المقالات

بغداد؛ عاصمةٌ لدولةِ ألكفر وألإلحاد"

1452 2014-09-23

ألمتتبع للتأريخ ألاسلامي, وخاصة ألفتوحات ألإسلامية, يلحظ؛ إن تلك ألحملات ألعسكرية ألفاتحة؛ كانت تبحث عن أهداف إستراتيجية مميزة, تختارها بدقة, لتختصر ألوقت وألخسائر, وتحقق أعظم ألانجازات.
فأختيار ألعراق في ألماضي, ليكون قاعدة لأنطلاق ألجيوش ألعربية, ألأسلامية للشرق, لم يكن محض صدفة, بل كان عن تكنيك ودراية تامة, لما يمثلهُ من مكانة وأهمية, على كافة ألصُعد.
ولكن ألسؤال ألآن,لماذا ألعراق من جديد؟
يقصد بألفتوحات ألإسلامية؛ هو إخضاع ألدول, وإجبارها بقوة ألسلاح, بعد نفاذ ألمساعي ألدبلوماسية, للدخول ضمن ولاية ألدولة ألإسلامية, كما هو ألحال لدولتي ألروم وألفرس, في بداية ألعصور الإسلامية.
ولا يخفى على جميع متصفحي كتب ألتأريخ؛ إن ألغاية ألأهم من حملات ألفتوحات تلك, هي خروج ألمسلمين لنشر تعاليم ألدين ألأسلامي ألجديد, ألذي هداهم جلّ في علاه إليه, وألدعوة لأعتناق هذا ألدين, فإن إستجابوا ودخلوا ألاسلام, كان بها وإن أبوا؛ فالسيوف لها ألقول ألفصل, للدخول تحت سلطان ألاسلام وألمسلمين, وألسلطان لايعني بالضرورة ان يدخلوا ألأسلام, فلهم ألخيار إما ألاسلام؛ أو أن يبقوا على دينهم, ألذي وجدوا آبائهم وأجدادهم عليه, بشرط أن يدفعوا ألجزية للمسلمين, ليعصموا دمائهم وأموالهم.
تلك هي تعاليم دين ألدولة ألأسلامية, ألتي فتحت بلادي قبل أكثر من 1400 عام, لماذا هي أليوم قادمة تحت نفس العنوان؟
ألدولة ألاسلامية جاءت من جديد, وألهدف ألعراق أيضاً, لكن من ألمحرر ومن ألمحتل؟! هنا إختلطت ألأمور, فهناك خطب ما؛ إما في ألهدف, أو ألغاية, أو في تسمية ألجيوش ألاسلامية ألجرارة, أو في كل ألأسباب مجتمعة.
فلو سلمنا للبديهيات ألمعروفة, ألعراقُ؛ موقعٌ, وثروةٌ, وتأريخٌ, وجمجمةُ ألعرب, وتركنا ألسياسة ألمتبعة في ألفتوحات ألأسلامية, على مرّ ألعصور, وتوفقنا طويلاً؛ عند عبارة (جئناكم فاتحين محررين لا محتلين) هنا أتيه في جواب أسئلتي! من أنا ومن أكون, وبأي رب وجدت أبائي وأجدادي يؤمنون فآمنت؟ ومن أي نسلٍ إنحَدَر بنّو جلدّتي, من (حام) أم (سام) أم (يافث), ولماذا هذه ألجحافل ألمتجحفلة, جاءت متعطشة إلى أنوثتي ألعراقية, وشرفي ألامامي ألمحمدي, فبدلاً من أن يعرضّوا علينا دينهم ألجديد حقاً, ألفاتح لا ألناكح! وبدلاً من أن يقفوا؛ على مشارف أسوار مدّننا, ليّلقوا خطّب فتوحاتهم ألمزعومة, جاءوا جياعاً عطاشى, ببطونٍ و فروجٍ نتنّه, يصرخون هاتوا نساؤكم؛ نناكحها؛ إن كنتم تؤمنون.
عذرآ ربهم؛ يا من رفعوك مخطوطاً, على راياتهم ألسوداء, أنا لا أجيد تغييّر ألعبادات, وتعدد ألأرباب, ولا أحفظ أدوارك كلها, فقد يختلط عليّ ألأمر, وأتيه في تسميتك بين ألمناسك, أو وقوفاً بين يديك متهجدة, وراياتُك تُرفع في مخادع ألفسق وألرذيلة!.
عذرآ ربهم, فأنا لا أجيد ألتوضأ بالدماء, وألكتابة بالسيوف, وألتقرب بعفتي إلى مقامك زلفاً, فهّلا وجدتم لي منفذاً من سلطان حكمكم؟, لأني كافرةٌ بربكم, ملحدةٌ أنا, فعبادةٌ مغموسةٌ بالدم لا تروقني, ونقابٌ بشرفٍ مستباحٍ, وعرضٌ منتهك, لا يناسبني.
عذرآ جيوش ألإسلام ألفاتحة, هذه ألمرة لن يرضخ ألعراق تحت سلطانكم, ودولة نكاحكم ألقذرة, فحرائرنا أغلى من تعاليمكم, وغرائزكم, كفارٌ نحن نعم! مشركين, ملحدين, وتُعساً لدينٍ يستبيحُ ألحرمات, وألتأريخ لن يعيد نفسه مرتين, فلنّا دينّنا ولكم دينّكم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك