المقالات

سبايكر

3886 2014-08-27

جريمة قد نتخيل حدوثها إبان الحرب العالمية الثانية مع المجازر التي حدثت على يد الحلفاء , أو في المحارق التي قام بها أدولف هتلر مع اليهود , لأننا لا يمكن إن نتخيل إن تحدث هكذا مجازر بعد دخولنا في الألفية الثالثة , حيث أصبح الحديث عن حقوق الإنسان كالبسملة في بداية كل سورة , فهل أصبحت سورة التوبة من نصيب الشيعة ؟ 

وفي وسط تجاهل غريب من الساسة الشيعة بالتحديد , وتعاملهم مع الموضوع وكأنه حدث في بلد أخر , حيث اكتفوا بالاستنكار والتنديد الذي أصبح بسملتنا بعد كل حادثة , فأهلا ً بالطائفية التي تجعل السياسي يدافع , وينفعل , ويقوم الدنيا ولا يقعدها , من اجل قضية تخص طائفته , كما فعل اغلب السياسيين السنة عند تفجير جامع مصعب بن عمير , والغريب إن الساسة الشيعة تفاعلوا مع هذه الحادثة أكثر مما تفاعلوا مع قضية سبايكر , والمضحك المبكي نرى ونسمع اغلب السياسيين الشيعة، يطالبون باعتبار قضية سبايكر قضية إبادة وجريمة بحق الإنسانية , فهلا افهمونا ماذا يعني ذلك ؟ , وماذا سيغير من الواقع المرير، سوى إن " 1700 " جندي شيعي قتلوا على يد إفراد من عشائر البو عجيل والبو ناصر , عشيرة الملعون وطاغية العصر هدام , بدماء باردة وبقسوة يستحيل أن يحملها بقلبه مسلم على وجه الأرض .

وما ننتظره من ساستنا بعد إن تهدأ القضية إن ينشئوا وزارة للمصالحة الوطنية , همها الأول والأخير إن تعيد المياه إلى مجاريها , وتقرب بين وجهة نظر الذئب مع الأغنام التي ما انفك يأكلها , أليس للشيعة من راعي يطالب بدمائهم أم إن ما يجري في عروقهم هو ماء أم نحن مواطنون من الدرجة الثانية ؟ ام... وتساؤلات كثيرة تملئ القلب قيحا , لا يهم إن نُقتل أو نُذبح يوميا ً على الطرقات، ونعود لننادي بالوحدة والوطنية وبعراق ً موحدا ً يجمعنا , تبا ً لعراق لا يحفظ دماء الشيعة فيه , وتبا ً لعراق لا يعرف العدالة في حكمه وقضائه , فنحن لا نريد وطنا ً يساوي بين القاتل والمقتول في حكمه , هذا إن لم يتهم المقتول ويبرأ القاتل . 

سبايكر هي المسمار الأخير في العراق الموحد والوحدة الوطنية اجتماعيا ً , لان العراق سيبقى موحدا ً سياسيا ً , وسيتصالح السياسيون قريبا ً , وستبقى البنية الفوقية العراقية على ما هي عليه , ولكن للشيعة كلمتها وستقولها بعد حين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك