مهما قيل عن الرجل فانه لا يستحق المصير الذي انتهى اليه وهذا عدم الاستحقاق جاءه مما عاش العراق بعد مقتله ولسنا بصدد الدفاع عنه ، ولكن انا اجزم واقسم هنالك من يذكر هذا الرجل بخير ، اود العودة الى تلك الذكريات لانقل ثلاث روايات
الاولى: اجتمع تجار واصحاب محلات بغداد ( تجار الاقمشة والاوني المنزلية بل وحتى اصحاب محلات سوق الصفافير ) وذهبوا لمقابلة نوري السعيد لتقديم شكوى عن ركود السوق ، وبالفعل جرى اللقاء ومن غير تعقيدات هذا العصر وقدموا شكواهم فقال لهم الباشا يومان وسياتيكم الحل .
بالفعل عادوا وانتظروا يومين ، وفي اليوم الثالث دخلت مجموعات تعقد الصفقات لشراء كميات من الاقمشة والاواني المنزلية وقدور الصفر والمواد الغذائية، وبعد الاستفسار عن ذلك اتضح ان نوري السعيد حصل على موافقة تجهيز الجيش العراقي بهذه الموا د وطلب منهم ان تكون عراقية وليست اجنبية فانعش السوق وصدق الوعد.
الثانية : يقول سامي شرف سكرتير جمال عبد الناصر عن زيارة نوري السعيد لمصر، وفي صبيحة يوم اللقاء بالرئيس المصري وكان الجو حار نزل الباشا من سيارته فتطايرت سترته لنسمة هواء هبت فظهر مسدسه في محزمه ، يقول شرف فاستجمعت اخلاقي الدبلوماسية لكي اقول للباشا ان حمل السلاح غير مسموح به بطريقة دبلوماسية ، فقلت له يظهر ان الباشا قد تعب بالامس لدرجة انه عندما جاء لمقابلة السيد الرئيس نسي ان يترك مسدسه في الفندق ، فاجابه الباشا : اسكت زوج. يقول سامي شرف والله وحتى كتابة هذه الحادثة لم اعلم كيف عرف نوري السعيد بانني متزوج مع العلم انني لم اضع حلقة الزواج في اصبعي!!!!
الرواية الثالثة: استدعى نوري السعيد بعض شيوخ العشائر ووجهاء المناطق المهمة في بغداد وطلب منهم اثناء لقائه بهم ان يخرجوا بمظاهرات ضد الحكومة للمطالبة بعدم التدخل الاجنبي في قرارات الحكومة .
وبالفعل خرجت مظاهرات في بغداد تطالب الحكومة عدم الخضوع للانكليز ، وهنا تعهد نوري السعيد للمتظاهرين بانه سينقل هذا الطلب الى المندوب البريطاني ، وبالفعل قدم الطلب للمندوب البريطاني حيث اتضح ان بريطانيا تصر على السعيد باصدار قرار يخدم المصالح البريطانية على حساب الشعب العراقي وهو لم يستطع ان يرفض الطلب فجعل المظاهرات سببا لرفضه الطلب .
سياسو اليوم عليهم ان يدونوا سيرة كل الذين حكموا العراق ليتعلموا الدروس ، يتعلموا من بعضهم الاخلاص ، ومن بعضهم تجنب العمالة للامريكان والانكليز .
https://telegram.me/buratha