المقالات

دواعش الظل أخطر.. وداعش الحرب أبتر..!

1286 18:34:53 2014-10-07

يعاني العراق منذ سقوط نظام الطاغية الهدام، من أزمات متتالية، تكاد تكون متصلة ببعضها، كما حلقات القيد، أو متشابكة كما حبال الشباك.
في الحالتين تكون النتيجة واحدة؛ وهي العمل على تعطيل عملية البناء في المجالات كافة، السياسية منها، والإقتصادية، والتنموية، والقعود بالشعب عن ممارسة دوره في الحياة.

من أخطر الأزمات التي واجهها العراق، هي وجود طبقة سياسية متنفذة، تمتلك حصانة مزدوجة- برلمانية وفئوية- وجنسيات متعددة- عراقية وكذائية- وولاءات مشتتة- شرقية وغربية- ولا ولاء للوطن إلا من خلال الحالة النفعية للحزب، أو المكون أو الطائفة. ساعد ذلك؛ على تنامي حالة من الإفتاء السياسي المطلق، والذي لا يخضع للمناقشة أو الإنتقاد، ولا يكاد يؤثر في مشروعية نفاذه شيء، إلا اللهم، جلسات التسوية والتوافق الخاصة، بعيداً عن أعين الحاسدين، في غرف مغلقة، تكاد تكون من أبغض بقاع الأرض عند الخالق- جل وعلا- لما يمارس فيها من بيع للذمم، وخيانة للضمائر، ورقص على جثث الضحايا والمغدورين. 

القاعدة، والإرهاب، وداعش، مسميات طالما طرقت أسماعنا كمرادف لمفردات الموت، والنهب، والدمار، فقد سالت أنهاراً من الدماء، وشيعت قوافلاً من الشهداء؛ نتيجة لفعالية ثالوث الموت المشؤوم هذا، أمام فشل التدابير الحكومية، في المجالين الأمني والعسكري.
داعش تلك المنظمة الإرهابية، التي ضربت بكل بقاع العمق العربي، واليوم باتت تهدد الأمن والسلام العالميين، لا يمكن لها مطلقاً، أن تكون مجموعة من المسلحين، من الذين يقاتلون هنا وهناك، دون تخطيط أو دراسة، ودون أهداف وأجندات محددة، بل على العكس، فهي منظمة عالمية، غاية في الإعداد والإستعداد، ومستوفية للعدة والعدد، وتمتلك من البعد السياسي ما يؤهلها لإن تكون عنصراً ضاغطاً، وفاعلاً، ومؤثراً في مجريات الأحداث.
ذلك البعد، الذي وفر لها الغطاء السياسي، من خلال العمل على تعطيل القوانين، والإجراءات الرادعة، التي من الممكن أن تتخذها بعض الدول، من التي هي على تماس مباشر، مع النشاط الإرهابي لهذه المنظمة، كما حدث في العراق، عندما طالب بعض أعضاء المكون السني، بإلغاء قانون المسائلة والعدالة، ومادة (4) إرهاب، مما أكد على أن هذه المنظمة، تمتلك إستراتيجية مهمة جداً، تقوم على أساس عدم قيامها بأي عمل عسكري في أي من البلدان، ما لم تقوم ببناء الحواضن، وإيجاد جناح سياسي عملي داعم، ومؤثر في عملية إتخاذ القرار . 

فصائل داعش في العراق مثلا، لا تتشابه بالشكل مطلقا، ولكنها تتكامل بالضبط منهجاً، فلكل فصيل منها دور مرسوم بعناية، ومهمة محددة بدقة، إذ تجد فيها فصائل مسلحة تقوم بعمليات القتل والتهجير، وفصائل أخرى تشيع الرعب والذعر، من خلال الإشاعة والتحريض، وفصائل قد لبست لباس الدين، وتباكت على دماء المسلمين، وأخطر هذه الفصائل، وأمضاها حداً، وأحدها سناناً، وأبلغها تأثيراً، تلك هي فصائل الساسة من الدواعش البعثيين، والطائفيين، والإنتهازيين.

إمتهن بعض الساسة العراقيون خيانة الوطن، وبعضهم السكوت والسير بجوار الجدار، كما إمتهن بعض منهم العمل على تسقيط كل ما هو وطني شريف، والتشكيك بكل بادرة طيبة، وإختلاق الأزمات ووضع العصي في عجلة إصلاح البنى السياسية، والشروع في عملية البناء المؤسساتي النزيه، وكل هؤلاء السياسيون، هم داعشيون وإن لم ينتموا.

لم تخل ساحة السياسة من شريف، ولم تعدم النهج العفيف، فهناك من تصدى لمسؤولية بناء دولة عادلة عصرية، وراهن على قيامها شرط تسنمه مواقع إتخاذ القرار، وهاهو اليوم، يمتلك من المحافظات إثنتين، ومن الوزارات ثلاث، فهلموا نتربص به، ونرى ماهو صانع، شريطة أن نكون عادلين في حكمنا على أداء وزراءه ومحافظيه.

لن ينهض العراق إلا بالتمييز بين الجهد النبيل، والمسعى الخبيث، ولن يفكر لنا أحد نيابة عنا، هلموا نقاتل كل فصائل داعش، ونشد على يد الشرفاء، ونآزر ذلك الأمل، وتربصوا بهم جميعاً، إني معكم من المتربصين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك