المقالات

الى الذين يقولون ( ياريت لو باقية على الاول )


بقلم : سامي جواد كاظم

صفوان الجمال هذا الرجل الذي يشهد له التاريخ الاسلامي بورعه وايمانه ونقل الاخبار الصحيحة عن الائمة (ع) من الذين عاصرهم ،له قصة مع الامام موسى الكاظم (ع)ولعل الناس استذكروها هذه الايام بمناسبة ذكرى استشهاد الامام الكاظم (ع) وهي عتب ونهي وتنبيه له ولنا من قبل الامام الكاظم (ع) حول كراية جماله ( بكسر الجيم ) الى هارون الرشيد فقال صفوان (: والله ما أكريته أشرا ولا بطرا ، ولا للصيد ، ولا للهو ، ولكن أكريته لهذا الطريق " يعني طريق مكة " ولا أتولاه بنفسي ولكن أبعث معه غلماني ). . قال : يا صفوان أيقع كراك عليهم ؟ قلت : نعم جعلت فداك . قال : أتحب بقاهم حتى يخرج كراك ؟ قلت : نعم . قال : فمن أحب بقاهم فهو منهم ، ومن كان منهم فهو كان ورد النار . قال صفوان : فذهبت وبعت جمالي عن آخرها . فإذا كان نفس حب حياة الظالمين وبقائهم بهذه المنزلة ، فكيف بمن يستعينون به على الظلم أو يؤيدهم في الجور .

ولنا التعقيب الان حيث بسبب الاوضاع الامنية والاقتصادية المتردية والتي تتحمل الدولة العبء الاكبر وهذا لا يعني اننا لا نتحمل جزء من هذه السلبيات ولكن الملفت للنظر الكثير من العراقيين بدأوا يرددون كلمة ( ياريت لو باقية على الاول ) يقصدون صدام المقبور والعجيب هنا انهم كلهم يتفقون على ظلم صدام حسن وانه ظالم من طراز الحجاج وبريمر ولكن يتمنون عودته اي عودة الظالم او حاكم يحكم العراقيين ظالم على شاكلة صدام متذرعين بسبب اوهن من بيت العنكبوت الا وهو ان العراقيين لا ينفع معهم الا القسوة ولا اعلم لماذا هذا الحكم القاسي والظالم بحق العراقيين ، فلو بعث صفوان الجمال الان في العراق وراي التمني لعودة الظالم ماذا سيكون ردة فعله على هذا ، اذا كان التمني بعودة الظالم من الحج هو معصية ويؤدي الى دخول النار فكيف بالذي يتمنى عودة الظالم بعد ما ولى ، اعتقد هذا يستحق وقفة فهذا التمني نابع اما عن سوء نية او قلة ادراك والحالتين اسلاميا مرفوضة فالذي يتمنى عودته بسؤ نية هو مما لا شك من المنتفعين من حكم الطاغية من بعثيين وتكفيرين وعملاء عرب ، و الذي يتمناه عن قلة ادراك ولست هنا بصدد اثبات ظلم صدام حسن للشعب العراقي فانهم يقرون بذلك والادلة عليها لا تعد ولا تحصى كما ان فضائل امير المؤمنين علي (ع) لا تعد ولا تحصى والمقابر الجماعية لا ينكرها الا جاهل او حاقد الا ان هذه الشريحة من المجتمع العراقي التي تتمنى البقاء على الاول فضلت امنهم وتجارتهم وسهر الليالي على ابي نؤاس على رفع الظلم عن الشعب العراقي ، وهنا من باب الافتراض واتمنى الا تمر بكم الحالة التي مرت بها العوائل التي اخذت نسائها او رجالها من بيوتها بدون ذنب يذكر لو مرت بكم نفس الحالة لما تمنيتم الظالم وحتى الذي يظلم من قبل الطاغية فانه لا يترك لا هو ولا اهله الى حال سبيلهم بل يبقون تحت عيون البعثيين الى الموت وحتى بعد الموت والامثلة على ذلك كثيرة ، غالبا ما يطرق باب دارنا الرفيق الحزبي هذا اذا كنا لا نعمل في الدولة وبيده الاستمارة الملعونة ( هل اعدم احد اقاربك ، هل لديكم احد خارج العراق ) تخيلوا حتى الذي هرب من ظلمهم خارج العراق يبقى اهله تحت المطرقة لغاية اغتياله خارج العراق ويبقى الملف مفتوح حتى يرون ردود افعال اهله وكم من عائلة اجبرت على الرقص على جثث امواتهم المعدومين من قبل زمرة صدام .

سابقا ايام هولاكو تردد سؤال على احد علمائنا وهو ايهما افضل الكافر العادل ام المسلم الظالم ؟ فاجاب ويالروعة جوابه وبدون تردد الكافر العادل افضل من المسلم الظالم بالرغم من ان العالم مهمته هو الحفاظ على الاسلام ونشره الا انه فكر بالمجتمع ولم يفكر بنفسه ، والان اعيد صياغة السؤال بشكل اخر ايهما افضل الحكومة الظالمة ام الحكومة الضعيفة والغير ظالمة ؟ .

قد يتوهم البعض او بقصد مع سؤ النية فيتهم الحكومة بالظلم وان كان الاكثر يتهمها بالتقصير والضعف اما ظلمها فلا اقره واما تقصيرها فهذا صحيح ولكن الاسباب التي ادت الى التقصير ما هي ؟ هل هي بارادتها ام ان هنالك قوى خارج ارادتها ادت الى الحال الذي هو عليه ؟! الاجابة هي القوات الامريكية وما نشاهده يوميا من ادلة على ذلك مضافا اليه ما تقوم به دول مجاورة واقليمة من مساندة الارهاب في العراق .

هنا اتطرق الى حالة بسيطة حدثت في احد احياء بغداد وهي قام المجلس البلدي لهذا الحي بتوزيع اكياس سوداء للنفايات على العوائل ومجانا حتى يتم جمع النفايات بها بدلا من بعثرتها وسط الشوارع فماذا فعل الاهالي ؟! فانهم قاموا اما ببيع الاكياس او استخدامها لغرض اخر غير المخصص له وحتى ان هنالك بعض الموظفين في المجلس البلدي قام باختلاس كميات كبيرة منها وبيعها في الاسواق ، ما دخل الحكومة في هذا الامر اذا كان هذا المستوى الثقافي لهذا الحي هل نعاتبها ام نطلب منها ان تسن قوانين صارمة لذلك ولو سنت قوانين لذلك فانا اجزم ان اهل المحلة سيتكلمون ويتذكرون الطاغية اكثر ، فكثيرا من الاحداث التي تحدث والقرارات التي تقرها الحكومة يقارنونها العراقيون بالماضي وحكم الطاغية وهذا امر مأسوف عليه

بقلم : سامي جواد كاظم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كاتب المقال
2007-08-13
الى اهالي بلد اقسم بذات الله قلبي ودعائي معكم وافتخاري بكم اكثر مما سبق و والله لو لم يساند الارهاب من قبل الامريكيين لسحقتموهم كما يسحق الصرصر بالنعل ولكن اسال الله عز و جل ان يفرج عنكم وان يلتفت اليكم من هم اصحاب الشان في ذلك
العراقي الأصيل
2007-08-12
لو كان يوجد عدل لكان في كل قرية ومدينة ومحافظة في العراق تمثال خاص لقضاء بلد لكثرة ما عاناه هذا القضاء في زمن المقبور وبعد المقبور ولاقى قضاء بــلــد أكثر من أيام المقبور بعشرات المرات من حصار وقصف هاونات وخطف وتسليب والزلمة هسا في بلد لا يستطيع الخروج عن مركز المدينة ولو كيلو متر واحد لأنه محاصر ويعرض نفسه أما للقتل أو الأختطاف ولكن هل نقول ( ياريت لو باقية على الاول كلا وألف ألف كلا لأن الحكام من أولاد العوجة الرعاع لا يفهمون معنى كلمة إنسان أما الآن فالأنسان له كرامته ويستطيع أن يتكلم
gaber
2007-08-11
ولو كانت الحكومه في موضع القسوه وحاشاها لقال النفعيين ان صدام ارحم فباي بلاء ابتلينا
عراقية
2007-08-11
أزور العراق مرتين بالسنة ولم اسمع اي احد يتحسر على ايام صدام لأن قتل ودمر حياة كل العراقيين بالحروب والجوع , مثل البعض يقول ياليت على زمن الملكية او زمن قاسم . الذي لاحظته لم يكن لحزب البعث اي ولاء للعراق لان خربوه اخلاقيا وهناك احداث كثيرة جرت معي فقط أسفت لماذا وصلت لهذه الدرجة وهذا التخريب حدث ولمدة 40 سنة . كيف تعود الثقة الى الناس ؟ هذا يريد له 40 سنة اخرى .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك