المقالات

مؤامرة ... المالكي

1912 2014-09-30

منذ أن استلم المالكي الحكم في العراق فهو يردد كلمة المؤامرة ، واعتبر كل الكتل السياسية متآمرة عليه ، لان الفاشل دائماً يلقي فشله على غيره . وأن كان المالكي قد اتهم بعض الإطراف بالمشاركة في مؤامرة ، فأن العراقيين قد شخصوا المؤامرة منذ تسع سنوات ، أي منذ استلام المالكي حكم العراق عندما أطلق عبارته المشهورة ( ما عفناها حتى ننطيها ) . فالمالكي بحد ذاته هو مؤامرة ضد وحدة العراق ورفاهية الشعب وكل ما يخدم الشعب من تعليم واقتصاد وبناء وثقافة وخدمات ، وإذا كانت هناك مؤامرة ضد المالكي كما يدعي لماذا لم يكشفها إلى الشعب العراق ؟!!! ولكن ليس هناك مؤامرة إلا في خيال الفاشل فقط ، فهو أراد أن يفهم العالم والعراقيين أن الكل متآمرين ضده ، ولكن الأيام كشفت عكس ذلك تماماً .

فبعد تشكيل الحكومة الحالية برئاسة حيدر ألعبادي القيادي في حزب الدعوة المنضوي داخل ائتلاف دولة القانون ، اتسعت الخلافات إلى حد كبير بين رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الذي لا يبدو راضياً عن منصب نائب رئيس الجمهورية ، الذي منح له من باب الترضية ، وتوفير الحصانة له ضد الملاحقات القانونية وبين رئيس الوزراء الحالي حيدر ألعبادي في كثير من القضايا ومن أبرزها إصرار المالكي على ترشيح هادي العامري زعيم منظمة بدر لمنصب وزير الداخلية ، وهذا نابع من أن منظمة بدر لديها 22 نائباً داخل ائتلاف دولة القانون ، وأن انسحابها خسارة مما يفقد ائتلاف المالكي كثيراً من صيغ المناورة ، بعد أن خرجت منه كتلة مستقلون بقيادة الشهرستاني الذي تولى حقيبة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بحكومة ألعبادي . فأن رفض ألعبادي نابع من الدعم الدولي والإقليمي والداخلي الذي يحظى به ، وحتى لا يمتلك ائتلاف المالكي وجه المبادرة . ومع ذلك لم تنتهي الحكاية عند هذا الحد ، بل إن المالكي عارض بشدة قرار ألعبادي بإيقاف قصف المدن وإنها السبب في حصول مجزرة الصقلاوية ، فأن ألعبادي عدها نتيجة للقرارات المالكي الخاطئة التي أوصلت البلاد إلى ما هي عليه اليوم . 

لقد أتخذ العبادي قرارات صعبة اتجاه الجهات السياسية الموالية للمالكي ، والى الأذرع العسكرية التي تكن الولاء للمالكي . فقد حل مكتب القائد العام للقوات المسلحة ، وإحالة قادة العسكريين الكبار الموالين للمالكي إلى التقاعد ، ونقل البعض إلى وحدات عسكرية أقل أهمية . وأمام هذا الوضع ، لم يتبقى للمالكي سوى إعلان الحرب على ألعبادي ، فشن هجوماً كاسحاً عليه عن طريق ( جيشه الالكتروني ) الذي أسسه أواخر عهده ، للدفاع عنه ، ولشن هجوم على خصومه ، عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، لتعقبها مظاهرات يجري الإعداد لها يوم 30 /9 من هذا الشهر ، ترفع شعارات إسقاط حكومة ألعبادي التي لم ترى النور إلا قبل شهر . فأن تلك التظاهرات المدسوسة والتي تدعم من جهات موالية للمالكي . ما هي إلا مؤامرة يقودها المالكي من أجل إسقاط الحكومة الشيعية في العراق وليس إسقاط ألعبادي كشخص ، لتحقيق أجندته .
فأن على الدكتور حيدر ألعبادي أن يخطو الخطوات الصحيحة و المهمة باتجاه التغيرات الجذرية على كافة الأصعدة ونأمل أن يتخذ خطوات أسرع على المستوى الأمني و الإداري لإفشال تلك المؤامرة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك