المقالات

شفكج ... يا طلابه

1037 03:19:06 2014-09-12

لا أعرف أن أجد حلاً لتلك المسألة التي شغلتني كثيراً بعد أن توج الدكتور حيدر ألعبادي رئيس لمجلس الوزراء العراقي . فأني لا أجد مخرجاً لتلك المسألة ، لان الأمور قد تذهب بالجانب الأخر من حلها ، إلا أذا انتبه الدكتور ألعبادي وأتخذ قراره الشجاع وأبعد المتطفلين والمتشبثين بالعشائرية المقيتة أو تحجيمها لأنها أوصلتنا إلى حالة الاشمئزاز منها ، لأنها تعتمد على المصالح النفعية الشخصية وبعيدة كل البعد عن المصالح العامة الوطنية . 
لقد كان النظام البائد في السبعينات من القرن الماضي ، ابتعد عن الألقاب العشائرية وأصبح البلد يعتمد على الاستحقاق الوطني لجميع إفراده بدون تفضيل أحد على أحد إلا بالكفاءة والنزاهة بعيداً عن المسميات العشائرية . وبعد عام 1980 التجأ هدام إلى العشائرية لكي يكسب ودها وتأييدها في حروبه الطائشة ، فضح عليهم الأموال والهدايا والمكافأة وضمهم لخدمته وخدمة حزبه ، فكانوا يتسابقون بالتأييد والانضمام إلا من خشي ربه وخاف مآب ،وبالفعل كان عار على تلك الوجوه التي صفقت وهوست ورمت عقلاها في حضرة هدام ، ولكنهم بعد عام 2003 غسلوا (وجوههم ببولهم ) كما يقال وذهبت تلك الوجوه إلى حضرة المالكي وفعلت كما سابقاً ،فانهالت الكارثة على المالكي ، كما انهالت على هدام . وقد تفعل نفس فعلتها وأكثر في حضرة ألعبادي .
أن تقريب العشائر من عمل الحكومة وتنفيذ جميع مطالبها الشخصية النفعية لكارثة ستحل على الحكومة ، فأن على ألعبادي أن يحيد من تلك المسألة التي يعتاش عليها بعض أولئك الذين قالوا بالأمس أن هدام من عندنا ومن عشيرتنا ليكونوا في الصف الأول من العشائر المستفيدين منه ، فتحققت منافعهم الشخصية على حساب المواطن العراقي البسيط . وبعد سقوط الطاغية تبرءوا منه ، وركبوا موجة الأحزاب والتيارات الإسلامية عسى إن يجدوا ضالتهم في الحكم ، وظهر منهم أحد ليقود مجلس محافظة ، فهتفوا ( أجا الريس أجا ) . فالريس لم يبلي مطالبهم الكثيرة النفعية فهتفوا ( يا ريت ما أجا ) .
أن ترسيخ كرسي الحكم باعتماد على العشائرية أسلوب ساذج اعتمده البعض من اجل التشبث بالكرسي وفشلوا فحملوا السلاح لقطع الطرق مهددين أمن الدولة ، وان الاعتماد عليه مستقبلا ًكذلك يؤدي إلى الفشل . 
أن ترسيخ روح الوطنية من قبل المسئول لهي مسؤولية شرعية وأخلاقية وقانونية والابتعاد عن العشائرية التي قادت وسوف تقود بلدنا إلى عدم التطور والنهوض به وامتعاض الشعب منها ، فهي طلابه ( مشكلة ) لا يستطيع أحد منا أن يفك نفسه منها إلا الراسخون بروح الوطنية .
رغم التصويت على حكومة ألعبادي ، فان جماعة الولاية الثالثة غير متفائلة للمستقبل العراقي ، لكون زعيمهم أصبح خارج نفوذ السلطة وعين في جمعية المحاربين القدماء ( نائب رئيس الجمهورية ) . وهذه طلابه ( مشكلة ) ثانية أضيفت إلى المشكلة الأولى ، كان الزعيم .. وفعل المختار .. وصار إيه الغيرة الشيطانية .. ويستمر المنوال على هذه الحال إلى 2018 .. ونقول ( شفكج ... يا طلابه ) . 
لقد خرج العراق من محنته بتشكيل حكومة جديدة وسيكون دولة رائدة ومتسامحة ومنفتحة ، بعيدة عن المركزية القوية التي تحيط بها جماعة متزمتة جهلة ، فأن الضوء قد بان في نهاية النفق المظلم ، نفق العراق الطويل . فكان الغضب الشعبي على حكومة المالكي قد أزداد ، غضب على الفساد ، والفوضى ، والتقصير في تقديم الخدمات ، والقتل ، والتشريد ، وضياع المدن . فأن الحكومة الجديدة أن شاء الله ستأخذ بنظر الاعتبار كل هذه المسائل وتضعها نصب أعينها وفق برنامج لانتشال العراق من الضياع والدمار .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك