نعم استبسال اهل امرلي المتشبثين بالارض ارض الاجداد التي تحوي الذكريات ومصدر الرزق والعطاء ارض مقام الامام الحسن المجتبى عليه السلام الواقع على اطراف امرلي الشمالية والذب اضفى على المعركة نوع من القدسية في الدفاع عن الارض والعرض والابناء. وهكذا ابتدأت الاستحضارات اللازمة للدفاع عن امرلي عبر انتخاب قيادة محلية من ابناء امرلي البطلة الصامدة والتعاون التام مع فوج طوارى امرلي التابع لقيادة شرطة صلاح الدين الذي هرب امره وترك ارض المعركة مبكرا ولكن ابناء امرلي من منتسبي هذا الفوج صمدوا صمود الابطال النشامى المضحين بالروح من اجل النصر وهكذا تم حفر الملاجى وانشاء السداد والسواتر الترابية وحفر الخنادق لمنع تقدم الاليات الداعشية بجهود ذاتية وبمبالغ من الاهالي رافقه حصاد للحنطة مبكرا قبل موسم الحصاد بمساعدة وحماية ابناء امرلي ليكون هنالك خزين استتراتيجي من الخبز وتم ارسال وسائل ضغط الى النجف وكربلاء للضغط على الحكومة في سبيل اسناد ابناء امرلي مما اوجد تعاون مع الاستخبارات العسكرية وطيران الجيش عبر الموبايل وتم حفر الابار للاستفادة منها للماء الصالح للشرب والاستفادة من الابار القديمة وتم اعداد المركز الصحي في امرلي بجهوده المتواضعة من اجل الاستعداد لاخلاء الجرحى انها معركة محلية عنوانها معركة من اجل البقاء اما الشهادة او العيش بكرامة ورفعة راس والاحتفاظ بارض الاجداد انها كربلاء جديدة فلم يترك لهم الدوعش خيار بعد الحصار اما الشهادة او الموت ذبحا وسبي النساء والاطفال وهكذا كانت صرخة اهل امرلي المقاتلين شعار الصمود التاريخي لبيك يا حسين لبيك ياعراق.
ولقد عانى اهل امرلي من الحصار بعد نفاذ المؤن والاكل من مشاكل صحية وموت للاطفال عددهم اثنا عشر طفلا وموت للمرضى كبار السن نتيجة لنفاذ الدواء وموت اثنان من الحوامل واجنتهم نتيجة الافتقار للرعاية الصحية وعدم وجود قابلات ولادة انه حصار في غياب الكهرباء والماء الصالح للشرب والغذاء ففي شهادة عيانية من احدهم ان احدى الامهات كانت توزع رغيف واحد على عشرة اطفال مع ماء مالح لوجبة غذائية واحدة ليوم كامل وهنالك قصص اخرى كثيرة من قصص الصمود لايسع المقال لذكرها.
وهكذا بدا التعرض الداعشي كل يوم من خلال القصف بقنابر الهاون على البيوت الامنة وكان الدواعش يختاورون وقت السحور والفطور لارعاب الاهالي والسكانمع التعرض لاطراف المدينة بالقناصين والدوشكات وهكذا فشلت عشرات محاولة التقرب والتعرض لسواتر امرلي نتيجة ليقظة الصامدين المدافعين وتم التعرض في المعركة الفاصلة بقوة خمسائمة من الدواعش على المحور الشمالي والمحور الجنوب الشرقي وقد ابلى المدافعين صمودا في اعتمادهم على اسلحة اجدادهم البرنو وهي بندقية جكية كانت تستعمل للقتال في عشرينات واربعينات القرن الماضي واستعملها المقاتلون الاكراد في سبعينات القرن الماضي وذلك لدقتها في التصويب والمدى الطويل للاصابة القاتلة لغاية 3 كيلو متر رغم انها بندقية ترمي مفردا فقط واعتمادهم ايضا على الا ربجي سفن والبازوكا في اعاقة الاليات الداعشية وقد كبد الدواعش بخسارة وانهزموا هزيمة الجرذان بعد ان تركوا 325 من جيفهم في العراء وكان للتنسيق الجيد بين الصامديم وطيران الجيش عامل مهم في الصمود والانتصار وفي معالجة الاهداف الداعشية من دبابات وعجلات مدولبة لازالت اثارها تروي البطولة في اطراف امرليلدقة معلومة الصامدين لخبرتهم القتالية الماضية في الجيش العراقي السابق فهكذا كانوا جميعهم مقاتلين واضفوا صفة لمدينتهم نقف امامها باجلال واحترام صفة امرلي الصامدة المنتصرة .
نعم امرلي الصامدة كانت عنوان التشبث بالارض والالتصاق به من اجل وحدة العراق وافشال المشروع الداعشي الصهيوني البايدني انها التضحية من اجل العراق لقد كان لفتوى السيد السيستاني حفظه الله ورعاه الجهادية الكفائية والعزيمة الممتدة من الفكر الحسيني الثوري والاسناد من طيران الجيش واسناد العتبة العباسية اللوجستي عوامل ساعدت في الانتصاروتسطير البطولة والانتصار.
ان الزيارات البرتكولية الى امرلي من قبل المسؤولين لغرض تجيير الانتصار ليس ضروريا وانما الضروري هو ادامة النصر والصمود لاهالي امرلي لتكون عنوان ونبراسا للاخرين من اجل استعادة تلعفر والحمدانية والرشيدية والبشير واعادة المهجرين لها وذلك بحزمة قرارات فعالة وسريعة التنيفذ والمتابعة خارج السياقات الروتينية من اجل تعزيز الانتصار وذلك بارسال محطات تصفية مياه والدعم المالي والوقود والمولدات لديمومة الحياة وهكذا ستبقى امرلي ارض الشموخ والانتصار سيحج لها الاحرار كل عام بمناسبة الانتصار.
نعم لقد كنت في رحاب امرلي وتنفست اجواء النصر واستشرقت البطولة والصمود من عيون اطفالها ونسائها وقبلت ترابها الذي صمد في وجه الدواعش واعطنا بارقة امل في الانتصار.
https://telegram.me/buratha