المقالات

لماذا دشاديش أهل الخليج ناصعة البياض!..

2963 2014-09-21

قاسم العجرش
    صحيح أن الحكومة الحالية؛ ليست مسؤولة عن أخطاء الحكومة السابقة، لكن من المؤكد أنها مسؤولة عن معالجة تلك الأخطاء، ناهيك عن بديهية عدم السير على منهاجها وسياسياتها.
    من بين أكثر مخلفات الحكومة السابقة أثرا على المواطن، هو الفساد الكبير، المتمثل بإنفاق الحكومة أموالا ضخمة، دون أن تحدث تلك الأموال تغيرا محسوسا في حياة المواطن.
    في قضية الخدمات والفساد ثمة ما هو جدير بالتمعن، وهي أن دول الخليج تقع في مقدمة بلدان العالم، في قوائم الفساد، لأن الرقابة على العوائد المالية الهائلة، والمتأتية من تصدير البترول شبه معدومة لسببين؛ ألأول أنها ضخمة جدا بحيث يتعذر إحصاؤها، والثاني أنها تدار مباشرة؛ من قبل الأسر الحاكمة هناك، حيث تعتبر ما تحت يدها من أموال ملكا لها، وثمة تقديرات تفيد بأن ما لا يقل عن ثلث إيرادات البترول، تذهب الى تلك الأسر، وهذا يفسر سرية المتحصل من العوائد النفطية في دول الخليج!.
    بيد أن شعوب دول الخليج والجزيرة العربية، تحظى بخدمات ممتازة، فالصحة والتعليم والسكن والنقل والبنى التحتية، متقدمة حتى على المستوى العالمي.
هذا الوضع التناقضي، بين الفساد الكبير، وجودة الخدمات المقدمة من الدول للمواطنين هناك، خلق حالة لدى المواطنين، يبدون فيها وكأنهم غير معنيين بالفساد الكبير، ماداموا قد ضمنوا حياة مرفهة، بل وكأن ثمة إتفاق غير مكتوب بين المواطنين والدولة، مؤداه أن على الدولة أن تقدم أفضل الخدمات، وأكثرها رفاهية للمواطنين، مقابل أن تضمن الدولة الأسرية ولاء المواطنين، وعدم إلتفاتهم أو إعتراضهم على الفساد..
    لقد خدرت دول الخليج شعوبها بالخدمات الفائقة الجودة، وبالرفاهية الفاشية، والتي تبدو بأبهى صورها، على دشاديشهم الناصعة البياض! 
    الفساد الخليجي مسكوت عنه، مع أنه معروف لكل أبناء الشعب، لأن الدولة قائمة بواجباتها على أفضل ما يكون، تجاه الفرد والمجتمع..
    صحيح أن الفساد في الخليج لا يمكن أن يدوم الى الأبد، لكن الأصح أن حسن أداء الدولة؛ يعمي عيون المعترضين عنه، ويلقم أفواههم عسلا! 
    حكومة العبادي التي خرجت من رحم العملية السياسية ذاتها، التي أنتجت الحكومة التي سبقتها، لا نتوقع منها أن تكون حكومة أنبياء، ومادامت قدمت نفسها يوم نالت الثقة، ببرنامج طموح، مدعوة لأن تسكتنا عن ما سيحصل من فساد، بخدمات لا نريدها أن تبلغ حد الرفاهية، بل على الأقل حد الكرامة الإنسانية! 
كلام قبل السلام: تبا لك يا نفسي! فما أعرفه كبير، ولو قلته كله لقوض ما أريد!
سلام.....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك