المقالات

هل تسمح أمريكا بالتدخل الدولي في العراق؟!

1360 09:20:03 2014-10-14

توقيت سقوط مدن بيد داعش، لم يكن مصادفة وليس من الأقدار، التي تغيب عن التكنلوجيا التي تكتشف ما تحت الأرض، ولم يكن الزمان والمكان ثغرة، لا أحد يعلم بسيناريو إسقاط التجربة الديموقراطية، قبل حسم الولاية الثالثة التي كان شبحها يطارد العملية السياسية.
عبور القارات وإنفاق مليارات الدولارات، لايمكن أن يكون مجاناً في مقاييس الدول التي تتغدى على الحروب، وليس بعيد عن صراع القطبية ودول الممانعة العالمية.

نتذكر جيداً في عام 1990م؛ حينما أطلق الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب، على حملته وقيادت الولايات المتحدة الأمريكية للتحالف الدولي، وتفردها حينذاك بالقطبية العالمية بعد سقوط الإتحاد السوفيتي؛ تسمية النظام العالمي الجديد، إنضم الى التحالف ما يقارب 33 دولة بين أجنبية وعربية، وصلت قواتها على مشارف بغداد بحدود 150 كم، وكان هدفها إسقاط النظام بعد إخراج القوات العراقية من الكويت.
الأمر كان مفاجئاً لقائد القوات الأمريكية( شكوازسكوف)، ومن ثم إقامة مناطق عازلة بخطوط تمنع طائرات النظام أنذاك من التعرض للكورد، بعد مقتل ما يقارب 10ألاف من سكان كردستان، على الجبال ودفن الأطفال في الثلوج، وتبني مشروع إيطالي بريطاني من مجلس الأمن بهذا الخصوص، بينما سمح للطائرات التحليق فوق مناطق الجنوب التي كانت تشهد الإنتفاضة الشعبانية؟!

قرار وقف القتال وعدم إسقاط النظام، جاء من إستشارات أمريكية في اللحظات الأخيرة، ثم التحول الى خيمة صفوان للإتفاق على بياض مع قادة الجيش العراقي، وأخذ التنازلات الكبيرة من العراق، وفرض الحصار على شعبه وإخضاعه للحماية الدولية، بعد أن فكرت مراكز الدراسات الأستراتيجية الأمريكية، بأن شركاءها في العراق 33 دولة وتريد الحصول على حصة الأسد؛ إنتظرت 12 عام لإسقاط النظام عام 2003م، وإستحوذت في أول أيام دخولها العراق على معظم التعاقدات، وبريطانيا كانت بالدرجة الثانية، بمسافات بعيدة عن ما حصلت عليه الولايات المتحدة الأمريكية.
الحكومة العراقية السابقة عام 2011م بعد خروج الأمريكان بقرار عراقي، دأبت الى إبرام تعاقدات أسلحة مع الجيك وروسيا ودول أخرى، وكلها كانت تشوبها صفقات الفساد، ورداءة نوعية الأسلحة، وهذا ما أغضب الجانب الأمريكي، بل ربما كانت هنالك أيادي أمريكية إستغلت تورط المسؤولين العراقيين بالفساد، ودناءة نفوسهم وعدم شعورهم بالمسؤول؛ للولوج وتوريطهم بالفساد ومن ثم الفضيحة.

بعد سقوط الموصل وعدة مدن عراقية، يجري الحديث بعد القرارات الدولية؛ طلب من بعض القوى التدخل الأمريكي برياً، رغم أن الإجماع العراقي والموقف الرسمي رافض للتدخل، لأن العراق يملك من الشباب الشجعان القادرون على دحر داعش، وتلقينها درساً للتاريخ، وعبرة للأجيال؛ إلاّ أن ما ينقص القوات العراقية، ضعف التجهيز الخارجي خاصة في العقود الأمريكية، وغياب التنسيق الدولي، بعد القطيعة مع معظم الدول الأقليمية في المرحلة السابقة، وعدم تجاوز مؤشرات التدخلات الأقليمية؛ من خلال الطرق الدبلوماسية.
عودة القوات الأمريكية جاء لرعاية مصالحها الأقليمية، والسباحة في المياه الدافئة، تتحرك في سعة الخلافات السياسية الداخلية، وتناغم الأطروحات الأقليمية التي بدأت تشعر بخطر داعش.

التحالف الدولي ضد داعش، وصل الى ما يقارب 40 دولة، مع وجود موقف تركي تشوبه الضبابية، وتصويت البرلمان التركي للإيذان بالتدخل داخل العراق؛ بذريعة حماية المصالح او مطاردة حزب العمال الكردستاني، في نفس الوقت التحرك في شمال سوريا وإنتظار سقوط مدينة كوبائي السورية. أمريكا التي إنتظرت 12 عام لتدخل العراق منفردة، لم تحصل على غاياتها رغم تشريعها إحتلالها للعراق، في نفس الوقت هي من كانت تغذي القوى المعارضة للنظام السوري، تعود اليوم الى تجريمها، وكانت تراقب إقامة مؤتمراتها علنياً في عواصم العالم؛ والسؤال هنا: هل تسمح أمريكا بشراكة 40 دولة، في منطقة تعتقد أنها بداية خارطة الشرق الأوسط الجديد، الذي تريد رسمها بخط يدها فقط؟! أم أن المعركة تطول لتتغذى منفردة بالفريسة؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك