي صمتت طويلاً ازاء الجرائم التي إرتكبت بحق الشعب العراقي طيلة عقود، كشفت نقابها اليوم، وجاءتنا بالأمر الأكثر غرابة؛ فقد ساوت بين العاقل، والمجنون، وبين الحب الجيد، والرديء.. 
الفصائل الشيعية، التي تقاتل من أجل حماية" أعراض السنة"، لا يمكن نجعلها بصف من إنتهكها...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك