المقالات

متى تصبح .. وزيراً

1559 2014-11-09

لا تستغرب إن تكون في يوماً من الأيام وزيراً في الحكومة العراقية . فقد أصبح أحد الوزراء وزيراً وأنه لم يكن يعلم ، ولا الوزارة التي أسندت إليه . 
وحتى تكون وزيراً يجب أن تكون من سلالة الطيور المهاجرة ، التي أعتقد أنها ما هاجرت تقرباً الى الله ورسوله ، وأما هاجرت من أجل أن تكون وزيراً .لآن المفروض أن يكون الوزير عراقي الأصل وليس متجنساً بجنسية أخرى ، عندما يختلس أموال العراقيين يفر إلى ذلك البلد الذي يحمل جنسيته .

والغريب في الأمر أن العراقي الأصل النزيه الكفء لا يصبح وزيراً ، لماذا ؟ يجيبك الآخرين : بأن لا توجد ثقة به ، ولا ينفعنا .. طيب ما هي منافعكم ؟!!! أليس خدمة العراق وشعب العراق ، هي المنفعة الكبرى لديكم ... أم ماذا ؟ أفيدونا يرحمكم الله .( والله تعبتونا معكم نريد أن نفهم ) .
أليس كل العراقيين يحملون الجنسية العراقية وكلهم مساوون أمام القانون في الحقوق والواجبات .أم أن هناك فريقين يحمل الوطنية العراقية .. فيأتيك الرد للأسف : الفريق الأول ضعيف الوطنية والولاء لأنه لم يهاجر .أما الفريق الثاني يعتبر نفسه أكثر وطنية وولاء فأنه يستحق أن يكون وزيراً ، لأنه هاجر . هل وطنيته زادت بحصوله على جنسية البلد الأخر ، وولاءه تعزز لانتمائه إلى أحد الأحزاب والتيارات العاملة على الساحة السياسية العراقية . أذا كان الأمور تقاس بهذا المنظار . أذا أين اللحمة الوطنية والمساواة في الحقوق والمواطنة ، وما هي فائدة بطاقة الأحوال المدنية التي يحملها العراقي ، أليس من حقه أن يتنافس لان يكون وزيراً يخدم أبناء شعبه على وفق مبدأ الكفاءة والنزاهة وحبه لوطنه العراق بعيداً عن الولاءات الحزبية والعشائرية . أم أن تلك البطاقة تضع في الجيب من أجل نقاط التفتيش وأحيانا لا تدخل محافظة إلا أن يكون عندك كفيل من نفس المحافظة لكي تزور أهلك وأقاربك وأصحابك وأحبابك .

وبعد تفكير عميق فهمت الأمر جيداً : بأنك إذا أردت أن تكون وزيراً ، لازماً أن لا تكون عراقي من الداخل ، وأن تكون مهاجراً ، ومطيع الطاعة العمياء إلى قادة الأحزاب والتيارات ، ملبي منافعهم ، منفذ أوامرهم ، ساجداً لهم من دون الله ، مادحاً لهم من على الفضائيات ، مقرباً لهم بالعلاقات الاجتماعية ، فهل عرفتم من تنطبق عليه الشروط ؟!!! فعندما نطالع ونرى الأمر من حولنا نجد المناصب تعطى لمن ، لأشخاص لاطمين في كل وزارة . أذن انتم تعرفون قصدي ، أعتقد أني لمحت بما فيه الكفاية ، فلا تحرجوني بالتسميات لأنها تؤدي إلى التهلكة .

لكي تكون وزيراً بسرعة البرق ، عليك أن تكون مخالفاً للقوانين والأنظمة ومسبباً بنكسة كبيرة تجذب أنظار الآخرين لك ، بمشاريع فاشلة ، وطرق مكسرة ، وقطع أراضي لا وجود لها على الواقع ، وصرف صحي مخالف للتندر ، ومخططات مجاري عند أول قطرة مطر تغلق فتنكشف الفضائح وتغرق الإحياء والشوارع فيموت الناس وتتهدم البيوت وتنجرف السيارات ويضحك علينا العالم ، فيتصور الناس أن تلك الإمطار ستذهب بك إلى المقصلة ولكنها حملتك في يخت سريع لتكون وزيراً . حينها ستذهل أنت والآخرين وتقول معقول أصبح وزيراً !!! أكيد هناك شيئاً غلط ، فتنذر صوماً للرحمن ثلاثة أشهر على الأقل لم تسرق من المال العام . فيحوم حولك المطبلون ويقولون : " الوزير ماكو منه " ليقوم بحملة يطلق عليها حملة الإصلاح الشرسة ، لكي يأخذ الألقاب ولكنها تصبح بعد فترة حبر على ورق .
لذلك لا تحاول ولا تتعب نفسك ولا تتخلى عن أصلك لأنك (عمرك ما راح تصير وزير) .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك